responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتوح البلدان نویسنده : البلاذري    جلد : 1  صفحه : 0
الكتاب: فتوح البلدان المؤلف: البلاذري الجزء: 1 الوفاة: 279 المجموعة: مصادر التاريخ تحقيق: نشر وإلحاق وفهرسة : الدكتور صلاح الدين المنجد الطبعة: سنة الطبع: 1956 م المطبعة: مطبعة لجنة البيان العربي الناشر: مكتبة النهضة المصرية - القاهرة ردمك: ملاحظات:
كتاب فتوح البلدان تأليف أحمد بن يحيى بن جابر المعروف بالبلاذري القسم الأول نشره ووضع ملاحقه وفهارسه الدكتور صلاح الدين المنجد ملتزمة النشر والطبع مكتبة النهضة المصرية 9 شارع عدلي باشا - القاهرة
تعريف الكتاب 1
مطبعة لجنة البيان العربي 4 شارع مصطفى كامل بلانلموغلى ت 79 27
تعريف الكتاب 2
فتوح البلدان " لا نعلم في فتوح البلدان أحسن منه ".
المسعودي
تعريف الكتاب 3
اللوح رقم 1 فتوح البلدان صفحة العنوان في مخطوطة مكتبة جامعة ليدن الموجودة فيها حاليا. برقم Warn 430
مخطوطات الكتاب 5
اللوح رقم 2 فتوح البلدان الصفحة الأولى في مخطوطة ليدن السابقة الذكر
مخطوطات الكتاب 7
اللوح رقم 3 فتوح البلدان الصفحة الأخيرة في مخطوطة ليدن
مخطوطات الكتاب 9
اللوح رقم 4 فتوح البلدان في الأعلى قطعة من ترجمة البلاذري التي وجدت على ظهر مخطوطة ليدن، وهي بخط السخاوي لا المقريزي كما ظن دخويه وكما يتبين من مقارنتها بالقطعة السفلى وهي إجازة من السخاوي بخطه للقسطلاني في مخطوطة عمدة القارئ (دار الكتب 329، حديث)
مخطوطات الكتاب 11
المقدمة (م 1 مقدمة)
مقدمة الناشر 1
مصادر ترجمة البلاذري لابد، لدراسة البلاذري، مؤرخا، ونسابة، وراوية من الرجوع أولا لي تواليفه التي وصلت إلينا وهي:
1 أنساب الأشراف.
2 فتوح البلدان.
ثم إلى المصادر القديمة التي ترجمت له أو ذكرت بعض أخباره. فقد ترجم له كثيرون منذ القرن الرابع حتى القرن التاسع. ولكن بعض هذه الترجمات الأساسية لم يصل إلينا.
ونكاد لا نجد له ترجمة في مصدر من مصادر القرن الثالث الذي عاش فيه، وإنما نجد ذلك في مصادر القرن الرابع وما بعده.
فممن ترجم له أو ذكره:
1 الجهشياري (331 ه‌) في كتاب الوزراء والكتاب:
أورد بعض أخباره، وتكلم على جده. وفى معجم الأدباء (5: 9592) نقول عن الجهشياري لا توجد في المطبوع.
2 الصولي (336 ه‌) في كتاب الوزراء:
لم يصل إلينا الكتاب. وفى معجم الأدباء (5: 100) نقول عنه يتحدث بها عن ضائقته أيام المعتمد.
3 المرزباني (384 ه‌) في معجم الشعراء:
لم يصل إلينا القسم الذي فيه ترجمة البلاذري من المعجم. وفى تاريخ دمشق (مخطوط) ومعجم الأدباء (5: 99) نقول عنه.
مقدمة الناشر 3
4 التنوخي (384 ه‌) في نشوار المحاضرة:
لم يصل إلينا القسم الذي يتحدث فيه التنوخي عن البلاذري. وفى بغية الطلب لابن العديم (مخطوط) نقل عنه يتعلق بخبره مع المستعين.
5 ابن النديم (385 ه‌) في الفهرست:
ترجم له ترجمة طويلة. نقل عنها ياقوت ومن جاء بعده. لم نجد في المطبوع منه إلا بعضها.
6 ابن عساكر (571 ه‌) في تاريخ مدينة دمشق:
(مخطوطة الظاهرية، الجزء الثاني. ورقة 135 ا 136 ب).
ذكر من سمع منهم بدمشق وحمص.
وبعد ابن عساكر نكاد لا نجد في التراجم أشياء أصيلة، وإنما حفظت لنا ما ذكرته مصادر القرن الرابع.
7 ياقوت (626 ه‌) في معجم الأدباء:
ترجم له ترجمة جامعة طويلة.
8 ابن العديم [666] في بغية الطلب في تاريخ حلب:
(مخطوطة أحمد الثالث. الجزء الأول، ورقة 117 ا 119 ب).
حفظ لنا ما ذكر التنوخي عن صلة المستعين إياه.
9 ابن خلكان (682 ه‌) في وفيات الأعيان:
نقل دغويه عنه. ولكننا لم نجد في طبعة أو روبة ولا طبعة القاهرة منه ترجمة البلاذري.
مقدمة الناشر 4
10 الذهبي (748 ه‌):
ترجمه له في الميزان (ميزان الاعتدال).
ذكر ذلك المقريزي (أنظر بعد) ولكننا لم نجد الترجمة في نسخة الميزان المطبوعة.
وكذلك ترجم له في تاريخ الاسلام (مخطوطة دار الكتب المصرية 42 تاريخ).
وفى سير أعلام النبلاء (مخطوطة أحمد الثالث. المجلد 9، ورقة 71).
11 الصفدي (764 ه‌) في الوافي بالوفيات:
(مخطوطة أحمد الثالث. الجزء الثامن، ورقة 108 101).
ترجم له ترجمة جامعة فيها خلاصة ما ذكرته المصادر التي سبقته.
12 المقريزي (846 ه‌):
كتب ترجمة له بخطه على ظهر مخطوطة الفتوح المحفوظة بليدن.
ونشرها هماكر، ثم دخويه.
13 ابن حجر (852 ه‌) في لسان الميزان:
14 ابن تغرى بردى (874 ه‌) في النجوم الزاهرة:
جزم بأن وفاته كانت سنة 279 ه‌.
15 السخاوي (902 ه‌) في الاعلان بالتوبيخ:
ذكر أن له كتاب التاريخ والبلدان وأنساب الأشراف.
16 حاجي خليفة (1067 ه‌) في كشف الظنون:
ذكر كتبه في الأنساب وحدها.
مقدمة الناشر 5
2 المصادر الحديثة (ا) المصادر العربية نذكر من المصادر العربية في عصرنا:
1 جرجي زيدان (1914 م) في تاريخ الآداب العربية.
ترجم له ترجمة منقول بعضها عن بروكلمن في طبعته الأولى، وفيها أخطاء.
2 يوسف إليان سركيس (1932 م) في معجم المطبوعات العربية:
ترجم له، وذكر تواليفه المطبوعة.
(ب) المصادر الغربية 1 دخويه (1909 م) De Goeje. J. M:
ترجم له باللغة اللاتينية في مقدمة طبعته فتوح البلدان سنة 1866 م 2 بروكلمن (1956 م) K Brockelmann:
تكلم عليه بالألمانية في كتابه (تاريخ الآداب العربية GAL في الأصل والذيل 3 بيكر (بعد 1925 م) H Becker. K:
ترجم له في دائرة المعارف الاسلامية EI.
رجعنا إلى الطبعة الفرنسية.
4 سوفاچه (1949 م) Sauvaget. J:
تكلم على بعض كتبه في كتابه المدخل. أنظر كتابنا: رائد التراث العربي ص.
وكذلك ترجم له في كتابه " المؤرخون العرب " Les Historiens Arabes (أنظر بعد: ترجمات فتوح البلدان)
مقدمة الناشر 6
ترجمة جديدة للبلاذري - 1 - لا تسعف المصادر الباحث بشئ عن أسرة أحمد بن يحيى بن جابر بن داود وأصله. كل ما نعرفه أن جده جابر كان يكتب للخصيب [1]، صاحب خراج مصر أيام الرشيد. ولم تترجم المصادر لجده. ويذهب بيكر Becker [2] وسوفاجه Sauvaget [3] إلى أن أصله من الفرس. وقد يكون ذلك صحيحا. لأننا لا نعرف من نسبه شئ بعد اسم جده، ولو كان عربيان لا ثبت نسبه وفخر به، أو ذكره من ترجم له، ثم كان أحد النقلة من الفارسية إلى العربية.
وقد اتفقت المصادر على أن اسمه أحمد. ولكنها اختلفت في كنيته [4] فجعلته أبا جعفر وأبا بكر وأبا الحسن [5]. ولا ندري إذا كان أوتى أولادا فكنى بأسمائهم، فحياته الخاصة غامضة جدا.
ونرجح أنه ولد في بغداد، في أواخر القرن الثاني. وأول ما نعرفه عن حياته العامة أنه مدح المأمون بمدائح [6]. ولا ندري متى اتصل به. ومن المؤكد أن ذلك كان قبيل وفاة المأمون سنة 218 ه‌، وقد تجاوز العشرين على أقل تقدير.
فما كان يتاح له أن يمدح الخليفة بمدائح إلا وقد كان له علم ونباهة.



