ويشكل عليه :
أن اطلاق لفظ الجمع على الواحد ، لم يجئ في الأجناس ، فلا يقال لرجل : رجال ، بلى
، جاء ذلك في الأعلام ، كمدائن في مدينة معينة.
وجوابه : أن
الجمع فيه مقدّر لا محقق ، كالعدل في عمر ، وذلك أن لنا قاعدة ممهدة : أنّ ما على
هذا الوزن لا ينصرف الا للجمعية ، ولم تتحقق فيه لكونه لآلة مفردة [٢] ، فقدرناها لئلا تنخرم القاعدة ، وأيضا ، إذا اشتمل
الشيء على الأقطاع [٣] ، جاز لك أن تطلق اسم تلك الأقطاع على المجتمع منها ،
كبرمة أعشار.
وليس للخصم أن
يقول : ان مثل هذا مختص بوزن أفعال ، لأنه قد جاء نحو قوله :
وقال أبو الحسن
[٥] : ان من العرب من يصرف سراويل لكونه مفردا.
[١] وجه الاستشهاد
بالبيت على ما ذهب إليه المبرد ظاهر. ولكنهم قالوا ان البيت مصنوع ، أو أنه مجهول
القائل. وإذا كان جمع سروالة فكان المعنى عليه
قطعة من اللوم. ولا يتفق مع الذم المقصود من البيت.
[٢] أي لأن السراويل
موضوع لشيء مفرد وهو اللباس المعيّن.
[٤] شراذم أي قطع.
والتّواق بالتاء المثناة وآخره قاف. قال البغدادي نقلا عن الفراء وغيره انه اسم
ابن الشاعر. ولم يذكر أحد اسم هذا الشاعر أكثر من
أنه بعض الاعراب. وروى : النواق بالنون. والنواق : الذي يرود الأمور ويصلح ما فسد
منها. فكأنه يريد به الرفّاء.
[٥] يريد به الأخفش
الأوسط سعيد بن مسعدة وتقدم ذكره.