أنت وقصعة من ثريد ، أي كيف تكون ؛ ويقال هذا أيضا فيمن ذكر عظيما بسوء ،
أي من أنت تذكر زيدا ، ويروي زيد بالرفع ، أي : كلامك زيد ، نحو كلمته فوه إلى فيّ
، والنصب أقوى وأشهر.
ومنها قولهم :
عذيرك من فلان ، والعذير : إما بمعنى العاذر كالسميع أو المعذر ، كالأليم بمعنى المؤلم
، وأعذر وعذر بمعنى ، ويجوز أن يكون العذير بمعنى العذر ، إلا أن الفعيل في مصدر
غير الأصوات قليل ، كالنكير ، وأما في الأصوات كالصهيل والنئيم فكثير ، والعذير
أيضا ، الحال يحاولها المرء يعذر عليها ، قال :
بيّن بقوله :
سيرى وإشفاقي ، الحال التي ينبغي أن يعذر فيها ولا يلام عليها ، يقال هذا إذا أساء
شخص الصنيع إلى المخاطب ، أي أحضر عاذرك أو عذرك أو الحال التي تعذر فيها ولا تلام
، وهي فعل المكروه إلى ذلك الشخص ، أي لك العذر فيما تجازيه لسوء صنيعه إليك.
ومن في «من
فلان» أي من أجل الإساءة إليه وإيذائه ، أي أنت ذو عذر فيما تعامله به من المكروه.
ومنه ما يروى
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لأبي بكر : أعذرني من عائشة» [٢] أي من جهة تأديبها وتعريكها ؛ وفي الخبر : «لن يهلك
الناس حتى يعذروا من أنفسهم» أي يقيموا العذر بسبب كثرة ذنوبهم ، لمعذبهم ومهلكهم
، فمعنى من أنفسهم أي من جهة أنفسهم وإهلاكها.
ويقال : من
يعذرني من فلان أي من أجل إيذائي إياه ، أي : لي عذر في إيذائه فهل ههنا من
يعذرني.
[١] هو أول رجز
للعجاج وبعده : وكثرة الحديث عن شقوري. ووجه الاستشهاد به وضحه الشارح.
[٢] قال ابن الأثير
في (النهاية) في غريب الحديث والأثر : مادة «عذر» ما خلاصته : واستعذر النبي صلّى
الله عليه وسلم إلى أبي بكر من عائشة. كان قد عتب عليها في شيء فقال لأبي بكر : كن
عذيري من عائشة ان أدبتها. أو اعذرني منها .. ومثله في لسان العرب.