[1] النديم، الفهرست، 113.
[2] مادة البلاذري. E I, dans, Becker. H. C
[3] 15. p, Les Historiens Arabes, Sauvaget
[4] لم يفرق دخويه بين الاسم والكنية فذكر أن الاختلاف في اسمه.
[5] ابن عساكر، تاريخ دمشق (مخطوط) ورقة 136 آ.
[6] ياقوت، معجم البلدان 5: 99، وابن عساكر، المصدر السابق.
مقدمة الناشر 7

نشأ أحمد بن يحيى إذن مع القرن الثالث من الهجرة. وكان هذا القرن
من أخصب عصور الخلافة العباسية في الثقافة والحضارة والسياسة. كان عصر
الترجمة من الفرس واليونان، التي أغنت التراث الاسلامي، وعصر الفن الذي تجلى في
قصور المعتصم والمتوكل، وعصر الترف الذي رف بما تدفق على بغداد من أموال
وخراج، وعصر الرواية والعلم الذي تجلى في كتب الواقدي والمدائني وابن سعد
والقاسم ابن سلام وابن الكلبي. كل ذلك أثر في صاحبنا وأثر في تكوينه
وثقافته وحياته.
ويختفي اسم صاحبنا بعد وفاة المأمون، فلا نكاد نجد له ذكرا أيام المعتصم
(227 ه‌) وأيام الواثق (232 ه‌)، حتى إذا كان أواخر أيام المتوكل
وجدناه يجالس الخليفة ويحضر مجالسه فينادمه ويحادثه. ونراه في الاعذار
العظيم الذي اقامه المتوكل لابنه المعتز متصدرا في بركوارا قصر الهناء، وهو
من أعظم قصور المتوكل مع البحتري، وعلي بن الجهم، والحسين بن الضحاك،
وعلي بن ربن الكاتب، ويعقوب بن السكيت، وأبناء حمدون النديم (1). وهذا
يدل على مكانته عند المتوكل وشأنه.
وقد وصلت إلينا طرف من مجالسه مع المتوكل (2)، فيما كان يجادل فيه
ويناقش، أو فيما كان يرويه عن المتوكل في كتابه فتوح البلدان.
لكن أيام المتوكل لم تطل، فقد قتل سنة 248 ه‌. ولعله بقى معه في العشر
السنوات الأخيرة من خلافته.
وخلف المتوكل ابنه المنتصر، فلم يلبث طويلا حتى قتل أيضا، سنة 248 ه‌،
وكانت خلافته ستة شهور. فخلفه المستعين، وإذا بصاحبنا يتصل به فيكون



[1] الأوحدي، الذخائر والتحف (مخطوط).
[2] أنظر ياقوت 5: 93، وفيه خبر تخطيئه إبراهيم بن العباس الصولي
في حضرة المتوكل.
مقدمة الناشر 8

