و أنواع الاشارة و كونها بين أدعية و وصايا و مواعظ و تحميدات و غير ذلك مما وقع موقعه و أصاب نحره بحيث تقصر عن كنه و صفه العبارة و كيف لا و كلام اللّه سبحانه و تعالى في الرتبة العليا من البلاغة و الغاية القصوى من الفصاحة، و لما كان هذا المعنى مما قد يخفى على بعض الأذهان لما في بعض الفواتح و الخواتم من ذكر الاهوال و الافزاع و أحوال الكفار و أمثال ذلك اشار إلى إزالة هذا الخفاء بقوله (يظهر ذلك بالتامل مع التذكر لما تقدم) من الاصول و القواعد المذكورة في الفنون الثلاثة التي لا يمكن الاطلاع على تفاصيلها و تفاريقها الا لعلاّم الغيوب فانه يظهر بتذكّرها ان كلا من ذلك وقع موقعه بالنظر إلى مقتضيات الاحوال و ان كلا من السور بالنسبة إلى المعنى الذي يتضمنه مشتملة على لطف الفاتحة و منطوية على حسن الخاتمة ختم اللّه تعالى لنا بالحسن و يسر لنا الفوز بالذخر الاسنى بحق النبي و آله الأكرمين و الحمد للّه ربّ العالمين.