«لأنها اما أن
تدل على معنى في نفسها ، أو ، لا ،» «الثاني الحرف ، والأول إما أن يقترن بأحد
الأزمنة» «الثلاثة ، أو ، لا ، الثاني الاسم ، والأول الفعل ،» «وقد علم بذلك حد
كل واحد منها».
قال
الرضى :
اعلم أن اسم «أنّ»
ضمير الكلمة والمضاف محذوف ، إما من الاسم أو من الخبر ، أي لأن حالها إما دلالة ،
أو لأنها ذات دلالة [١].
ويجوز أن يكون «أن
تدل» مبتدأ محذوف الخبر ، أي : دلالتها ثابتة ، ومثله قولك : زيد اما أن يسافر أو
يقيم.
واللام في قوله
«لأنها» متعلق بما دل عليه قوله «وهي اسم وفعل وحرف» ، إذ المعنى : الكلمة محصورة
في هذه الأقسام ، واستدل على الحصر بأن قال : هذا اللفظ الدال على معنى مفرد ،
أعني الكلمة إما أن يدل على معنى في نفسه أو على معنى لا في نفسه : الثاني الحرف
أعني : الكلمة الدالة على معنى لا في نفسها ؛ والأول ، أي الكلمة الدالة على معنى
في نفسها ، إما أن تقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، أو ، لا ، الثاني ، الاسم ، أي
الكلمة الدالة على معنى في نفسها غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، والأول الفعل ،
أي الكلمة الدالة على معنى في نفسها مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
فهذه قسمة
دائرة بين النفي والإثبات فتكون حاصرة ، أي لا يمكن الزيادة فيها ولا النقصان.
[١] المناسب لما قبله
أن يقول : أو : لأنها إما ذات دلالة.