أثيرا عنده، وإذا بأموال الخلافة تغمره فيدخر منها. وقصته مع المستعين ذات شأن
لأنها تنير طرفا من حياته. وقد حفظها لنا ابن النديم فيما نقله عن التنوخي. فقد
مدحه مدحا جميلا، فبعث إليه سبعة آلاف دينار وكتب إليه بخطه رقعة فيها:
" قد أنفذت إليك سبعة آلاف دينار. وأنا أعلم أنك ستجفى بعدي وتطرح،
وتجتدي فلا يجدى عليك. فاحفظ هذه الدنانير عندك، فإذا بلغت بك الحال إلى
هذا فأنفق منها ولا تتعرف لاحد ليبقى ماء وجهك عليك. ولك على أن لا تحتاج ظ
ما عشت إلى شئ في أمر دنياك كبير أو صغير على حسب حكمك وشهوتك " (1).
وتابع المستعين جراياته وأرزاقه عليه فكان ينفق ولا يحتاج أحدا. وبلغ
صاحبنا غاية ما يريد في كنف المستعين وعطفه وحدبه.
وانقضت خلافة المستعين بعد أربع سنوات، فقد أمر المعتز بقتله سنة 252 ه‌
وهو شاب قد تخطى الثلاثين.
وقد كان من المتوقع، وقد تولى المعتز الخلافة، أن يجفى صاحبنا ويطرح لصلته
بالمستعين. لكننا نجده قريبا منه يعهد إليه بتأديب ابنه عبد الله، وعمر عبد الله
خمس سنوات. ولعل ذلك لصلته القديمة بأبيه المتوكل. ولقد رأينا أن صاحبنا
كان في إعذار المعتز يوم أعذره أبوه.
ثم صار أمر المعتز إلى ما صار إليه المستعين من قبل. فأمر صالح بن وصيف
التركي، بعد أربع سنوات من توليه، أن يدخل في حمام ويسد عليه بابه. فمات
وهو في ريعان صباه لم يتجاوز الخامسة والعشرين. وخلف ابنه عبد الله وهو يحدر
نحو التاسعة.
ولا ندري إذا كان صاحبنا تابع تأديب ابن المعتز في خلافة المهتدى (قتل
سنة 526) والمعتمد (مات سنة 279 ه‌). فنحن لا نجد شيئا في المصادر يدلنا.



[1] ابن العديم، بغية الطلب. ورقة 118 آ، ب
مقدمة الناشر 9

على ذلك والغريب أن ابن المعتز لا يذكر أستاذه بشئ في تواليفه، حتى
في طبقات الشعراء، في حين أنه ذكر فيها شعراء أقل منه شأنا.
وبدأ مجد أحمد بن يحيى بالزوال، ونجمه بالأفول منذ توفى المعتز. فانعزل
وجفا القصور. وكان عهد المعتمد أشد عهود حياته سوءا وحاجة وفقرا. قضاه في
صراع عنيف وضيق، فقد نفد مال المستعين وأدركته الحاجة وركبته الديون، فلجأ
أول ما لجأ، إلى عبيد الله بن يحيى. وكان عبيد الله وزيرا للمعتمد سنة 256 ه‌، فسأله
العطاء. ويحدثنا عن ذلك فيقول:
" كانت بيني وبين عبيد الله بن يحيى بن خاقان حرمة منذ أيام المتوكل
وما كنت أكلفه حاجة لاستغنائي عنه. فنالتني في أيام المعتمد على الله إضاقة،
فدخلت إليه وهو جالس للمظالم. فشكوت إليه تأخر رزقي وثقل ديني وقلت:
إن عيبا على الوزير أعزه الله حاجة مثلي في أيامه وغض طرفه عنى.. "
فوقع لي ببعض ما أردت. (1) ولكن عبيد الله حجبه إذ جاء إلى بابه في مرة
ثانية (2).
ثم لجأ صاحبنا إلى إسماعيل بن بلبل، أبى الصقر. وكان تولى الوزارة للمعتمد
بعد عبيد الله سنة 265 ه‌، وبقى إلى سنة 277 ه‌. فمدحه رغبة أن يطلق له بعض
المال. وكتب إليه كتابا حسنا، فوعده ولم يفعل. فهجاه ونعته باللئيم، وسمى
من يلجأ إليه بالذليل (3). حتى إذا ما مضى أبو الصقر عن الوزارة، وتولاها أحمد
ابن صالح شيرزاد سنة 277، عاد فلجأ إليه. فتشاغل عنه. فهم أن يهجوه،
فخاف وقضى حاجته (4).



[1] ياقوت، معجم الأدباء 5: 95.
[2] المصدر السابق 5: 95.
[3] ياقوت، نقلا عن الصولي 5، 101 102.
[4] المصدر السابق 5: 96.
مقدمة الناشر 10

وهكذا كانت تقترب حياة أحمد بن نهايتها، وهو مبعد عن الخلفاء
صفر اليدين، يطلب الرزق من أبواب الوزراء فيعطى مرة ويجفى مرات، فلا يجد
ما ينفس به ألمه وعجزه ونقمته وأنفته إلا الهجاء.
وقد حفظ لنا ياقوت بعض أهاجي صاحبنا في هؤلاء الوزراء وغيرهم من
الكتاب. ولعل هذه الأهاجي هي التي جعلت المصادر تذكر أنه كان هجاء آخذا
في الاعراض.
ومات أحمد بن يحيى في آخر خلافة المعتمد سنة 279 ه‌ على الأرجح. وقد
تجاوز الثمانين من عمره، إذا افترضنا أنه ولد في أواخر القرن الثاني وأتيح له أن
يمدح المأمون الذي توفى سنة 218 ه‌، وهو في العشرين.
وقد كان لموته قصة ذكرها ابن النديم (1) وتابعته المصادر عليها. ذكر أنه
شرب في آخر عمره حب البلاذر فوسوس، وشد في المارسنان ومات فيه. وسمى
بعد موته بالبلاذري.
وهذه القصة تثير الشك. وقد شك بها ياقوت منذ القرن السابع. ذلك
أن الجهشياري ينعت جد أحمد بن يحيى، الذي كان كاتبا للخصيب، بالبلاذري.
قال ياقوت: " قال الجهشياري في كتاب الوزراء: جابر بن داود البلاذري.
كان يكتب للخصيب بمصر. هكذا ذكر. " ثم يعقب ياقوت فيقول:
ولا أدرى أيهما شرب البلاذر: أحمد بن يحيى أو جابر بن داود. إلا أن ما ذكره
الجهشياري يدل على أن الذي شرب البلاذر هو جده. لأنه قال: جابر بن داود،
ولعل ابن ابنه لم يكن حينئذ موجودا " (2).
ومن المؤسف أن طبعة كتاب الجهشياري التي بين أيدينا ناقصة



[1] ابن النديم، الفهرست، ص 113.
[2] ياقوت، معجم الأدباء 5: 92.
مقدمة الناشر 11

فقد رجعنا إليها لنرى نص الجهشياري الذي ذكره ياقوت فوجدنا خلطا عجيبا.
قال:
" وكان يكتب للخصيب أبو عبد الحميد بن داود البلاذري المؤلف لكتاب
البلدان. وغيره من الكتب " (1).
وهذه العبارة تخالف في تركيبها ما ذكره ياقوت، وتخالف الواقع أيضا.
فمؤلف كتاب البلدان ليس " أبا عبد الحميد بن داود البلاذري ".
ويذكر الذهبي في سير النبلاء (2) أن شربه البلاذر كان للحفظ. وهذا
ما يؤكد الشك في الرواية. فماذا يريد أن يحفظ من بلغ الثمانين أو تجاوزها،
وألحت عليه الحاجة، ولجأ إلى الناس؟ وإنما يبغي الحفظ من كان ناشئا
في بداءة الشباب، يطلب العلم ويجمعه.
ويذكر صاحب الفهرست أنه " شد " في المارستان، وعبارة الذهبي
" ربط ". والعادة أن يربط أو يشد من يخشى قوته وبطشه من المجانين. فهل
عند من جاوز الثمانين مثل ذلك؟
وكيف كان سبب موته، ورغم شكوكنا هذه، فإننا ما نزال نحتاج إلى
نصوص جديدة صحيحة لكتاب الجهشياري وغيره، لتبين لنا كيف مات،
وتبين لنا هل كان " البلاذري " لقبا له أم لجده.



[1] الجهشياري، كتاب الوزراء والكتاب، (طبعة السقا والأبياري وشلى)
ص 256.
[2] الذهبي، سير النبلاء (مخطوط) ورقة 71، المجلد التاسع.
مقدمة الناشر 12

تلك هي حياة أحمد بن يحيى العامة. أما حياته العلمية فقد كانت أخصب
وأكثر ثمارا. فقد نشأ في بغداد وأخذ عن علمائها في النصف الأول من القرن
الثالث. وحضر حلقاتهم في الحديث والأدب والسير. وكان أكثر من أخذ
عنهم الحسين بن علي الأسود (254 ه‌) والقاسم بن سلام (224 ه‌)
وعلي بن محمد المدائني (225 ه‌) ومحمد بن سعد كاتب الواقدي (230 ه‌) (1)
وقد ذكرت المصادر معرفته الفارسية (2). ولعلمه تعلمها، وكانت لغة أجداده
إذا ذهبنا إلى أن أصله من الفرس وكذلك يبدو أنه أحاط بطرف من ثقافة
الروم. فنحن نراه يجادل أمام المتوكل في كيفية التاريخ عندهم (3).
وبعد أن أخذ طرفا كبيرا من علم أهل العراق توجه إلى الشام. فسمع
في دمشق عالمها هشام بن عمار (246 ه‌) وأبا حفص الدمشقي (225 ه‌).
وطاف في بلاد الشام فزار حمص وسمع فيها من محمد بن مصفى (246 ه‌)
ثم حلب ومنبج، وأنطاكية، وثغور الروم، والجزيرة، والرقة (4) وتكريت.
لا ندري على الدقة متى كانت رحلته إلى الشام، فهو لم يذكر متى طاف
بهذه البلاد، ولكننا نرجح أن ذلك كان بعد وفاة المأمون سنة 218 ه‌، أي
في زمن المعتصم، فنحن لا نسمع شيئا عنه في هذه الفترة، يضاف إلى ذلك أن
أبا حفص الدمشقي الذي سمع منه بدمشق توفى سنة 225 ه‌. فلابد أنه سمع
منه قبل ذلك.



[1] انظر فهرس الرواة في آخر الكتاب.
[2] ابن النديم، الفهرس، ص 113.
[3] ياقوت، معجم الأدباء 5: 93 وما بعدها.
[4] ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق (المصدر السابق) وابن العديم، بغية الطلب
(المصدر المذكور).
مقدمة الناشر 13

وهكذا جمع صاحبنا إلى علم أهل العراق علم أهل الشام. وقد كانت رحلته هذه
وسيلة لاكتسابه ثقافة جديدة أفادته في كتابه فتوح البلدان. فقد أخذ كثيرا
عن أهل دمشق وحمص ومنبج والرقة والثغور وأنطاكية أخبار فتوحهم وأثبتها
في كتابه إلى جانب أخبار أخرى.
وقد كان لأساتذته وثقافته ورحلاته وتردده على قصور الخلفاء أثر في إنتاجه
وفى نوع هذا الانتاج. فقد استفاد بطريق ابن سعد جميع روايات الواقدي في الفتوح.
واستفاد من المدائني نفسه رواياته في كتبه الكثيرة في الفتوح والبلدان. وأخذ
بطريق حفيد ابن الكلى ما رواه جده في الأنساب. وأخذ عن القاسم بن سلام
أمور العشر والخراج. فكان بعد ذلك مؤرخا للبلدان، وكان نسابة، وراوية
شاعرا. وهذه الاتجاهات هي التي ظهرت بعد في كتبه.
وثمة تأثير آخر لمعرفته الفارسية هو نقله آثار الفرس إلى العربية، حتى نعته
ابن النديم بأنه كان أحد النقلة إلى اللسان العربي.
هذه الثقافة الحضارية المطمة أهلته أن يكون عالما مؤلفا وأن يكون نديما
للخلفاء، وأن يأخذ عنه كثيرون.
وقبل أن نتكلم على إنتاجه بالتفصيل يجدر أن نذكر أن تلاميذ أحمد بن يحيى
كانوا كثرا. يكفي أن نذكر أنه أستاذ وكيع القاضي، وجعفر بن قدامة صاحب
الخراج. وقد ذهب دخويه (1) إلى أن صاحب الفهرست محمد بن إسحاق النديم
كان تلميذه. وهذا خطأ. ومصدره الترجمة التي كتبت بخط المقريزي في أول
فتوح البلدان. والصحيح أن الذي أخذ عنه هو يحيى بن النديم. فقد تصحفت
يحيى إلى محمد. والمعروف أن صاحب الفهرست لم يدرك البلاذري ومات بعده
بما يقرب من مئة سنة، فقد مات يقينا بعد سنة 375. ويحيى بن النديم هذا
هو يحيى بن المنجم، وكان من أسرة كانت ندامى للخلفاء (2).



[1] في مقدمة نشرته.
[2] ويذكره الذهبي باسم يحيى بن المنجم.
مقدمة الناشر 14

فأما ما نقله عن الفارسية فقد عرفنا منه " عهد اردشير " الذي نقله شعرا.
ولم يصل هذا الكتاب إلينا.
كانت ثمار ثقافة أحمد بن يحيى " كتبا جيادا " أو " حسنة " كما نعتتها
المصادر. وأشهر هذه الكتب كتاب أنساب الأشراف. وقد نقل ياقوت
والصفدي أن اسم الكتاب " جمل نسب الاشراف " وقال: هو كتابه المعروف
المشهور. لكن المطبوع من ابن النديم لا يذكر له هذا الكتاب، بل يذكر
كتابا باسم " كتاب الاخبار والأنساب " لم يذكره أحد ممن نقل عن ابن
النديم. والمطبوع من الفهرست ناقص لاشك. أما حاجي خليفة فيذكر للبلاذري
كتابين متقاربين الأول: أنساب الأشراف، ويذكر أنه في عشرين مجلدا ولم
يكمله. والثاني: الاستقصاء في الأنساب والاخبار في أربعين مجلدا ولم يكمله. وهو
لا يثبت مبتدأ الكتاب كعادته مما يدل على أنه لم يره. ولم يذكر أحد من المتقدمين
كتاب الاستقصاء بهذا الاسم. ويذكر الخاوي (1) أن له كتاب التاريخ وكتاب
أنساب الأشراف. وقد ظن دخويه (2) أن الأنساب والاخبار هو التاريخ الذي
ذكره السخاوي. وينعته الذهبي بأنه صاحب التاريخ الكبير. والمرجح أن
كتاب الأنساب والاخبار هو كتاب أنساب الأشراف، بدل اسمه، وأن
الأنساب هو التاريخ نفسه.
وقد بدأ البلاذري كتابه بسيرة النبي، وسير الصحابة. ثم أورد العباسيين
بعد العلويين، وبنى عبد شمس بعد بنى هاشم. وذكر الأمويين في بنى عبد شمس،
لكنه لم يفرد لهم مكانا خاصا. ثم تحدث عن بقية قريش وبطون أخرى من
مضر. وشغل الجزء الأخير من كتابه عن قيس، وخص بالذكر منهم ثقيف،
واستفاض في سيرة الحجاج (3).



[1] الاعلان بالتوبيخ ص 154.
[2] في مقدمة نشرته.
[3] بيكر، في دائرة المعارف الاسلامية.
مقدمة الناشر 15

وقد نشر الأستاذ الدكتور حميد الله قائمة بمواد الكتاب كلها عن النسخة
الوحيدة منه الموجودة في استامبول (1).
وألف أحمد بن يحيى كتاب البلدان الكبير وكتاب البلدان الصغير. أما
الكبير فلم يتم. ويظن بعض العلماء أن كتاب فتوح البلدان الذي بين أيدينا
هو كتاب البلدان الصغير. ولا يذكر حاجي خليفة كتاب فتوح البلدان. على
أن ابن النديم يذكر أن كتاب الفتوح إلى جانب كتابيه في البلدان. وقد
نقل هذا عنه ياقوت والصفدي. ولا يوجد اسم كتاب الفتوح في المطبوع من
ابن النديم. ونرجح أن يكون كتاب الفتوح هذا هو فتوح البلدان الذي وصل
إلينا والذي سنتكلم عليه بالتفصيل (2). ونعتقد أن كتابيه في البلدان هما على نمط
كتب البلدان التي ظهرت في القرن الثالث فكان منها كتاب البلدان لليعقوبي
وكتاب البلدان لابن الفقيه الهمداني.



[1] أنظر 1954, Institut Francais de Damas، Bulletin de l
[2] يؤكد اعتقادنا هذا أنه أثبت في آخر مخطوطة لندن ما يلي: " هذا تمام كتاب
الفتوح للبلاذري ".
مقدمة الناشر 16

كتاب فتوح البلدان
عنى المؤرخون المسلمون في القرن الثاني عناية كبرى بتدوين السير والمغازي. فقد
غلب عليهم تدوين أخبار الرسول وحياته وكان ذلك شغلهم الشاغل (1). أما في القرن
الثالث، فقد ظهرت العناية بتدوين الفتوح وكان أبرز من دونها، قبل أحمد بن
يحيى، أبو حذيفة إسحاق بن بشر (206)، والواقدي (207) وأبو عبيدة
معمر بن المثنى (- 210) وعلي بن محمد المدائني (- 225) وقد لحق هؤلاء
فيما بعد ابن عبد الحكم المتوفى سنة (257).
ألف أبو حذيفة في فتوح بيت المقدس (2). والواقدي في فتوح الشام وفتوح
العراق (3). ونسبت إليه كتب في فتوح إفريقية، ومنف، والإسكندرية،
والجزيرة، والعجم. أما المدائني فقد زاد على من سبقه وأربى. فألف في الفتوح
عددا كبيرا من الكتب. كفتوح الشام، والعراق، والبصرة، وخراسان،
وسجستان، وفارس، والأبلة، وأرمينية، وكرمان، وكابل، وعمان،
وطبرستان، ومصر، والري، والجزيرة، والأهواز، والبحرين، وبرقة،
ومكران، والحيرة.. أفرد لكل بلد كتابا (4). وألف ابن عبد الحكم فتوح
مصر والمغرب (5).
وهكذا كان بين يدي أحمد بن يحيى مادة خصبة في الفتوح وجدها قبل أن
يؤلف كتابه.



[1] أنظر للتفصيل: هورورفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها، ترجمة الدكتور حسين نصار.
[2] أنظر كشف الظنون.
[3] ابن النديم، الفهرست 98.
[4] المصدر السابق، ص 103.
[5] أنظر كشف الظنون.
مقدمة الناشر 17

لا ندري متى ألف كتابه، فهو لا يذكر شيئا. على أن بعض الحوادث
المذكورة في الكتاب تدلنا على ذلك. فهو يذكر المعتز بالله، ولا يذكر بعده
أحدا ممن تولى الخلافة. مما يرجح أنه أتمه بعد سنة 255 ه‌ وهي السنة التي قتل
فيها المعتز.
ولنر الآن ما هي المصادر التي اعتمد عليها في تأليف كتابه.
لقد أحصينا الرواة التي روى أحمد بن يحيى عنهم كتابه فوجدنا أنه أخذ
معظم أخباره عن:
الحسين بن الأسود الكوفي نزيل بغداد.
والقاسم بن سلام.
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي.
وعلي بن محمد المدائني.
وعمرو بن محمد الناقد.
والعباس بن هشام الكلبي.
أما ما سواهم فقد أخذ عنهم أخبارا قليلة.
2 استفاد مباشرة أو عن طريق راوية من روايات الواقدي، وأبى
مخنف، وابن الكلبي، وأبى عبيدة معمر بن المثنى.
3 أخذ عن أهل كل بلد وذكر أسماء من أخذ عنه أحيانا. وأغفل
أسمائهم أحيانا. فكان يقول: أخبرني بعض أهل فارس أخبرني شيخ من
أهل حمص أخبرني بعض أهل الثغر حدثني بعض أهل منبج حدثني
عدة من أهل قزوين حدثني مشايخ من أهل أنطاكية حدثني عدة من
مشايخ قاليقلا.
مقدمة الناشر 18

ولا شك أنه كان يستمع إلى هؤلاء أثناء رحلته أو أثناء اجتماعه بهم في بغداد
4 أخذ عن مجهولين لم يذكر أسماءهم ولا عين بلادهم. فكان يقول:
حدثني جماعة من أهل العلم حدثني من أثق به.
5 استكتب علماء البلاد في شؤون بلادهم. فقد ذكر أنه كتب إليه
العطاف قاضي قاليقلا. ولم يكتب إليه العطاف في أمر فتح بلده إلا بعد أن
طلب منه ذلك.
6 إلى جانب العلماء والرواة كان يستقى أخباره من أشخاص رسميين
كالخلفاء أو الكتاب في ديوان الخليفة. فكان يقول: حدثني من أثق به
من الكتاب أن المتوكل..، أو أخبرني المتوكل..
7 كان يتصرف بأقوال الرواة يمزج بعضها ببعض ويختصرها ويرويها
رواية جديدة ويقول: قالوا. وقد افتتح كتابه بقوله: أخبرني جماعة من أهل العلم
بالحديث والسيرة وفتوح البلدان سقت حديثهم واختصرته ورددت في بعضه
على بعض ".
تلك هي مصادر أحمد بن يحيى في فتوحه. أما الفتوح نفسها فقد بدأ بالجزيرة
العربية، ثم بالشام، وقبرس، والجزيرة، والثغور، ثم أرمينية، ثم مصر والمغرب
وإفريقية، والأندلس، ثم جزائر البحر. وعاد إلى السواد والعراق. ثم تكلم
على فتوح فارس والجبال وسجستان وكرمان وكابل وخراسان والسند. فكأنه
تتبع الفتوح تتبعا تاريخيا قدر الامكان.
وقد امتاز الفتوح بأمور يجدر الإشارة إليها:
1 اختار أحمد بن يحيى من المواد الخصبة التي سمعها أو قرأها، فكان
في انتقائه جيدا. لا يخرج عن الموضوع الذي يتكلم عليه ولا يستطرد إلى غيره
فقد حافظ على وحدة الموضوع جزئيا وكليا.
مقدمة الناشر 19

2 لاحظ بيكر على حق أن سرده الحوادث تخلله إشارات ذات قيمة
في ناحية تاريخ الحضارة والنظم الاجتماعية. مثل كلامه على نقل الدواوين إلى
العربية، وأمر القراطيس، ونقل ديوان الفارسية، وأمر الخاتم، والنقود، والخلط.
3 عنى كذلك بتبيان أحكام الخراج، وأحكام العشر، في مختلف
مصادرها الحجازية أو العراقية.
4 تابع أمور البلاد المفتوحة في عصره، فوصف ما نالها أيام الخلفاء
العباسيين. والكتاب فيما يتعلق بالعصر العباسي على غاية من الفائدة.
5 تظهر شخصية المؤلف في كتابه بالملاحظات النقدية التي نجدها بين
حين وحين. فهو ليس راويا ينقل الاخبار، ولكنه بعد أن يرويها يفضل
بعضها على بعض ويرجح ما يراه جديرا بالترجيح. فيقول بعد سرد الاخبار:
والثبت كذا.
وهذا لا نجده عند الواقدي ولا في فتوح مصر لابن عبد الحكم.
6 إلى جانب الشمول من حيث الموضوع يمتاز الفتوح بالايجاز.
فأسلوب المؤلف موجز جدا، ولكنه واضح. على أنك لا تستطيع الاكتفاء به
وحده فقد نجد تفصيلا أكثر في مصادر ثانية.
7 وثمة ملاحظة أخيرة ذكرها دخويه هي أنه رغم صلته ببعض الخلفاء
العباسيين لم يغرق كتابه الفتوح بمدحهم. وإن كان تنقص من قدر الأمويين
فلم يسم أحدا منهم بالخليفة الا عمر بن عبد العزيز.
ولاحظ بيكر أيضا انه تكلم في أنساب الأشراف عن بنى أمية فلم يحلهم
محلا خاصا يليق بهم.
مقدمة الناشر 20

وهاتان الملاحظتان تفسران لنا شيئا من موقف المؤلف أمام الأمويين.
ونضيف أنه كان ينعت الخلافة العباسية " بالدولة المباركة " ولا يتكلم بشئ
عن الخلافة الأموية.
* * *
ولا نعرف مؤلفا في الفتوح بعد أحمد بن يحيى، فهو، كما قيل، خاتمة
مؤرخي الفتح. وإذا علمنا أن كتب الواقدي لم تثبت صحة الكثير منها،
وأن كتب المدائني لم تصل إلينا، رأينا أن كتاب البلاذري هذا هو أهم مصدر
من المصادر التاريخية، وأكثرها صحة، عن الفتوح العربية، حتى قال المسعودي
عنه في مقدمة مروج الذهب: " لا نعلم في فتوح البلدان أحسن منه. ".
وقد نقل منه ياقوت في معجم البلدان نقولا كثيرة واعتمد عليه وجعله
من مصادره.
مقدمة الناشر 21

نشرات فتوح البلدان
نشر فتوح البلدان، كله أو بعضه، عدة مرات:
1 فأول من نشره كاملا المستشرق الهولندي دغويه في ليدن، في ثلاثة
اقسام، من سنة 1863 إلى 1866 (1)، باسم:
. Liber expugnationis regionum
. Beladsori - Auctore Imamo Ahmad ibn Iahja ibn Djabir al
وألحق به فهرسا للاعلام، وآخر للرواة والفقهاء، وثالثا للأماكن، ومعجما
للألفاظ، ومستدركا.
2 ونشر أهلورد Ahlward الألماني الجزء الأول منه سنة 1883 م.
3 ثم نشرته شركة طبع الكتب العربية بالقاهرة سنة 1901 م عن
طبعة دخويه. وهي نشرة بلا شكل أو ضبط، وبلا فهارس. وقد ترجمت
في أولها أقسام من مقدمة دخويه ترجمة غير صحيحة وفيها تصرف.
4 ثم نشرته المكتبة التجارية بالقاهرة في سنة 1932 م، وعنى بالتعليق
عليه الأستاذ رضوان محمد رضوان. ولم يذكر أي نسخة اعتمد عليها في نشرته،
لكنه قال إنه قابله على نسخة الأستاذ الشنقيطي المحفوظة بدار الكتب.
وقد تبين لنا بعد دراسة هذه النشرة أن الأستاذ رضوان اعتمد على نشرة
شركة طبع الكتب العربية، وأثبتها كما هي، بحواشيها وأخطائها، دون أن يشير



[1] ذكر جرجي زيدان ومن قبله بروكلمن أنه طبع سنة 1870 وهو خطأ.
مقدمة الناشر 22

إلى ذلك. واستمد في مقدمته من الترجمة الجزئية لمقدمة دخويه التي أثبتت
في نشرة شركة طبع الكتب. وهذه النشرة بلا شكل أو ضبط للألفاظ
والأماكن والاعلام. ولا توجد في الصفحات تعليقة واحدة تدل على أن الكتاب
قوبل على نسخة مخطوطة. وكذلك لا فهارس لها.
وقد رجعنا إلى دار الكتب للبحث عن نسخة الشنقيطي فلم نجد مخطوطة له،
وإنما وجدنا في مكتبته نسخة مطبوعة في أو روية هي نشرة دخويه،
وعلى هوامشها تعليق لا شأن له. وهي برقم 35 تاريخ ش.
5 نشر رينو الفرنسي Reinaud قطعا منه في:
. 161181. Fragments arabes et persans p, Reinaud
6 نشر أمارى الإيطالي Amari (1879 م) قطعا منه في:
. 161. p, sicula - Biblioteca arabico, Amart
مقدمة الناشر 23

ترجمات فتوح البلدان
1 ترجم إلى الانكليزية، مع نقص:
, 80,. Vol 2, Theorigins of the islamic state, K Hitti. Ph
. 1916, york - New
2 ترجمه إلى الألمانية:, Rescher. O
. et 1923 1917, Leipzig, Vol 2
3 بدأ Hamaker، وكان أستاذ اللغات السامية بليدن، بترجمته إلى
اللاتينية، ولم يتمه.
ويقول دخويه إلى هذه الترجمة لم تفده قط عند نشره الكتاب لأنها أشبه
بالموجز. ويقول عن المترجم إنه لم يكن خبيرا في قراءة المخطوطات لذلك تحرفت
الأسماء في ترجمته.
4 ترجم سوفاجه قطعة صغيرة منه في كتابه عن المؤرخين العرب، مع
تعريف موجز به.
. (1946. Paris). 17 - 12. p, Les Historiens Arabes, Sauvaget
مقدمة الناشر 24

خطتنا في النشر
عندما عهدت إلينا إدارة الثقافة العامة نشر هذا الكتاب حاولنا أن نجد
مخطوطات جديدة له يمكن تحقيق النص بها. فلجأنا إلى بروكلمن، فلم نجده ذكر
شيئا. ثم علمنا أن في الخزانة التيمورية قطعة من الفتوح للبلاذري سجلت برقم
2627 تاريخ، فرجعنا إليها فوجدنا أوراقا مجموعة ناقصة من الأول والآخر، كما
أن في ثناياها أوراقا ناقصة بحيث لا يستقيم الكلام. وقد كتبت على الأغلب
في القرن السابع. ولكننا ما كدنا نفحصها حتى ظهر أنها ليست من فتوح
البلاذري كما أثبت في البطاقة الخاصة بها خطئا. وتبين لنا أن مؤلفها متأخر عن
البلاذري، فهو ينقل عن الطبري المتوفى سنة 310 ه‌.
وأمام فقدان نسخ مخطوطة جديدة فقد رجعنا إلى نشرة دخويه لأنها
النشرة الوحيدة التي اعتمد في نشرها على نسخ مخطوطة فهي نشرة علمية
نقدية. أما النشرتان اللتان ظهرتا في مصر فلم تعتمدا على أصول خطية كما رأينا
لان أولاهما صورة مشوهة عن نشرة العالم الهولندي، وثانيتهما صورة عن
النشرة الأولى. وإن كان ناشرها أراد أن يدلس بذكره أنه نشرها على نسخة
الشنقيطي; وما نسخة الشنقيطي غير نشرة دخويه نفسها.
ذكر دخويه في مقدمته اللاطينية أنه اعتمد في نشره فتوح البلدان على
ثلاث نسخ مخطوطة، نسرد وصفها فيما يلي:
فالأولى هي مخطوطة في مكتبة جامعة ليدن. ولا يذكر دخويه رقمها
وآخرها. كل ما يذكره أنها كتبت بخط جميل لا شكل ولا نقط فيه. وقد رمز
إليها بحرف A.
مقدمة الناشر 25

والثانية مخطوطة في مكتبة جامعة ليدن أيضا رقمها (warn 430) وهي نسخة
كتبت في أوائل القرن السابع الهجري، قليلة النقط، جميلة الخط.
أثبت على أول ورقة منها ما يلي:
كتاب فتوح البلدان
تأليف الامام أبى العباس أحمد بن يحيى بن جابر
البلاذري. رحمة الله عليه.
كما أثبت في آخرها ما يلي:
" فرغ من كتابته العبد الفقير إلى رحمة الله القدير
أحمد بن نعمة المقدسي سامحه الله وتجاوز عن سيئاته
في العشر الأوسط من شهر المحرم من سنة ثلاث وعشرين
وستماية، حامدا مصليا. وحسبي الله ونعم الوكيل "
وقد رمز إليها دخويه بحرف B.
وناسخ هذه النسخة عالم ومؤرخ معروف، وله تواليف (1)، ويمكن
الاطمئنان إلى نسخته هذه.
وقد كتبنا إلى حافظ المخطوطات في مكتبة جامعة ليدن الدكتور فورهوف
نسأله عن هاتين المخطوطتين ورجوناه أن يرسل إلينا الصفحات الأولى
والأخيرة منهما. فأعلمنا انه لا يوجد الآن في المكتبة إلا النسخة الثانية. ولعل
الأولى قد فقدت.
أما النسخة الثالثة التي اعتمد عليها دخويه فهي مخطوطة المتحف البريطاني
(Taylor 264. Mus 23. Br). وقد كتبت في القرن التاسع من الهجرة.
وقد أثبت في آخرها ما يلي:
" هذا تمام كتاب الفتوح للبلاذري. فرغ ناسخه من نسخه
له في آخر سنة إحدى وخمسين وثمان مئة.. "



[1] انظر كتابنا: المؤرخون الدمشقيون ص 35.
مقدمة الناشر 26

وبعد ذلك كتب بخط آخر:
" بلغ مقابلة من أوله إلى آخره على أصله المنقول منه، وهو أصل
قديم جدا في مجالس آخرها يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة
اثنتين وخمسين وثمانماية. قال ذلك إبراهيم بن عمر البقاعي صاحبه ".
والبقاعي هذا هو المؤرخ المشهور (1) معاصر السخاري. وهذه النسخة قد
نقلت كما ذكر عن أصل قديم جدا، وقابلها البقاعي في مجالس عدة. لذلك
يمكن الاطمئنان إليها.
لهذا كله اطمأن قلبنا إلى الأصول التي اعتمد عليها دخويه، واتخذنا نشرته
أساسا لنشرتنا هذه.
ولابد أن نذكر أن دخويه قد بذل غاية جهده في التحقيق. وطلب يومئذ
من العلماء تنبيهه إلى ما أخطأ فيه، ولم يجد غضاضة في ذلك. فصحح له صديقاه
Noldeke, Fleischer بعض ما أخطأ فيه. وكتب له صديقاه Wustenfeld
و wrighte اختلاف الروايات بين نسخ ليدن ونسخة المتحف البريطاني، وما ورد
في معجم البلدان لياقوت. وأثبت هذا التصحيح كله في القسم الثالث من الكتاب
في ثمان وعشرين صفحة.
وبالإضافة إلى المقدمة التي قدم بها الكتاب باللغة اللاتينية فقد وضع في
آخر الكتاب معجما لبعض ألفاظه وسرد معناها ومواضع استعمالها. هذا
عدا الفهارس.
وقد صححنا نحن أولا طبعة دخويه حسب ما استدرك من تصحيح في آخر
الكتاب. ثم صححنا نحن ما بدا لنا فيها من الخطأ أو فاته التنبيه عليه. ولم نشر
إلى هذه الأخطاء، فعمل هذا المستشرق الجليل، الذي نشر عشرات من تراثنا



[1] انظر كتابنا: المؤرخون الدمشقيون ص 71.
مقدمة الناشر 27

العربي قبل قرن، أجل من أن يطعن عليه لأخطاء يتعرف لها كل عالم، وخاصة
في كتاب كفتوح البلدان كله أعلام وأسماء أماكن وبقاع.
وقد ضبطنا كثيرا من الكلمات التي لم يضبطها دخويه بالشكل.
وصححنا الرسم في الأسماء التي حذفت ألفها كإبراهيم واسحق.
وفصلنا المئات عن الاعداد، فكتبنا ثلاث مئة بدلا من ثلاثماية.
ورقمنا الأحاديث والاخبار.
وجعلنا الاسناد بحرف أدق من حرف المتن (1).
أما اختلاف النسخ التي أثبتها دخويه فلم نثبتها نحن، لأنه على الأغلب
روايات غير صحيحة لا فائدة منها، وما وجدناه فيها أصح مما أثبته صححناه.
ورأينا أن كتابا كهذا لا يتم الانتفاع به إلا إذا عرفت الأماكن المذكورة فيه
لذلك لم نشأ أن نجعل تعليقاتنا وشروحنا في أسافل الصفحات بل ألحقنا بالكتاب
معجما لأسماء الأماكن بينا يه مواضعها اليوم إذا أمكن، وذكرنا المصادر التي
تكلمت عليها. وقد آثرنا جعل ذلك في آخر الكتاب لئلا نثقل النص
بتعليقات طوال.
أما الفهارس فقد أفردنا واحد لشيوخ البلاذري الذين روى الكتاب عنهم،
وثانيا للاعلام الواردة في النص، وثالثا للألفاظ اللغوية، ثم ختمنا ذلك
بالمستدرك.
وصنعنا خريطة مجملة تبين البلدان التي فتحها العرب، ولم نثبت فيها كل المدن
والمواقع لتعذر ذلك.
ولعل عملنا هذا أن يكون إتماما لعلم ذلك العالم الهولندي الجليل، وقد
يكون هناك خطأ فاتنا لم ننتبه إليه، فالشكر سلفا لمن يصححه ويخبرنا به.
القاهرة. ديسمبر 1956 صلاح الدين المنجر



[1] أنظر رسالتنا: قواعد تحقيق النصوص.
مقدمة الناشر 28

استدراك على المقدمة
1 ذكرنا في مصادر ترجمة البلاذري أن ابن العديم صاحب بغية الطلب توفى سنة 666.
(ص 4) والصحيح أنه توفى سنة 660 ه‌.
2 وذكرنا أن ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان توفى سنة 682 ه‌ (ص 4)
والصحيح أنه توفى سنة 681.
3 وذكرنا أن المقريزي كتب ترجمة البلاذري بخطه على ظهر مخطوطة ليدن. (ص 5)
واعتمدنا في ذلك على قول دخويه في مقدمته. ثم وصلت إلينا بعد طبع القسم الأول من
مقدمتنا، صورة هذه الترجمة، فتبين لنا أنها بخط السخاوي وليست بخط المقريزي كما
ظن دخويه. وقد جزمنا بذلك بعد أن عارضنا خط هذه الترجمة بخطوط السخاوي
المحفوظة لدينا في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
4 الصفحة التي ورد فيها ذكر البلاذري في كتابنا: رائد التراث العربي هي صفحة 88
(انظر ص 6).
5 ذكرنا أننا لم نجد أصولا خطية للفتوح. وبعد طبع هذا القسم الأول من الكتاب
أخبرنا الأستاذ الدكتور جمال الدين الشيال أن أصلا قديما للكتاب، أفسدت
الرطوبة بعض صفحاته، في مكتبة جامعة ييل بالولايات المتحدة. فرجعنا إلى ما كتبه
الأستاذ كوركيس عواد عن المخطوطات العربية في دور الكتب الأميركية فوجدناه
يذكر في مخطوطات هذه المكتبة (ص 17) نسخة من فتوح البلدان، قديمة جدا.
بخط نسخي غير منقوط. وقال لعلها في مخطوطات المئة الخامسة أو السادسة.
تملكها بعضهم سنة 974 ه‌.
مقدمة الناشر 29



نام کتاب : فتوح البلدان نویسنده : البلاذري    جلد : 1  صفحه : 0
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست