responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القاموس المحيط نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 1
شرح ديباجة القاموس جمعها العالم العلامة الشيخ نصر الهورينى رحمه اله تعالى آمين (مميزات هذا المطبوع) قد بذلنا غاية ما يمكن في تصحيح هذا المطبوع فقابلناه أولا على نسخة امام أهل اللغة الخطير وأستاذها الكبير المرحوم الشيخ محمد محمود بن التلاميد الشنقيطى المحفوظة بالكتابخانة الخديوية المرموز إليها برقم 9 ش من كتبه الخاصة ولقد سطر فيها بقلمه وكتب عليها بخطه المجود أنه قابل نسخته تلك على النسخة الرسولية المقروءة على المؤلف وأثبتنا جميع ما فيها سواء كان في الصلب أو في الهامش ثم قابلناه ثانيا على المطبوع الميرى طبعة بولاق وهى التى سرى صيتها في جميع الآفاق وعم نفعها السبع الطباق وما وجد مضببا عليه في النسخة الرسولية جعلناه بين هاتين السمتين هكذا (؟ ؟ ؟ ؟) وقد كتب المرحوم الشيخ محمد محمود الشنقيطى على نسخته ما يأتي (هكذا في نسخة المؤبف مخطوط على هذه الالفاظ فخططت عليها من أجل ذلك) وماشطب عليه فيها جعلناه بين هذين الحرفين (ط ط) وما زاد على المطبوع الميرى أثبتناه بالهامش برقم يدل عليه ويشير إليه. ولم نكتف بكل ذلك وما تكبدناه من صعوبة السلوك في هذه المسالك وبل اصطحبنا تاج العروس شرح القاموس للسيد محمد مرتضى الحسينى. ومعجم البلدان لياقوت الحموى. وصحاح الجوهرى. ومختار الصحاح. ولسان العرب وغير ذلك من أمهات اللغة كما تتضح الحقيقة عند مراجعة ما امتازت به نسختنا هذه على سابقاتها واعطائها حظا من النظر والانصاف وبذلك كله يكون هذا المطبوع جامعا للنسختين حائزا للفضلين


وقال المناوى في شرحه على القاموس من منافع فن اللغة التوسع في المخاطبات والتمكن من انشاء الرسائل بالنظم والنثر ومن عجائبه التصرف في تسمية الشئ الواحد بأسماء مختلفة لاختلاف الاحوال كتسمية الصغير من بنى آدم ولدا وطفلا ومن الخيل فلوا ومهرا ومن الابل حوار أو فصيلا ومن البقر عجلا ومن الغنم سخلة وحملا وعناقا ومن الغزال خفشاورشأ ومن الكلاب جروا ومن الاسد شبلا ومن الحمير جحشا وتولبا وهبرا وتقول نبح الكلب وصرخ الديك وهمهم الاسد وزأر وهينم الريح وكطعنه بالرمح وضربه بالسيف ورماه بالسهم ووكزه باليد وبالعصا وبالجمة فهو باب واسع لا يحيط به انسان
* ولايستوفى التعبير به لسان
* ولولا معرفة المترادفات لما اقتدر صاحب القاموس على ما أجاب به علماء الروم عن معنى كلام الامام على الآتى قريبا والكتب المؤلفة فيها لا تحصى والصحاح وان كان أصحها الا أنه لم يزد عن أربعين ألف مادة والقاموس وان يبلغ الثمانين ألفا التى بلغها كتاب لسان العرب للامام القاضى جمال الدين الانصاري محمد بن مكرم صاحب لسان العرب المتوفى سنة 711 عن 81 سنة بل ينقص عنه بعشرين ألفا الا انه أحسن منه صنعا في اختصار التعبير وعبارة مرتضى لسان العرب للامام جمال الدين محمد بن مكرم بن على الافريقى 27 مجلدا قال السيد مرتضى انه ظفر بنسخته المنقولة من مسودة المصنف وفى حياته التزم فيه الصحاح والتهذيب والمحكم والنهاية وحواشي ابن برى وجمهرة ابن دريد وقد حدث عنه الحافظان الذهبي والسبكي ولد سنة 630 وتفى سنة 711
* هذا ولم يذكر المصنف اسمه في أوله تواضعا وانما ذكر آخر الكتاب على ما في بعض النسخ ما نصه قال مؤلفه الملتجى الى حرم الله محمد بن يعقوب الفيروز آبادي هذا آخر القاموس المحيط والقابوس الوسيط الى ان قال مفتخرا باتمامه في مكة وقد يسر الله اتمامه بمنزلي على الصفا الخ أي لانه بعد رجوعه من اليمن جاور بمكة وابتنى على جبل الصفا دارا فيحاء كما أخبر بذك في مادة ص ف وقال الشارح في الآخر وفيروزاباد التى نسب إليها قرية بفارس منها والده وجده وأما هو فولد بكارزين كما صرح بذلك في ك ر ز كما تكلم على فيروزاباد في ف ر ز ومن لم يعرف تركيب الاسماء يقول ان المصنف لم يذكر بلده في كتابه توهما منه ان آخرها دال أي كما أن بعضا ممن لم يعرف اصطلاحاته يقول انه لم يذكر سمرقند مع انه ذكرها في فصل الشين المعجمة من باب الراء وأحال عليه في فصل القاف من باب لدال وقال المحشى في ترجمة مؤلف القاموس هو الامام الشهير أبو طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم أو ابن يعقوب بن ابراهيم بن عمر بن أبى بكر بن أحمد بن محمد أو محمود بن ادريس بن فضل الله ابن الشيخ أبى اسحق ابراهيم بن على بن يوسف الشيرازي وربما يرفع نسبه الى أبى بكر الصديق رضى الله عنه قاضى القضاة مجد الدين الفيروز آبادي الشيرازي ولد بكارزين بلدة بفارس في ربيع الثاني سنة 729 وكانت ولادته بعد وفاة صاحب لسان العرب بثمان عشر سنة وحفظ القرآن بها وهو ابن سبع ثم انتقل الى شيراز وهو ابن ثمان وأخذ عن علمائها وانتقل الى العراق فدخل واسط وبغداد وأخذ عن قاضيها وغيره ثم دخل القاهرة وأخذ عن علمائها فممن أخذ عنه الصلاح الصفدى والبهاء ابن عقيل والكمال الاسنوى وابن هشام قاله القرافى وجال في البلاد الشرقية والشامية ودخل الروم والهند ولقى الجماء الغفير من أعيان الفضلاء وأخذ عنهم شيئا كثيرا ينه فهرسته وبرع في الفنون العلمية ولاسيما اللغة فقد برز فيها وفاق الاقران
* ثم دخل زبيد في رمضان
* سنة 796 فتلقاه الاشرف اسماعيل وهو سلطان اليمن إذ ذاك وبالغ في اكرامه وصرف له ألف دينار وأمر صاحب عدن أن يجهزه بألف أخرى وتولى قضاء اليمن كله واستمر بزيد عشرين سنة وقدم مكة مرارا وجاور بها وأقام بالمدينة المنورة وبالطائف وما دخل بلدة الاأكرمه متوليها وبالغ في تعظيمه مثل شاه منصور بن شجاع في تبريز والاشرف صاحب مصر والسلطان بايزيد في الروم وابن ادريس في بغداد وتيمرلنك قوله والسلطان بايزيد عبارة القرافى والسلطان ابن عثمان ملك الروم اه (
*)


أي تدل على المراد بالنصوص القرآنية المنزلة باللسان العربي والاحاديث النبوية والآثار السلفية المحتج بها في كل مضيق الواردة على لسان الصدر الاول الذين هم حملة الشريعة ونقلة الدين على التحقيق فلا سبيل الى انتهاج هذه المسالك الا بخوض غمرة علم اللغة العلى المقدار الرفيع المنار فممن سره ان يقذف به في دار البوار النار فليتكلم قبل اتقانه على شئ من الآيات والاخبار اه مناوى (ومخصص) أي مؤثر ومفضل (عروق) جمع عرق من كل شئ أصله (القيصوم) نبت طيب الريح ببلاد العرب وقال المناوى و (مخصص) بالتثقيل للمبالغة (عروق القيصوم) أي أصوله الممتدة في الارض التى يتشعب منها وهو فيعول من نبت البادية مر المذاق طيب الرائحة مفتح منضج محلل ملطف ذو منافع لا تكاد تحصى وهو من خصائص أهل البدو حتى انه يقال فلان يمضغ القيصئم لمن خلصت بدويته وتمحضت عربيته والتخصيص كما في المصباح وغيره جعل الشئ لشئ معين دون غيره وفى المفردات هو تفرد بعض الشئ بما لا يشارك فيه الجملة اه (و) مخصص (غضى) مقصور وهو شجر عربي مشهور (القصيم) جمع قصيمة رملة تنبت تنبت الغضى قال المناوى الغضى شجر خشبه أصلب الخشب ولهذا كان فحمه أصلب من كل فحم والقصيم رملة تنبته فأضاف النابت الى المنبت ووقع في بعض نسخ اعجام الصاد المهملة من القصيم وهو تصحيف (بما) أي بالسر والتخصيص الذى (لم ينله) أي لم يعطه من النوال أو لم يصبه بسر وخصوص ولم يظفر به (العبهر) كجوهر النرجس أو الياسمين أو الممتلئ الجسم الناعم الابيض الجامع للمحاسن هذا وما قبله كلام المناوى ومرتضى قال نبت طيب مشهور اه (والجادى) بالجيم الزعفران نسبة الى الجادية قرية بالبلقاء والياء مشددة خففت لمراعاة القوافى قال الزمخشري في الاساس سمعت من يقول أرض البلقاء أرض الزعفران والمعنى أن الله تعالى خصص النباتات البدوية كالغضى والقيصوم والشيح مع كونها مبتذلة بأسرار ودقائق لم توجد في النباتات الحضرية المعظمة المعدة للشم والنظر كالنرجس والياسمين والزعفران وفى ضمن هذا الكلام تخصيص العرب بالفصاحة والبلاغة واقتضى ان في عروق رعى أرضهم وخصب زمانهم من النفع والخاصية ما لم يكن في فاخر مشمومات غيرهم وهو الظاهر وفى نسخة ميرزا على الشيرازي الخادى بالخاء المعجمة وهو غلظ وفسره قاضى الاقضية بناحية كجرات بالمسترخى فأخطأ في تفسيره وانما هو الخاذى بمعجمتين ولا يناسب هنا لمخالفته سائر الفقر وكذا تفسيره العبهر بالممتلئ الجسم الناعم لبعده عن مغزى المراد وقاضي الاقضية هو عيسى بن عبد الرحيم الكجراتى شرح الخطبة وكان قاضيا في كجرات فتارة يعبر عنه الشارح بقاضي الاقضية بكجرات وتارة بقاضي كجرات وتارة يقول شارح الخطبة عيسى قاضى كجرات فلا ترتبك في ذلك الاسم وبين القيصوم والقصيم جناس الاشتقاق ومراعاة النظر بين كل من النباتين اه مرتضى وعبارة المناوى وزعم بعض الشارحين انه أي الخادى بالخاء المعجمة وهو المسترخى البدن النحيل من خدا يخدو والمعنى على الاول انه سبحانه خصص نبات البوادى من نحو عروق القيصوم وشجر الغضى النابت في رمالها وهما من أقوات أهلها بخاصة سنية من البلاغة والفصاحة لم ينلها أعلى رياحين أهل الخضر وعلى ثانى انه تعالى خص ما ذكر من نبات أهل البوادى الذى هو طعامهم بخاصية عجيبة من الفصاحة استأثروا بها مع ماهم عليه من نحافة الابدان وسمرة الالوان لم ينلها أهل الاتراف السمان الاجسام البيض الالوان المتنعمين في الامصار بأكل الالوان وشم روائح الريحان وقد اقتصر على الثاني بعض أرباب البيان ولكل وجهة هو موليها (ومفيض الايادي) جمع أيد جمع يد فهو جمع الجمع واليد أصل في الجارحة وتطلق بمعنى القوة لانها بها وبعنى النعمة لانها تناولها والمراد هنا الآلاء والنعم ومفيض من أفاض الماء ففاض وأفاض أيضا إذا جرى وكثر حتى ملأ جوانب مجراه وقال المناوى ان الفيض هنا من فيض الماء لكثرته


كقوله شكوت وما الشكوى لمثلى عادة
* ولكن تفيض الكاس عند امتلائها قال الزمخشري ومن المجاز فياض وفيض جواد وفاض الخير فيهم كثر اه قال المناوى وعلى منهاج أهل التصوف حياهم الله وبياهم فلك أن تقول معناه انه منزل الفيوض السبحانية المتواترة بالغدو والآصال المعبر بهما عن الدوام والاسترسال على قبل من سبقت ل العناية الرحمانية من طالبي جدواه أي افضاله بافاضته عليهم من بحر جوده الذى لا تنقصه العطايا فيحدث له ذلك الفيض ملكة يقتدر بها على تأليف مثل هذا الكتاب الذى يتحير في ابداعه كل باسل نحرير حتى يرجع إليه البصر خاسئا وهو حسير فهو رمز الى انه مجرد فتح سبحاني على ذلك العالم الربانى تعجز عنه الاسود الضاربة والجهابذه الفائقة المتناهية والفيض عندهم رضى الله عنهم فيض أقدس وفيض مقدس عبارة عن التجلى الذاتي الموجب لوجود الاشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية صم العينية والمقدس عبارة عن التجليات الاسمائية الموجبة لظهور ما تقتضيه استعدادات تلك الاعيان في الخارج والثانى مرتب على الاول فيه تحصل الاعيان الثانية واستعداداتها الاصلية في العلم وبالثانى تحصل تلك الاعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها والايادي عندهم عبارة عن أسماء الله المتقابلة كالفاعلية والقابلية ولهذا وبخ ابليس بقوله سبحانه ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى ولما كانت الحضرة الاسمائية مجمع الحضرتين الوجود والامكان قال بعضهم ان اليدين حضرتا الوجود والامكان قال الراغب ويسمى الفيض الالهى جدا قال تعال وأنه تعلى جد ربنا أي فيضه وقيل عظمته وهو يرجع الى الاول واضافته إليه على منهج اختصاصه بملكه انتهى وبه يعرف حسن صنيع المؤلف حيث ذكر المجتدى والجادى مع الفيض اه (بالروائح) جمع رائحة وهى المطرة التى تكون عشية (والغوادي) جمع غادية وهى المطرة التى تكون غدوة والباء اما سببية أو ظرفية والمراد بالروائح والغوادي اما الامطار أي مفيض النعم بسببها لمن يطلبها أو مفيضها فيها لان الامطار ظروف للنعم أو أن المراد بهما عموم الاوقات فالباء اذن ظرفية وانما خص تلك الاوقات جريا على الغالب (للمجتدى) أي طالب الجدوى أي السائل والجدوى والجدا العطية (والجادى) المعطى ويأتى بمعنى السائل أيضا فهو من الاضداد قال شيخنا ولم يذكره المؤلف وقد ذكره أبو على القالى في كتاب المقصور والممدود وبين الجادى والجادى الجناس التام وبينه وبين المجتدى جناس الاشتقاق وفى بعض النسخ المجتدى بالحاء المهملة وهو تحريف (وناقع) أي مروى ومزيل وواقع بالرى يقال نقع الماء غلته ونقع من الماء وبالماء روى (غلة) بالضم أي ظما وعطش (الصوادى) جمع صادية وهى العطشى والمراد بالغلة مطلق الحرارة من باب التجريد وفسرها الاكثرون بالنخيل الطوال لكن المقام مقام العموم كما لا يخفى قاله شيخنا (بالاهاضيب) بالامطار الغزيرة أوهى مطلق الامطار (والثوادى) صفتها أي العظيمة الكثيرة الماء أو من باب التجريد ويقال مطرة ثدياء أي عظيمة غزيرة الماء وفسر المؤلف في مادة ث د ى انها جمع ثادية اما من ثدى بالكسر أو من ثداه إذا بله وهما بعيدان عن المعنى المراد وقيل انه من المهموز العين والدال المهملة لام له كانه جمع ثأداؤ كصحراء وصحارى وفى بعض نسخ بالنون وهو خطأ عقلا ونقال اه مرتضى (ودافع) أي صارف ومزيل (معرة) بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الراء بوزن مبرة أي أذى (العوادى) جمع عادية من العدوان وهو الظلم والمراد بها هنا السنون المجدبة على التسبيه وهذا المعنى هو الذى يناسبه سياق الكلام وسباقه وأما جعله جمع عاد أو عادية بمعنى جماعة القوم يعدون للقتال أو أول من يحمل من الرجالة أو يجعله بمعنى ما يغرس من الكرم في أصول الشجر العظام أو بمعنى جماعة عادية أو ظالمة فيأباه الطبع السليم مع ما يرد على الاول


من أن فاعلا في صفات المذكر لا يجمع على فواعل كما هو في محله (بالكرم) أي الفضل (الممادى) الدائم والمستمر البالغ الغاية وفى بعض النسخ المتمادى بزيادة التاء وهو الظاهر في الدراية لشيوع تمادى على الامر إذا دام واستمر دون مادى وان أثبته الاكثرون والاولى هي الموجودة في النسخة الرسولية (ومجرى) من الجرى وهو المر السريع أي مسيل (الاوداء) جمع واد والمراد ماؤه مجازا ثم المراد الاحسانات والتفضيلات فهو من المجاز على المجاز ثم ذكر العين في قوله (من العين العطاء) ترشيحا للمجاز الاول واستقلالا وللثاني تبعا ومثل هذا المجاز قلما يوجد الا في كلام البلغاء والعطاء بالمد والقصر نولك السمح ومايعطى كما سيأتي ان شاء الله تعالى (لكل صادى) أي عطشان والمراد هنا مطلق المحتاج إليها والمشتاق إليها قال شيخنا وفى الفقرة ترصيع السجع (باعث) تجوز فيه الاوجه الثلاثة والاستئناف أولى في المقام لعظم هذا النعمة أي مرسل (النبي الهادى) أي المرشد لعباد الله بدعائهم إليه وتعريفهم طريق نجاتهم (مفحما) أي حالة كونه معجزا (باللسان الضادى) أي العربي لان الضاد من الحروف الخاصة بلغات العرب يقول كاتبه نصر سيأتي في كلامه أيضا في دكنكص أن الصاد ليست في لغة غير العرب لكن يعازضه وجودها في الفارسية فد المائة صد كما ذكره هناك (كل مضادى) أي مخالف ومعاند ومعارض من ضاداه لغة في ضاده وضبط ابن الشحنة والقرافى بالصاد المهملة فيهما فالصادى من صاداه إذا داجاه وداره وساتره والمصادى من صده يصده إذ منعه والمصادى المعارض ويخالفان النقل الصحيح المأخوذ عن الثقات مع أن في الثاني خطا بين بابى المعتل والمضاعف كما هو ظاهر وبين الضادى والمضادى جناس كما هو بين مفحما و (مفخما) أي وحالة كونه معظما ومبجلا جزيل المنطق (لاتشينه) أي لاتعيبه مع فخامته وحسن كلامه صلى الله عليه وسلم (الهجنة) قبح الكلام (واللكنة) العجز عن اقامة العربية لعجمة اللسان (والضوادى) الكلام القبيح أو ما يتعلل به والمعنى أي لايلحقه صلى الله عليه وسلم شئ مما ذكر ولا يتصف به وقد تقدم في المقدمة أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أنى من قريش الحدى وتقدم أيضا بيان أفصحيته صلى الله عليه وسلم وتعجب الصحابة رضوان الله عليهم منه وفيه مع ما قبلة نوع من الجناس قال شيخنا وهذه اللفظة مما استدركه المؤلف على الجوهرى ولم يعرف له مفرد (قوله مفخما) حال ثانية بدون واو وان كان كلام مرتضى وكتابته بالواو الحمراء قبل مفخما يوهم أن فيه واوا وقوله اللكنة قال المناوى هي بالضم عجمة في اللسان وعى وثقل فيه يقال رجل ألكن وقوم لكن وقد تلاكن الرجل إذا أرى من نفسه اللكنة ليضحك الناس وقيل الألكن الذى لا يفصح بالعربية (محمد) قال ابن القيم هو علم وصفة اجتمعا في حقه صلى الله عليه وسلم وعلم محض في حق من تسمى به غيره وهذا شأن أسمائه تعالى وأسماء نبيه صلى الله عليه عليه وسلم فهى أعلام دالة على معان هي أوصاف مدح وهو أعظم أسمائه صلى الله عليه وسلم وأشرفها وأشهرها لانبائه عن كمال الحمد المنبئ عن كمال ذاته فهو المحمود مرة بعد مرة عند الله وعند الملائكة وعند الجن والانس وأل السموات والارض وأمته الحامدون وبيده لواء الحمد ويقوم المقام المحمود يوم القيامة يحمده فيه الأولون والآخرون فهو عليه الصلاة والسلام الحائز لمعاني الحمد مظلقا وقد ألف في هذا الاسم المبارك وبيان أسراره وأتوتره شيخ مشايخنا الامام شرف الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الخليلى الشافعي نزيل المقدس كراسة لطيفة فراجعها اه مرتضى وأوله في الحاشية لشيخه ابن الطيب رحمهما الله تعالى (خير) أي أفضل وأشرف (من حضر) أي شهد (النوادي) أي المجالس مطلقا أو خاص بمجالس النهار أو المجلس ماداموا مجتمعين فيه كما سيأتي ان شاء الله تعالى (وأفصح) أي أكثر فصاحة من كل (من ركب) أي علا واستوى (الخوادى) هي الابل المسرعة


في السير ويستعمل في الخيل أيضا مفرده خاد أو خادية وانما خصت الابل لانها أعظم مراكب العرب وجل مكاسبها (وأبلغ) اسم تفضيل من البلاغة وهى الملكة وتقدم تعريفها (من حلب) أي استخرج لبن (العوادى) هي البل التى ترعى الحمض على خلاف بين المصنف والجوهري كما سيأتي مبينا في مادته وركاب الخوادى وحلبة العوادى هم العرب المعنى انه صلى الله عليه وسلم أفصح العرب وأبلغهم لانهم هم المشهورون بالاعتناء بالابل ركوبا وحلبا ونظرا في گحوالها وفى مقابله حلب بركب والعوادي بالخوادى ترصيع وهو من الحسن بمكان وفى نسخة جلب بالجيم بدل حلب بمعنى ساقها والحوادى بالمهملة وهو تحريف وخلاف للمنصوص المسموع من أفواه الرواة الثقات (بسقت) هذه الجملة الفعلية في بيان ظمته وقهره صلى الله عليه وسلم لجميع من عاداه ولهذا فصلها عما قبلها أي طالت (دوحة) هي الشجرة العظيمة من أي نوع كانت (رسالته) أي بعثته العامة والاضافة من اضافة المسبه به الى المشبه (فظهرت) أي غلبت واستولت (شوكة) هي واحدة الشوك المعروف أو السلاح أو الحدة أو شدة البأس والنكاية على العدو (الكوادى) جمع كادية وهى الارض الصلبة الغليظة البطيئة النبات والمعنى ان رسالته صلى الله عليه وسلم التى هي كالشجرة العظيمة في كثرة الفروع وسعة الظل وثباته نسخت سائر الشرائع التى لولا بعثته صلى الله عليه وسلم لما تطرق إليها النسخ وفى تشبيهها بالاشجار الشائكة النابتة في الارض الغليضة الصلبة التى لا ينقلع ما فيها لا بعسر ومشقة بعد تشبيه رسالته صلى الله عليه وسلم بالدوحة في الارتفاع وسعة الظل وكثرة الفروع من اللطافة مالا يخفى في نسخة زيادة شوك بعد شوكة فيتعين حينئذ حمل الأخير على أحد معانيها المذكورة ما عدا الاول وفى أخرى شرك بالراء بدل الواو بفتحتين وصبطه بعضهم بكسر الشين بمعناه المشهور والكوادى حينئذ عبارة عن الكفرة وانما عبر عنهم بالشوكة لكثرة مافى الشئوك من الاذى والتأليم وقلة النفع وعدم الجدوى وبالكوادى لعدم الثمر ولعدم النمو والمراد أن النبي صلى الله عليه وسلم غالب عليهم بقوته وقاهرهم بحلمه ومستول عليهم (واستأسدت) أي طالت وبلغت يقال روضص مستأسد وسيأتى بيانه (رياض نبوته) بالضم أي نباتها جمع روضة هي مستنقع الماء في الرمل والعشب أو الارض ذات الخضرة والستان الحسن (فعيت) أي أعجزت (في المآسد) جمع مگسدة هي الغابة (الليوث) الاسود (العوادى) التى لاستيحاشها وجرأتها تعدو على الخلق وتؤذيهم ومن قوله بسقت الى هنا هي النسخة الصحيحة المكية وفى نسخة فغيبت بدل عيت أي أخفت وفى أخرى فطهرت بالطاء المهملة أي أزالت أوساخ الشرك وهذه النسخة التى نوهنا بشأنها هي نسخة الملك الناصر صلاح الدين بن رسول سلطان اليمن بخط المحدث اللغوى أبى بكر بن يوسف بن عثمان الحميدى المغربي وعليها خط المؤلف إذ قرئت بين يديه في زبيد المدينة حماها الله وسائر بلاد المسلمين قبل وفاته بسنتين اه وذكر الشارح عدة نسخ مختلفة وبين ألفاظ اختلافها تركناها ايجازا ثم قال الشارح مرتضى قال شيخنا ونبه ابن الشحنة والقرافى وغيرهما ان نسخة المؤلف التى بخطه ليس فيها شئ من هذه وانما فيها بعد قوله حلب العوادى صلى عليه وسلم ومثله في نسخة نقيب الاشراف السيد محمد بن كمال الدين الحسينى الدمشقي التى صحهها على اصول المشرق اه‌ (نجوم الدآدى) جمع نجم وهو الكوكب والدآدئ جمع دأدأ بالدال والهمزة وسهل في كلام المؤلف تخفيفا وهي الليالي المظلمة جدا ومنهم من عينها في آخر الشهر وسيأتى الخلاف في مادته وعبارة المناوى الدآدى بمد الهمزة كالجواري جمع دأدأ كجعفر الليلة الشديدة الظلمة وآخره همزة لكنه خففها للسجع وأضاف وأضاف النجوم الى الليالى المظلمة لان بها فيها يهتدى العباد في ظلمات البر والبحر ثم قال في بدور القوادى أي بدور الجماعات الذين بهم يقتدى ويستن أو المراد بدور القرن الاول الذى هو


خير القرون فقد قال الزمخشري وغيره القاديه من الناس أو جماعة تطرأ عليك وهو جمع قائد وهو كما سيجئ في الكتاب الاول من بنات نعش الضغرى اه‌ (بدور) جمع بدر هو القمر عند الكمال (القوادى) بالقاف في سائر النسخ جمع قادية من قدى به كرضى إذا استن واتبع القدوة أو مصدر بمعنى الاقتداء كالعافية والعاقبة ويجوز أن يكون جمع قدوة ولو شذوذا بمعنى المقتدى به أو لاقتداء قاله شيخنا والمعنى أي النجوم المضيئة التى بها يهتدى الحائر في الليل البهيم وهى صفة للآل وبدور الجماعات التى يقتدى بأنوارهم وأضوائهم وهى صفة للاصحاب والمراد أن الضال يهتدى بهم في ظلمات الضلالات كما يهتدى المسافر بالنجوم في ظلمات البر والبحر للطريق الموصلة الى القصد ومنه قوله كثير من العارفين في استعمالاتهم وعلى آله نجوم الاهتداء وبدور الاقتداء قال شيخنا وبهذا ظهر سقوط ما قاله بعضهم من التوجيهات البعيدة عن مراد المصنف والظاهر أن النجوم صفة للصحابة للتلميح بحديث أصحابي كالنجوم فيرد سؤال لم وصف الصحابة دون الآل فيجاب بجواز كونه حذف صفة الآل لدلالة صفة الصحب عليها والسؤال من أصله في ومعرض السقوط لانه ورد في صفة الآل أيضا بأنهم نجوم في غير ما حديث وأيضا ففى الآل من خو صحاب فالصحيح على ما قدمنا ان كلامنهما لف ونشر مرتب فالاهتداء بالآل والاقتداء بالصحابة وان كانتا تصلحان لكل منهما (ماناح) أي سجع وهدر (الحمام) طير معروف (الشادى) من شدا يشدو إذا ترنم وغنى فالنوح هنا ليس على حقيقته الاصلية التى هي البكاء والحزن كما سيأتي والصحيح ان اطلاق كل منهما باختلاف القائلين فممن صادفته أسجاع الحمام في ساعة أنسه مع حبيبه في زمن وصاله وغيبة رقيبه سماه سجعا وترنما ومن بضده سماه نوحا وبكاء وتغريدا (وساح) أي ذهب وتردد في الفلوات (النعام) طائر معروف (القادى) أي المسرع من قدى كرمى قديانا محركة إذا أسرع (وصاح) من الصياح وهو رفع الصوت الى الغاية (بالأنغام) جمع نغم محركة وهو ترجيع الغناء وترديده (الحادى) من حدا الابل كدعا يحدوها إذا ساقها وغنى لها ليحصل لها نشاط وارتياح في السير والمراد بهذه الجمل طول الابد الذى لا نهاية له لان الكون لا يخلو عن تسجيع الحمام وتردد النعام وسوق الحادى بله بالانغام ثم ان في مقابلة ناح بساح وصاح والحمام بالنعام والانغام ترصيعا بديعا ومجانسة وفى القوافى الدالية تسميط (ورشفت) مصت (الطفاوة) بالضم دارة الشمس أو الشمس نفسها وهو المناسب في المقام ومنهم من راد بعد دارة الشمس ودارة القمر ومنهم من اقتصر على الاخير وكلاهما تكلف وقيل بل الطفاوة أيام برد العجوز ونسب للمصنف ولا أصل له أو أيام الربيع كما للجوهري وهو خطأ في النقل (رضاب) بالضم الريق المرشوف ويطلق على قطع الريق في الفم وفتات المسك وقطع الثلج والسكر ولعاب العسل ورغوتة وما تقطع من الندى على الشجر والمراد هنا الاول (الطل) هو الندى أو فوقه دون المطر الضعيف وليس بمراد هنا واضافة الرضاب إليه من قبيل اضافة المشبه به الى المشبه أي الطل الذى في الازهار بين الاشجار كالرضاب في فم الاحباب كقوله والريح تعبث بالغصون وقد جرى
* ذهب الاصيل على لجين الماء أي ماء كاللجين ومن قال ان الاضافة بيانية فقد أخطأ وكذا من فسر الرضاب بالسح والطل بأخف المطر فكأنه أجاز اضافة الشئ الى نفسه مع فساد المعنى على أن السح انما هو من معاني الراضبة دون الرضاب كما سيأتي في محلة وعبارة المناوى رضاب الطل أي ريق المطر الضعيف والاضافة بيانية أي الرضاب الذى هو الطل وكظام أي أفواه الوادي والآبار المتقاربة واضافها الى الجل بمعنى معظم الشئ ليفيد أن تلك الكظام ذوات مواد من الماء غير منقطعة والجادى طالب المطر والمعنى ما أخذت الشمس الماء بالتبخير من أماكنه التى هي آثار معظم الماء الذى له مواد لا تنقطع وما أخذه الجادى بالاستمطار


من السحب المملوأة بالماء بالتبخير ففيه استعارة تبعية شبه نصعيد الشمس المياه بالتبخير من موادها وأخذها منها بالترشيف فأجرى الاستعارة بينها ثم بواسطة ذلك أجراها بين الفعلين ولما كان التبخير وما يتبعه بشعاع الشمس وتسخينها نسبه إليها وقيل المراد بالرضاب هنا الندى على الشجر والكظام فم الوادي الذى يخرج منه الماء والجل بجيم مفتوحة أو مضمومة الياسمسن والورد والجادى نوع من الزهر والمعنى ما ظهرت دارت الشمس فامتصت الندى من أفواه هذه الازهار اه (من كظام) متعلق برشفت وهو بالضم جمع كظم محركة وهو الحلق أو الفم ومنهم منفسره بأفواه الوادي والآبار المتقارب بعضها بعضا وقيل الكظامة فم الوادي الذى يخرج منه الماء وليس في الكلام ما يدل على الاودية والآبار ولا على تقارب بعضها بعضا كما فسروه لاحقيقة ولا مجازا ولا رمزا ولا كناية وفى النسخ كظام الشئ مبدؤه والصحيح ما أشرنا إليه (الجل) بالضم كذا هو مضبوط في نسخة شيخنا الامام رضى الدين المزجاجى قيل معناه معظم الشئ وهذا ليس بشئ بل الجل بالضم ويفتح كما يأتي الياسمين والورد أبيضه وأحمره وأصفره والواحدة بهاء وكأن اللفظة معربة عن الكاف الفارسية ومعناه عندهم الزهر مطلقا من أي شجر ويصرف غالبا في الاطلاق عندهم الى هذا الورد المعروف بأنواعة الثلاثة الاحمر والابيض والاصفر (والجادى) قال قاضى كجرات هو طالب المطر عشفا على الطفاوة أي وما أخذ الجادى الماء من السحاب وقيل هو الخمر عطف على رضاب ولا يخفى أن فيما ذكر من المعنيين تكلفا والصحيح أنه نوع من الزهر كالنرجس والياسمين وهو المناسب ومن قال انه عطف تفسير لما قبله فقد أخطأ فان الجل انما يطلق على الياسمين والورد فقط كما قدمنا ثم ان الذى تقدم آنفا مقرونا بالعبهر معناه الزعفران لا غير فلا تكون اعادته هنا لا يضاح أو غير ذلك كما وهم فيه بعض الشراح لاختلاف المعنيين قال شيخنا وفى رشفت الاستعارة بالتبعية لوجود الفعل وهو مشتق ويجوز أن تكون بالكناية كأنشبت المنية أظفارها وان تكون استعارة تصريحية فإذا اتضح ذلك عرفت أن الرضاب الذى هو الرق شبه به الطل والشمس الذى هو معنى الطفاوة شبه بشخص مرتشف لذلك الريق وجعل له أفواها وثغورا هي كظام الجل والجادى هما الورد والنرجس والياسمين وان كان تشبيهها بالاقاح أكثر دورانا كما قال الشاعر بكر الى اللذات واركب لها
* سوابق الخيل ذوات المراح - من قبل ان ترشف شمس الضحى
* ريق الغوادى من ثغور الاقاح (وبعد) كلمة يفصل بها بين الكلامين عند ارادة الانتقال من كلام الى غيره وهى من الظروف قيل زمانية وقيل مكانية وعامله محذوف قاله الدماميني والتقدير وأقول بعد ما تقدم من الحمد والصلاة والتسليم على نبيه العظيم (فان) بالفاء اما على توهم أما أو على تقديرها في نظم الكلام وقيل انها لاجراء الظرف مجرى الشرط وقيل انها عاطفة وقيل زائدة اه مرتضى وعبارة المناوى أي وبعد فراغ زمن الحمد والصلاة والسلام وما استتبع ذلك من الكلام أقول فان الخ فحذف المضاف إليه لكونه معلوما بنى على الضم والفاء بعد زائدة على توهم أما اشعارا بلزوم ما بعدها لما قبلها أو على تقديرها في نظم الكلام والاصل أما بعد فعوضت الواو عنها اختصار الدلالة الفاء عليها وأتى بها المؤلف اقتداء بالنبي وصحبه فقد كانوا يأتون بأصلها في خطبهم فهى سنة قيل وأول من قالها داود ورجح ما اعترض بانه لم يثبت عنه تكلم بغير لغته ويجاب بان من حفظ حجة على من لم يحفظ وهى للانتقال من مهيع الى آخر ويمتنع الاتيان بها أول الكلام اه فان (للعلم) الشرعي وآلاتة أي ما أخذ من الشرع أو تئقف عليه توقف وجود كالكلام أو كمال كالنحو والمنطق إذ هو نحو المعاني كما أن النحو ميزان الالفاط والمباني فنسبته الى المعنى كنسبة النحو الى اللفظ والمبنى والعروض للقريض (رياضا) جمع روضة وهى الموضع المحتف


بالزهور سمى به لاستراضة المياه السائلة إليها أي لسكونها به وأرض الوادي واستراض كثرة ماؤه واستنقع فيه واخضر نبته وفاح عرف زهره (وحياضا) جمع حوض وهو مجمع الماء وحاض الرجل حوضا عمله وحوض لابله وتحوضوا حياضا وأصله الواو ولكن قلب ياء للكسرة قبلها كثوب وأثواب وثياب (وخمائل) جمع خميلة وهى المحل الكثير الشجر أو رملة تنبته قال الزمخشري نزلوا في خميلة وهى الروضة ذات الشجر والا فهي الجلحاء (وغياضا) بالكسر جمع غيضة بالفتح وهى الأجمة الكثيرة الشجر الملتف (وطرائق) أي طبقات مترتبة بعضها فوق بعض يقال طارقت بين النعلين والثوبين جعلت احداهما فوق الاخرى وتطارقت الابل تتابعت متطارقة وطريقة طريقة بعضها فوق بعض وهى طرق وطرائق ذكره الزمخشري وغيره وقال الراغب اصل الطريق السبيل الذي يطرق بالاجل اي يضرب ومنه استعير كل مسلك يسلكه الانسان في فعل محمودا ومذموم وقيل طريقة من نخل تشبيها بالطريق في الامتداد (وشعابا) اي طرقا متباينة جمع شعب بالكسر الطريق وقال الراغب الشعب من الوادي ما اجتمع فيه طرق ئتفرق منه طرق فإذا نظرت إليه من الجانب الذى ينفرق أحداث في وهمك اثنين اجتمعا فلذلك يقال شعبت الشئ جمعته وشعبته فرقته فهو من الاضداد (وشواهق) جمع شاهق من شهق يشهق بفتحتين شهوقا ارتفع فهو شاهق وجبال شاهقة وشواهق وجبل شاهق ممتنع طولا كما في الصحاح وقال الراغب هو المتناهى في الطول (وهضابا) أماكن عالية منبسطة واسعة الأرجاء يقال علوت هضبة وهضابا واستهضب صار هضبة وهضبتهم السماء وروضة مهضوبة قال الزمخشري ومن المجاز هضبوا في الحديث أفاضوا فيه وهو يهضب بالشعر وبالخطب يسح سحا وجواد مهضب وفرس هضب كثير العرق اه أثبت هذه المكورات للعلم على طريق تشبيه المعقول بالمحسوس أي كما أن هذه الاشياء المحسوسة تشتمل على صنوف مما تضمنه فكذا الامور المذكورة المعقولة للعلم تشتمل على أصناف غزيرة وفنون شتى متفاوتة الرتب كما يفصح عنه قوله (يتفرع عن كل أصل منه) أي ينشأ عنه والفرع ما يتفرع من أصله ومنه قالوا فرعت من هذا الاصل مسائل فتفرعت أي استخرجتها فخرجت وأصل كل شئ ما يستند وجود ذلك الشئ إليه (أفنان) جمع فنن باتحريك وهو الغصن الطرى الورق ومنه قوله تعالى ذواتا أفنان (وفنون) جمع فن وهو الحال والضرب من الشئ أي النوع منه أي يتفرع من أصول العلم أشياء تظهرها أفكار الاحبار الذين هدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط العزيز الحميد وكل ميسر لما خلق له قال الزمخشري تقول أخذوا في أفانين الكلام وافتن في الحديث وتفنن فيه وجرى الفرس أفانين من الجرى وافتن في جريه ورجل فينان الشعر وغصن فينان كثير الأفنان وهو في ظل عيش فينان (وتنشق) أي تنفرج والشق بالفتح كما في المصباح انفرج في الشئ والشقة القطعة المنشقة وهو في الاصل مصدر قال الزمخشري شق عصا المسلمين خالفهم وانشقت العصا بينهم تخالفوا (عن كل دوحة) شجرة عظيمة يقال قلنا تحت ظلال الدوحة أي الشجر العظام قال الزمخشري ومن المجاز فلان من دوحة الكرم (منه خيطان) بكسر أوله المعجم جمع خوط بالضم الغصن الغض الناعم يقولون قد كالخوط وكم وراء هذا الخيطان من قدود كالخيطان ذكره الزمخشري (وغصون) جمع غصن وهو عطف عام خاص قال الزمخشري ومن المجاز أنا غصن من غصون سرحتك وفرع من فروع دوحتك (وان علم اللغة هو الكافل) أي الملتزم (بابراز) أي اظهار يقال برز الشئ باحراز أي بحوز ذلك كله من أحرزه إذا حازه (أسرار الجميع) جمع سر بالكسرة وهو ما يكتم ضنا به وأسررت


الحديث أخفيته وأسررته أظهرته فهو من الاضداد قال الزمخشري ومن المجاز واعدها سرا أي نكاحا والتقى السران أي الفرجان (الحافل) بحاء مهملة وفاء الجامع الممتلئ يقال حفل القوم واحتفلوا اجتمعوا وهذا محفل القوم ومحتفلهم وشاع الحديث في المحافل وحفل الماء في الوادي كثر وسال وضرع حافل وضروع حفل وحوافل وحفل الشاة ونحوها جمع لبنها في ضرعها لترى حافلا قال الزمخشري ومن المجاز احتفل في الامر اجتهد وأحفل الفرس في جريه جد فيه وحفلت السماء جد وقطع المطر وطريق محفل عظيم مستبين (بما يتضلع منه) يمتلئ شبعا وريا يقال تضلع من الطعام والشراب امتلأ منه وكانه ملأ أضلاعه واضطلع بهذا الامر إذا قدر عليه كأنه قويت ضلوعه بحمله والضلاعة القوة وأكل وشرب حتى تضلع (القاحل) بقاف وحاء مهملة الشيخ الفاني يقال شيخ قحل كفلس أي فان وقحل الشئ قحلا من باب نفع يبس فهو قاحل الصوم وتقحل في لباسة وحاله وتقول فلان في بلد قاحل وعيش ماحل والمراد به هنا الضعيف العاجز (والكامل) القوى قال في المصباح ويستعمل الكمال في الذوات والصفات يقال كمل إذا تمت اجزاؤه وكملت محاسنه وقال الزمخشري وكمل الشئ وتكمل وتكامل واستكمل ورجل كامل جامع المناقب قال الراغب كمال الشئ حصول ما فيه الغرض منه فإذا قيل كمل فمعناه حصل ما هو الغرض منه (والفاقع) الذى تحرك ونشأ (والرضيع) دونه الى هنا من شرح المناوى والذى شرح عليه السيد مرتضى بدل الكامل الكاهل قال وهو القوى وقيل هو لغة في الكهل فيقابل المعنى السياقى والفاقع بالفاء والقاف هو الغلام المترعرع وفى نسخة اليافع بالياء التحتية وهو المراهق الذى قارب البلوغ والرضيع هو الصغير الذى يرضع امه والمعنى ان كل من يتعاطى العلوم من الشيوخ والمتوسطين والمبتدئين أو كل من الاقوياء والضعفاء والصغار والكبار فان علم اللغة هو المتكفل باظهار الاسرار وابراز الخفايا لافتقار العلوم كلها إليه لتوقف المركبات على المفردات لا محالة وفى الفقر صناعة ادبية وحسن المقابلة (وان بيان الشريعة) فعليه بمعنى مفعولة هي ما شرع الله لعباده كالشرع بالفتح وحقيقتهما وضع ما يتعرف منه العباد احكام عقائدهم وافعالهم واقوالهم وما يترتب عليه صلاحهم اه (وان بيان الشريعة) ما شرعه الله لعباده من الاحكام من الشرعه بالكسر وهى مورد الناس للاستقاء سميت به لوضوحها وظهورها قال الراغب الشرع نهج الشريق الواضح ثم استعير للطريقة الالهية من الدين من حيث ان من شرع فيها على الحقيقة روى وتطهر كما قال بعض العارفين كنت أشرب فلا أروى فلما عرفت الله رويت بال شرب (لما كان مصدره) أي صدروره وأصله الانصراف يقال صدر القوم وصدروا عن القوم صدورا وصدرا وأصدرناهم صرفناهم وصدرت عن الموضع صدرا رجعت والاسم الصدر بفتحتين (عن لسان العرب) كذا عداه بعن في أكثر النسخ وفى بعضها بعلى وهو عل تضمين صدر معنى جاء والعرب خلاف العجم وهو اسم لهذا الجيل المعروف من الناس (وكان العمل بموجبه) بكسر الجيم أي سببه والموجب بالكسر السبب وبالفتح المسبب عنه والعمل بموجب الشئ الاخذ بما أوجبه قال الراغب والعمل كل فعل من الحيوان يقصد فهو أخص من الفعل الان الفعل قد ينسب الى الحيوان الذى يقع منه فعل بغير قصد وقد ينسب الى الجماد وقلما ينسب العمل لذلك (لا يصح) أي لا يطابق الواقع ويترتب عليه الآثار وأصل الصحة حالة طبيعية للبدن ثم استعيرت للمعانى فقيل صحت الصلاة إذا أسقطت الصلاة وصح العقد إذا انبرم وترتب عليه أثره وصح ان طابق الواقع الى هنا ما وجد من شرح المناوى للديباجة وبعده خرم الى قوله ومن أحسن ما اختص به هذا الكتاب وهو في وقف السادات فلنرجع الى النقل من شرح السيد مرتضى (وكان العمل) هو الفعل الصادر بالقصد وغالب استعماله في أفعال الجوارح الظاهرة (بموجبه) الضمير للبان أو


الشريعة حسبما تقدم والعمل بالموجب هو الاخذ بما أوجبه وله حدود وشروط فراجعه في كتاب الشروط (لا يصح) أي لا يكون صحيحا (الا باحكام) أي تهذيب ولاتقان (العلم بمقدمته) أي معرفتها والمراد بالمقدمة هنا ما يتقدم قبل الشروع في العلم أو الكتاب (وجب) أي لزم وهو جواب لما (على روام العلم) أي طالبية الباحثين عنه (وطلاب) كروام وزنا ومعنى (الاثر) علم الحديث فهو من عطف الخاص على العام وفى بعض النسخ وطلاب الأدب والولى هي الثابتة في النسخ الصحيحة واختلف في معنى الاثر فقيل هو المرفوع والموقوف وقيل الاثر هو الموقوف والخبر هو المرفوع كما حققه أهل الاصول ولكن المناسب هنا هو المعنى الشامل للمرفوع والموقوف على علم اللغة توقفا كليا محتاجة إليه وجب على كل طالب لاى علم كان سواء الشريعة أو غيرها الاعناء به والقيام بشأنه والاهتمام فيما يوصله الى ذلك وانما خص علم الاثر دون غيره مع احتياج الكل إليه لشرفه وشرف طالبيه والذى في النووي على مسلم هو الموافق لقول العلامة الصبان في منظومته والخبر المتن الحديث لاثر
* ما عن امام المرسلين يؤثر أو غيره لافرق فيما اعتمد الخ ونقله شيخنا البيجورى في آخر حاشية الشمايل اه وعلى النسخة الثانية وجب على كل طالب علم الآدب التى منها النحو والتصريف وصنعة الشعر وأخبار العرب وأنسابهم مزيد الاعتناء بمعرفة علم اللغة لان مفاد العلوم الادبية غالبا في ترصيع الالفاظ البديعة المستملحة وبعضها الحوشية وتلك لا تعرف الا بها كما هو ظاهر (أن يجعلوا) أي يصيروا (عظم) بضم العين المهملة كذا في نسخة شيخنا عبد الخالق وفى أخرى معظم بزيادة الميم وفى بعضها أعظم بزيادة الالف (اجتهادهم واعتمادهم) أي استنادهم (وأن يصرفوا) أي يوجهوا (جل) كجلال لا يذكر ان الامضافين وقد تقدمت الاشارة إليه (عنايتهم) أي اهتمامهم (في ارتيادهم) أي في طلبهم من ارتياد ارتيادا مجرده راد الشئ يروده رودا ويستعمل بمعنى الذهاب والمجئ وهو الانسب للمقام (الى علم اللغة) وقد يقال ان علم اللغة من جملة علوم الادب كما نص عليه شيخنا طاب ثراه نقلا عن ابن الانصاري فيلزم عليه حينئذ احتياج الشئ الى نفسه وتوقفه عليه والجواب ظاهر بأدنى تأمل اه مرتضى (والمعرفة) هي عبارة عما يحصل بعد الجهل بخلاف العلم (بوجوهها) جمع وجه وهو من الكلام الطريق المقصود من (والوقوف) أي الاطلاع (على مثلها) بضمتين جمع مثال وهو صفة الشئ ومقداره (ورسومها) جمع رسم بالفتح وهو الاثر والعلامة ثم ان الضمائر كلها راجعة الى اللغة ما عدا الاخيرين فانه يحمل عودهما الى الوجوه وفى التعبير بالمثل والرسوم ما لا يخفى على الماهر من الاشارة الى دروس هذا العلم وذهاب أهله وأصوله وانما البارع من يقف على المثل والرسوم (وقد عنى) بالبناء للمجهول في اللغة الفصيحة وعليها اقتصر ثعلب في الفصيح وحكى صاحب اليواقيت الفتح أيضا أي اهتم (به) أي بهذا العلم (من السلف) هم العلماء المتقدمون في الصدر الاول من الصحابة والتابعين وأتباعهم (والخلف) المتأخرون عنهم والقائمون مقامهم في النظر والاجتهاد (في كل عصر) أي دهر وزمان (عصابة) الجماعة من الرجال مابين العشرة الى الاربعين كذا في لسان العرب وفى شمس العلوم الجماعة من الناس والخيل والطير والانسب ما قاله الاخفش العصبة والعصابة الجماعة ليس لهم واحد (هم أهل الاصابة) أي الصواب أي هم مستحقون له ومستوجبون لحيازتة وفى الفقرتين التزم مالا يلزم وذلك لانهم (أحرزوا) أي حازوا (دقائقه) أي غوامضة اللطيفة (وأبرزوا) أي أظهروا واستخرجوا بأفكارهم (حقائه) أي ماهياته الموجودة في القوافى الترصيع ولزوم مالا يلزم (وعمروا) مخففا كذا هو مضبوط


في نسختنا (دمنه) جمع دمنه وهى آثار الديار والناس (وفرعوا) بالفاء كذا هو مضبوط أي صعدوا وعلوا وفى نسخ بالقاف وهو غلط (قننه) جمع قنة بالضم وهى أعلى الجبل (وقنصوا) أي اصطادوا (شواردة) جمع شاردة من الشرود النفور ويستعمل فيما يقابل الفصيح (ونظموا) أي ضموا وجمع (قلائد) جمع قلادة وهى ما يجعل في العنق من الحلى والجواهر (وأرهفوا) أي رققوا ولطفوا (مخاذم) جمع مخذم كمنبر السيف القاطع (البراعة) مصدر براع إذا فاق أصحابه في العلم وغيره وتم في كل فضيلة (وأعفوا) أي أسالوا دم (مخاطم) جمع مخطم كمنبر وكمجلس الانف (اليراعة) أي قصبة الكتابة أي أجروا دم انف القلم ويقال رعفت الاقلام إذا تقاطر مدادها وفى القوافى الترصيع وبين أرهفوا وأرعفوا جناس ملحق وفى البراعة واليراعة الجناس المصحف وفى كل مجازات بليغة واستعارات بديعة (فألفوا) أي جمعوا الفن مؤتلفا بعضه الى بعض (وأفادوا) أي بذلوا الفائدة (وصنفوا) أي جمعوا أصناف الفن مميزة موضحة (وأجادوا) أي أتوا بالجديد دون الردئ وفى الالفاظ الاربعة الترصيع والجناس اللاحق (وبلغوا) أي انتهوا ووصلوا (من المقاصد) جمع مقص كمقعد أي المهمات المقصودة (قاضيتها) هي وقصواها بمعنى أبعدها ومنتهاها (وملكوا) أي استولوا (من المحاسن) جمع حسن هو الجمال كالمساوي جمع سوء (ناصيتها) أي رأسها وهو كناية عن الملك التام والاستيلاء الكلى وفى الفقرة لزوم مالا يلزم والجناس اللاحق (جزاهم الله) أي كافأهم (رضوانه) أي اعظم خيره وكثير انعامه قال شيخنا واخرج الترمذي والنسائي وابن حبان بأسانيدهم الى النبي صلى الله عليه وسلم قال من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء قلت وقع لنا هذا الحديث عليا في الجزء الثاني من المشيخة الغيلانية من طريق ابى الجواب احوص بن جواب حدثنا سعير بن الحمس حدثنا سليمان التميمي عن ابى عثمان النهدي عن اسامة بن زيد رضى الله عنه فذكره وفى اخرى عنه إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ (وأ حلهم) أي انزلهم (من رياض) جمع روضة أو روض وقد تقدم (القدس) بضم فسكون وقيل بضمتين ورياض القدس هي حضيرته وهى الجنة لكونها مقدسة أي مطهرة منزهة عن الاقذار (ميطانة) الميطان كميزان موضع يهيأ لارسال خيل السباق فيكون فيه غاية في المسابقة أي وانزلهم من محلات الجان اعلاها وما تنتهى إليها الغايات بحيث لا يكون وراءها مرمى ابصار والضمير يعود الى القدس ولو قال روض القدس كان اجل كما لا يخفى ولكن الرواية ما قدمنا ومنهم من قال ان ميطان جبل بالمدينة وتكلف لتصحيح معناه فاعلم أنه من التأويلات البعيدة التى لا يلتفت إليها ولا يعول عليها اه مرتضى (هذا) هو في الاصل أداة اشارة للتقريب قرنت بأداة التنبيه واتى به هنا للانتقال من اسلوب الى آخر ويسمى عند البلغاء فصل الخطاب والمعنى خذ هذا أو اعتمد هذا (وانى قد) أي والحال انى قد (نبغت) بالغين المعجمة كذا قرأته على شيخنا أي فقت غيرى (في هذا الفن) أي اللغة ومنهم من قال أي ظهرت والتفوق أولى من الظهور وفى النسخة الرسولية في هذا الصفو بالكسر أي الناحية منالعلم واستغربها شيخنا واستصوب النسخة المشهورة وهى سماعنا على الشيوخ واستعمل الزمخشري هذا اللفظة في بعض خطب مؤلفاته وفى بعض النسخ نبعت بالعين المهملة وعليها شرح القاضى عيسى بن عبد الرحيم الكجراتى وغيره وتكلفوا لمعناه أي خرجت من ينبوعه وأنت خبير بأنه تكلف محض ومخالف للروايات وقيل ان نبع بالمهملة لغة في نبغ بالمعجمة فزال الاشكال (قديما) أي في الزمن الاول حتى حصلت له منه الثمرة (وضبغت) أي لونت (به) أي بهذا الفن (أديما) أي الجلد المدبوغ أي امتزج بى هذا الفن امتزاج الصبغ بالمصبوغ (ولم أزل) كذا الرواية عن الشيوخ أي لم أبرح وفى بعض النسخ لم أزل بضم الزاى معناه أفارق من الزوال وفيه تعسف ظاهر (في خدمته مستديم)


أي دائما متأنيا فيها وفى الفقرات لزوم مالا يلزم (وكنت برهة) بالضم وروى الفتح قال العكبرى عن الجوهرى هي القطعة من الزمان وقوله (من الدهر) أي الزمن الطويل ويقرب منه ما فسره الراغب في المفردات انه في الاصل اسم لمدة العالم من ابتداء وجوده الى انقئه ومنهم من فسر البرهة بما صدر به المصنف في المادة وهو الزمن الطويل ثم فسر الدهر بهذا المعنى بعينه وأنت خبير بانه في معزا عن اللطافة وان أورد بعضهم صحته بتكليف قاله شيخنا (ألتمس) أي أطلب طلبا أكيدا مرة بعد اخرى (كتابا) أي مصنفا موضوعا في هذا الفن موصوفا بكونه (جامعا) أي مستفيضا لاكثر الفن مملوأ بغرائبه ويوجد في بعض النسخ قبل قوله جامعا باهرا وليس في الاصول المصححة (بسيطا) واسعا مشتملا على الفن كله أو اكثره مبسوطا يستغنى به عن غيره (ومصنفا) هكذا في النسخ وفى بعضها تصنيفا (على الفصح) بضمتين جمع فصيح كقضيب وقضب أو بضم ففتح ككبرى وكبر (والشوارد) هل اللغات الحوشية الغريبة الشاذة (محيطا) أي مشتملا ولذا عدى بعلى أو ان بمعنى الباء فتكون الاحاطة على حقيقتها الاصلية (ولما أعيانى) أي أتعبني وأعجزني عن الوصول إليه (الطلاب) كذا في النسخ والاصول وهو الطلب ويأتى من الثلاثي فيكون فيه معنى المبالغة أي الطلب الكثير وفى نسخة الشيخ أبى الحسن على ابن غانم المقدسي رحمه الله تعالى التطلاب بزيادة التاء وهو من المصادر القياسية تأتى البا للمبالغة (شرعت في تگ ليف (كتابي) أي مصنفي (الموسوم) أي المجعول له اسمه وعلامة (باللامع المعلم العجاب) هو علم الكتاب واللامع المضئ والمعلم كمكرم البرد المخطط والثوب النفيس والعجاب كغراب بمعنى عجيب كذا في تقرير سيدى عبد السلام اللقانى المالكى على كنوز الحقائق والصحيح انه يأتي للمبالغة وان أسقطه النحاة في ذكر أوزانها فالمراد به ما جاوز حد العجب كذا في الكشاف وقد نقل عن خط المصنف نفسه غير واحد انه كتب على ظهر هذا الكتاب انه لو قدر تمامه لكان في مائة مجلد وانه كمل منه خمس مجلدات (الجامع بين المحكم) هو تأليف الامام الحافظ العلامة أبى الحسن على بن اسمعيل الشهير بان سيده الضرير ابن الضرير اللغوى وهو كتاب جامع كبير يشتمل على أنواع اللغة توفى بحضرة دانية سنة 458 عن ثمانين سنة (والعباب) كغراب تأليف الامام الجامع أبى الفاضائل رضى الدين الحسن بن فهد لن الحسن ابن حيدر العمرى الصغانى الحنفي اللغوى وهذا الكتاب في عشرين مجلدا ولم يكمل الا انه وصل الى مادة بكم كذا في المزهر وله شوارق الانوار وغيره توفى في شعبان 19 منه سنة 650 ببغداد عن 73 سنة ودفن بالحريم الطاهري وهذا الكتاب لم أطلع عليه مع كثرة بحثي عنه وأما المحكم المتقدم ذكره فنعدى منه أربع مجلدات ومها مادتي في هذا الشرح وفى مقابلة الجامع باللامع والمعلم بالمحكم والعجاب بالعباب حسن ترصيع (وهما) أي الكتابان هكذا في نسختنا وفى أخرى بحذف الواو وفى بعضها بالفاء بدل الواو (غرتا) تثنية غرة وفى بعض النسخ بالافراد (الكتب المصنفة في هذا الباب) أي في هذا الفن والمراد وصفها بكمال الشهره أو بكمال الحسن على اختلاف اطلاق الاغر وفيه استعارة أو تشبيه بيلغ (ونيرا) تثنية نير كسيد وهو الجامع للنور الممتلئ به والنيران الشمس والقمر والتثنية والوصف كلاهما على الحقيقة (براقع) جمع برقع السماء السابعة والرابعة أو الأولى والمعنى هذ ان الكتابان هما النيران المشرقان الطالعان في سماء (الفضل والآدب) ومنهم من فسر البرقع بماتستتر به النساء أو نير البرقع وهو محل مخصوص من وتحمل لبيان ذلك بما تمجه الاسماع وانما هي أوهام وأفكار تخالف النقل والسماع وعطف الآدب على الفضل من عطف الخاص على العام (وضممت) أي جمعت (اليهما) أي المحكم والعباب (فوائد) جمع فائدة وهى ما استفدته من علم أو مال (امتلا) بغير همز من ملئ كفرج إذ صار مملوأ (بها) أي تلك الفوائد (الوطاب) بالكسر جمع وطب بالفتح فالسكون هو الظرف وله معان أخر غير مراد هنا (واعتلى)


أي ارتفع (منها) من تلك الفوائد (الخطاب) هو توجيه الكلام نحو الغير للافهام وفى بعض النسخ زيادات بدل فوائد وبين امتلا واعتلى ترصيع وبين الوطاب والخطاب جناس لاحق (ففاق) أي علا وارتفع بسبب ما حواه (كل مؤلف في هذا الفن) أي اللغة بينان للواقع (هذا الكتاب) فاعل فاق والمراد به الكتاب المتقدم ذكره (غيرانى) كذا في النسخ المقروءة وفى بعضها انه على ان الضمير يعود الى الكتاب (خمنته) أي قدرته وتهمت مجيئه (في ستين سفرا) قال الفراء الاسفار الكتب لعظام لانها تسفر عما فيها من المعاني إذا قرائت وفى نسخة من الاصول المكية ضمنته بالضاد المعجمة بدل الخاء وفى شفاء الغليل للشهاب الخفاجى تبعا للسيوطي في المزهر أن التخمين ليس بعربي في الاصل وفى نسخة أخرى من الاصول الزبيدية زيادة زيادة بحمد اله بعد خمنته (يعجز) أي يعنى (تحصيله) فاعل يعجز (الطلاب) جمع طالب كراكب وركاب أي لكثرته أو لطوله وفى نسخة ميرزا على الشيرازي يعجز عن تحصيله الطلاب (وسئلت) أي طلب منى جماعة (تقديم كتاب وجيز) أي أقدم لهم كتابا آخر موصوفا بصغر الحجم مع سرعة الوصول الى الفهم ما فيه والذى يظهر عند التأمل أن السؤال حصل في الانصراف عند اتمام اللامع لكثرة التعب فيه جمع هذا الكتاب (على ذلك النظام) أي النهج والأسلوب أو الوضع والترتيب السبق (وعمل) معطوف على كتاب أي خاص (مفرغ) باتشديد أي مصبوب من فرغ إذا انصب لامن فرغ إذا خلى كفر الاناء أو من فنى كفرغ الزاد وتسبيه العمل بالشئ المانع استعارة بالكناية واثبات التفريغ له تخييلية على رأى السكاكى وعلى رأى غيره تحقيقية تبعية (في قالب) بفتح اللام وتكسر آلة كالمثال يفرغ فيها الجواهر الذائبة (الايجاز) الاختصار (والاحكام) أي الاتقان (مع التزام اتمام المعاني) أي انهائها لى حد لا يحتاج الى شئ خارج عنه والمعنى جمع معنى وهو اظاهر ما تضمنه اللفظ من عنت لقربة أظهرت ماءها قال الراغب (وإبرام) أي احكام (المباني) جمع مبنى استعمل في الكلمات والالفاظ والصيغ العربية وفى الفقرتين الترصيع وفى بعض النسخ ابدال ابرام بابراز أي الاتيان بها ظاهرة من غير خفاء (فصرفت) أي وجهت (صوب) أي جهة وناحية وهو مما فات المؤلف (هذا القصد عناني) أي زمامي (وألفت هذا الكتاب) أي القاموس (محذوف الشواهد) أي متروكها والشواهد هي هي الجزئيات التى يؤتى بها لاثبات القواعد النحوية والافاظ اللغوية والاوزان العروضية من كلام الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم أو من كلام العرب الموثوق بعربيتهم على أن في الاستدلال بالثاني اخلافا والثالث وهو العرب العرباء الجاهلية والمخضرمون والاسلاميون والمولودون وهو ثلاث طبقات كما هو مفصل في محلة (مطروح الزوائد) قريب من محذوف الشواهد وبينهما الموازنة (معربا) أي حال كونه موضحا ومبينا (عن الفصح والشوارد) تقدم تفسيرهما (وجعلت بتوفيق الله تعالى) جل وعلا وهو الالهام لوقوع الامر على المطابقة بين الشيئين (زفرا) كصرد البحر وجمع المعاني الكثيرة في الالفاظ القليلة هذا الذى قررناه هو المسموع من أفواه مشايخنا ومنهم من تمحل في بيان هذه الجملة بمعان أخر لا تخلو عن التكلفات الحدسية المخالفة للنقول الصريحة (ولخصت) أي بينت وهذبت (كل ثلاثين سفرا) أي جعلت مفادها ومعناها (في سفر) واحد (وضمنته) أي جعلت في ضمنه وأدرجت فيه (خلاصة) بالضم بمعنى خالص ولباب (مافى) كتابي (العباب والمحكم) السابق ذكرهما (وأضفت) أي ضممت (إليه) أي الى المختصر من الكتابين (زيادات) يحتاج إليها كل لغوى أريب ولا يستغنى عنها كل أديب فلا يقال ان كلام المصنف فيه المخالفة لما تقدم من قوله مطروح الزوائد (من الله تعالى بها) أي بتلك الزيادات أي هي من مواهب الهية


مما فتح الله تعالى بها على (وأنعم) أي اعطى واحسن (ورزقنيها) أي أعطانيها (عند غوصي عليها) أي تلك الزيادات وهو كناية عما استنبطته افكاره السليمة (من بطون الكتب) أي اجوافها (الفاخرة) أي الجيدة أو الكثيرة الفوائد أو المعتمدة المعول عليها (الدأماء) ممدودا هو البحر (الغطمطم) وهو العظيم الواسع المنبسط وهو من اسماء البحر الا انه اريد هنا ما ذكرناه لتقدم الدأماء عليه فالدأماء مفعول اول لغوصي وهو تارة يستغنى بالمفعول الواحد وتارة يحتاج الى مفعول آخر فيتعدى إليه بعلى ومن بيانية حال من الدأماء (أو سميته) كسميته بمعنى واحد وهما من الافعال التى تتعدى للمفعول الاول بنفسها وللثاني تارة بنفسها وتارة بحرف جر فالمفعول الاول الضمير العائد للكتاب والمفعول الثاني (القاموس) هو البحر (المحيط) ويوجد في بعض نسخ المقلدين التعرض لبقية التسمية التى يوردها المصنف في آخر الكتاب وهى قوله والقابوس الوسيط ففى بعض الاقتصار على هذا وفى اخرى زيادة فيما ذهب من لغة العرب شماطيط وكل ذلك ليس في النسخ الصحيحة ويرد على ذلك ايضا قوله (لانه) أي الكتاب (البحر الاعظم) فان هذ قاطع لبقية التسمية قال شيخنا وانما سمى كتابه هذا بالقاموس المحيط على عادته في ابداع أسامي مؤلفاته لاحاطته بلغة العرب كاحاطة البحر للربع المعمور قلت أي فانه جمع فيه ستين ألف مادة زاد على الجوهرى بعشرين الف مادة كما انه زاد عليه ابن منظور الافريقى في لسان العرب في عشرين الف مادة ولعل المصنف لم يطلع عليه والا لزاد في كتابه عنه وفوق كل ذى علم علم قال شيخنا رحمه الله وقد مدح هذا الكتاب غير واحد ممن عاصره وغيرهم الى زماننا هذا وأوردوا فيه أعاريض مختلفة فمن ذلك ما قاله الاديب البارع نو الدين على بن محمد العفيف المكى المعروف بالعليفى قلت ووالده الاديب جمال الدين محمد بن حسن بن عيسى شهر بابن العليف توفى بمكة سنة 815 هيض كذا في ذيل الحافظ تقى الدين بن فهد على سره في مواضع من تقاييده وسمعتهما منه غير مرة وقال لى انه قالهما لما قرئ عليه كتاب القاموس مذمد مجد الدين في أيامه
* من بعض أبحر علمه القاموسا - ذهبت صحاح الجوهرى كأنها
* سحر المدائن حين ألقى موسى وقد استطرفت أديبة عصرها زينب بنت أحمد بن محمد الحسنية المتوفية بشهارة سنة 1114 إذ كتبت الى السيد موسى بن المتوكل تطلب منه القاموس مولاى موسى بالذى سمك السما
* وبحق من في اليم ألقى موسى - امنن على بعبارة مردودة
* واسمح بفضلك وابعث القاموسا قال شيخنا وقد رد على القول الاول أديب الشام وصوفيه شيخ مشايخنا العلامة عبد الغنى بن اسمعيل الكنانى المقدسي المعروف بابن النابلسي قدس سره كما أسمعنا غير واحد من مشايخنا الاعلام عنه من قال قد بطلت صحاح الجوهرى
* لما گ تى القاموس فهو المفترى - قلت اسمه القاموس وهو البحر ان) يفخر فمعظم فخره بالجوهري ونقل من خط المجد صاحب القاموس قال أنشدنا الفقيه جمال الدين محمد بن الصباحي لنفسه في مدح هذا الكتاب أبيتا أربعة وهى من رام في اللغة العلو السها
* فعليه منها ماحوى قاموسها - مغن عن الكتب النفيسة كلها
* جماع شمل شتيتها ناموسها - فإذا دواوين العلوم تجمعت
* في محفل للدرس فهو عروسها - لله مجد الدين خير مؤلف
* ملك الائمة وافتدته نفوسها


(ولما راأيت اقبال الناس) أي توجه خاطر علماء وقته وغيرهم بالاعتناء الزائد والاهتمام الكثير (على صحاح) الامام أبى نصر اسمعيل بن نصر بن حماد (الجوهرى) نسبة لبيع الجوهر أو لحسن خطه أو غير ذلك الفارابى نسبة الى مدينة ببلاد الترك وسيأتى في فرب كان من أذكياء العالم وكان بخطه يضرب المثل توفى في حدود الاربعمائة على اختلاف في التعيين واختلف في ضبط لفظ الصحاح فالجاري على ألسنة الناس الكسر وينكرون الفتح ورجحه الخطيب التبريزي على الفتح وأقره السيوطي في المزهر ومنهم من يرجح الفتح قال شيخنا والحق صحة الروايتين وثبوتهما من حيث المعنى ولم يرد عن المؤلف في تخصيص أحدهما بالسند الصحيح ما يصار إليه ولا يعدل عنه (وهو) أي الكتاب أو مؤلفه (جدير) أي حقيق وحرى (بذلك) الاقبال قال شيخنا وقد مدحه غير واحد من الافاضل ووصفوا كتابه بالاجادة لالتزامه الصحيح وبسطه الكلام وايراده الشواهد على ذلك ونقله كلام أهل الفن دون تصريف فيه وغير ذلك من المحاسن التى لا تحصى وقد رزقه الله تعالى شهرة فاق بها كل من تقدمه أو تأخر عنه ولم يصل شئ من المصنفات اللغوية في كثرة التداول والاعتماد على ما فيه ما وصل إليه صاحب الصحاح وقد أنشد الامام أبو منصور الثعالبي لابي محمد اسمعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري هذا كتاب الصحاح سيد ما
* صنف قبل الصحاح في الادب - يشمل أبوابه ويجمع ما
* فرق في غيره من الكتب (غير أنه) أي الصحاح قد (فاته) أي ذهب عنه (نصف اللغة) كذا في نسخة مكية وفى الناصرية 2 على ما قيل ثلثا اللغة (أو أكثر) من ذلك أي فهو تام لفوات الكثير من اللغة فيه قال شيخنا وصريح هذا النقل يدل على انه جمع اللغة كلها وأحاط بسرها وهذا أمر متعذر لا يمكن لاحد من الآحاد الا الانبياء عليهم الصلاة والسلام قلت وقد تقدم في أول الكتاب نص الامام الشافعي رضى الله عنه فإذا عرفت ذلك ظهر لك ان ادعاء المصنف حصر الفوت بالنصف أو الثلثين في غير محله لان اللغة ليس ينال الى منتهاها فلا يعرف لها نصف ولا ثلث ثم ان الجوهرى ما ادعى الاحاطة ولا سمى كتابه البحر وال القاموس وانما التزم ان يورد فيه الصحيح عنده فلا يلزمه كل الصحيح والا الصحيح عند غيره ولاغير الصحيح وهو ظاهر اه ثم بين وجه الفوات فقال (اما باهمال) أي ترك (المادة) وهى حروف اللفظ الدال على المعنى والمراد عدم ذكرها بالكلية (أو بترك المعاني الغربية) أي عن كثير من الافهام لعدم تداولها (النادة) أي الشردة النافرة (أردت أن يظهر) أي ينكشف (للناظر) المتأمل (بادئ) منصوب على الظرفية مضاف الى (بدء) أي أول كل شئ قبل الشروع وغيره (فضل كتابي هذا عليه) أي الصحاح (فكتبت بالحمرة المادة) أي اللفظة أو الكلمة (المهملة) أي المتروكة (لديه) أي الصحاح (وفى سائر التراكيب) أي باقيها أو جميعها (تتضح) أي تتبين وتظهر ظهورا واضحا (المزية) الفضيلة والمأثرة (بالتوجه) أي الاقبال وصرف الهمة (إليه) أي كتابه وفى هذا الكلام بيان ان المواد التى تركها الجوهرى رحمه الله وزادها المصنف ميزها بما يعرفها وهى كتابتها بالحمرة لاظهار الفضل السابق ولشيخنا رحمه الله هنا كلام لم نعطف الى بيانه زمام فانه مورث للملام والله سبحانه الملك العلام (ولم اذكر ذلك) اشارة الى ما تقدم من مدح كتابه وذكر مناقبه (اشاعة) أي اذاعة واظهار (للمفاخر) جمع مفخر ومفخرة بالفتح فيهما وبضم الثالث في الثاني لغة مفعل من الفخر ويقال الفخار والافتخار هو المدح بالخصال المحمودة قال شيخنا وجوز البدر القرافى ضبط المفاخر بضم الميم اسم فاعل من فاخره مفاخره وجعله متعلقا بأذكر أي لم أذكر للشخص المفاخر الذى يفاخرنى فأفتخر عليه بالكتاب وهو من البعد بمكان (بل اذاعه) أي نشر أو افشاء (لقول) ابى تمام حبيب بن اوس الطائى (الشاعر) المعروف وهو


لازلت من شكرى في حله
* لابسها ذوسلب فاخر - يقول من تقرع أسماعه
* (كم ترك الاول للآخر وهذا الشطر الاخير جار في الامثال المتداولة والمشهورة حتى قال الجاحظ ما علم الناس سوى قولهم
* كم ترك الاول للآخر ثم ان قوله ولم اذكر ذلك الخ ثبت في نسخة المؤلف كما صرح به المحب ابن الشحنة وأثبته البدر القرافى ايضا وشرح عليه المناوى وابن عبد الرحيم وغير واحد وسقط من كثير من النسخ اه مرتضى وهو كلام شيخه فكان عليه عزوه إليه ليبرأ من الرد عليه بما قاله قبل في شأن شرح المناوى انه سمع به ولم تصل يده إليه قال وكم وجهت رائد الطلب إليه ولم أوقف الى الآن عليه (وانت ايها اليلمع) كأنه مضارع من لمع البرق زيدت عليه أل ومعناه الذى يلمع ويتوقد ذكاء ويتفطن للامور فلا يخطئ منها والمعروف فيه اليلمعين بالياء المشددة الدالة على المبالغة كالالمعي بالهمزة واما اليلمع فهو البرق الخلب وبمعنى الكذاب وكلاهما غير مناسب (العروف) كصبور مبالغة في العارف أي ذو المعرفة التامة (المعمع) هو الصبر على الامور ومزاولته وهو على تقدير مضاف أي ذو المعمع (اليفوف) كيعفور الحديد القلب ويطلق على الجبان ايضا وليس بمراد هنا (إذا تأملت) أي أمعنت فيه الفكر وتدبرته حق التدبير (صنيعى هذا) مصدر كالصنع بالضم بمعنى المصنوع أي الذى صنعته وهو الكتاب المسمى بالقاموس (وجدته) أي الصنيع (مشتملا) أي منضما (على فرائد) جمع فريدة وهى الجوهرة النفيسة أو الشذرة من الذهب والقطعة التى تفصل بين الجواهر في القلائد كما سيأتي (أثيرة) أي جليلة لها أثرة وخصوصية تمتاز بها أو أن هذه الفرائد متلقاة من قرن بعد قرن (وفوائد) جمع فائدة وهى ما استفدته من علم أو مال (كثيرة) وفى الفقرة كاختها السابقة حسن ترصيع والالتزام (من حسن الاختصار) وهو حذف الفضول وازالتها والاتيان بالكلام مستوفى المعاني والاغراض (وتقريب العبارة) 3 أي ادنائها وترسيلها الى الافهام بحسن البيان (وتهذيب الكلام) أي تنقيحه واصلاحه وازالة زوائده (وايراد المعاني الكثيرة في الالفاظ اليسيرة) أي القليلة (ومن أحسن ما اختص به) وتميز عن غيره وانفرد (هذا الكتاب) أي القاموس (تخليص الواو من الياء) الحرفان المفردان أي تميزها منها (وذلك) أي التخليص (قسم) أي نوع من التصرفات الصرفية واللغوية (يسم) من وسم إذا جعل له سمة وهى العلامة (المصنفين) هم أئمة الفن الكبار (بالعى) وهو بالفتح العجز والتعب وعدم اطاقته ويستعمل بمعنى عدم الاهتداء لوجه المراد وبالكسر الحصر والعجز في النطق خاصة (والاعياء) الكلال مصدر أعياء رباعيا إذا تعب قال شيخنا وبعضهم يقول العى من الثلاثي العجز المعنوي والاعياء الرباعي العجز الجسماني والمعنى ان هذا النوع في التصرف اللغوى والصرفى مما يوجب للهمرة في الفن العجز وعدم القدرة حسا ومعنى لما فيه من الصعوبة البالغة والتوقف على الاحاطة التامة والاستقراء التام بل يتوقف ادراكها على اطلاع عظيم وعلم صحيح (ومنها) أي من محاسن كتابه الدالة على حسن اختصاره (انى لاأذكر ما جاء من جمع فاعل) الذى هو اسم فاعل (المعتل العين) الذى عينه حرف علة ياء أو واو (على فعلة) محركة في حال من الاحوال (الا أن يصح) أي يعامل (موضع العين منه) أي من الجمع معاملة الصحيح بحيث يتحرك ولا يعل (كجولة) بالجيم من جال جولانا (وخولة) جمع خائل وهو المستكبر فانهما لما حركت العين منهما ألحقا بالصحيح وان كانت في الاصل معتلة فانها تعل أي لم يدخلها اعلال وعبارة المناوى (ومنها) أي مما اختص به القاموس وبالحيقة ليس خاصا فقد ذكره في المحكم وتبجح به وتبعه غيره (انى الا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتل العين على فعلة الا ان يصح موضع العين منه كجولة وخولة) فيه


تقديم وتأخير والاصل الا أذكر ما جاء على وزن فعلة مفتوح العين إذا كانت عينه حرف علة كجولة وخولة ونحوهما وانما أذكر ما جاء صحيح العين كدرجة وخرجة (وأما ما جاء منه معتلا كباعة وسادة فلا أذكره لا طراده) أي لمشابة بعضه بعضا انتهت (ومن بديع اختصاره) أي مما تفرد به عن نظائره وفيه معنى التعجب ومنه قوله تعالى ما كنت بدعا منالرسل أي ما أنا بأول من جاء بالوحى (وحسن ترصيع تقاصره) أي تحلية قلائده وتزينها والترصيع التركيب على وجه يورث الزينة والترصيع التحلية يقال هذا سيف مرصع أي محل بالجواهر قال الزمخشري رصع التاج حلاه بكواكب الحلية وما إملح حلية سيفك وسرجك ورصائعها اه والترصيع أيضا أن تكون الالفاظ مستوية الاوزان مستقيمة الاعجاز كقوله ان الينا ايابهمثم علينا حسابهم والتقصار والتقصارة بالكسر القلادة وتقلدت بالتقصار بالمخنقة على قدل ألحقتها (المؤنث بقولى وهى بهاء ولا أعيد الصيغة) وذلك من بديع الاختصار غالبا لكن قد يتفق أن اعادة الصيغة تكون أخصر وأبين وأوضح كما سيلقاك كثير أو الصيغة العمل والقدير وهذا صوغ هذا إذا كان على قدره وصيغة القول كذا أي مقاله وصورته على التشبيه بالعمل والتقدير (وإذا ذكرت المصدر مطلقا) عند التقييد (أو) الفعل (الماضي بدون) الفعل (الآتى) أي المضارع (والا مانع) من ذكره كعدم تصرف الفعل مثلا أو غير ذلك مما يأتي (فالفعل على مثال كتب) أي يكون مضارعه مضموم العين كيكتب (وإذا ذكرت آتيه) أي مضلرعه (بلاتقييد) لحركة عينه (فهو) مكسور العين (على مثال ضرب) يضرب أما إذا كان ثم مانع من الضم وذلك في أربعة مواضع إذا كان فاؤه واوا كوعد يعد أو عينه ياء كباع يبيع أو لامه ياء كرمى يرمى أو كان لزما مضاعفا كحن يحن فيكون المضارع مكسورا أي غالبا فإذا ترجم بالمصدر أو بالماضي فقط وكان منها فهو بالكسر كقوله في باب الهمزة الفئ ما كان شمسيا فنسخه الظل فهو وان ترجم له بمصدر ليس من باب كتب لوجود مانع الضم وهو كون عينه ياء وكقوله في باب الباء الوثب الطفر فترجم بمصدر وليس من كتب لكون فائه واوا وقس عليه (على) للاستدراك والاضراب هنا (أنى ذاهب) أي ماض قال الراغب ويستعمل الذهاب في الاعيان والمعنى ومنه انى ذاهب الى ربى (الى) التخيير فيه بين الضم والكسر فيما عدى ما اشتهر بأحدهما عملا بمثل (ما قال أبو زيد) أحمد بن سهل البلخى ولد بقرية من قرى بلخ ونشأ بها معلما للصبيان كابيه ثم دعته نفسه الى دخول العراق فتوجه راجلا وجثا بين يدى علمائه واقتبس العلوم واكتسب وطوف البلدان ولقى الكبار والاعيان وحصل علوما جمة حتى صار له في علوم الادب الباع الوساع وفى علوم الحكماء الذهن الثابت الوقاد وبسطة الذراع وتعمق في الفلسفة حتى رمى بالالحاد وهجم على أسرار علم النجوم والهيئة وبرز في علم الطبائع والطب وتوغل في الاصول وجد واجتهد حتى قاده ذلك الى الحيرة ونزل عن النهج الاوضح فتارة كان يطلب الامام واخرى يسند الامر الى النجوم والاحكام ثم لما كتبه الله في الازل من السعداء وحكم بانه لا يترك سدى بصره أرشد الطريق وهداه الى أقوم السبل فاستمسك بعروة من الدين وثيقة وثبت على أقوام طريقة واوضح حقيقة فاختطفته يد المنون وهو بالشهادة ناطق واليى دين الاسلام يسابق سنة 322 (إذا جاوزت المشاهير من الافعال) جمع فعل الذى هو قسيم الاسم والحرف (التى يأتي ماضيها على فعل) بفتح العين (فأنت في المستقبل) أي الفعل المستقبل (بالخيار) بالكسر الاسم من الاختيار (ان شئت قلت بفعل بضم العين وان شئت قلت بفعل بكسرها) قال أبو حيان في سورة الفرقان الفعل المعتدى الصحيح جميع حروفه إذ لم يكن للمبالغة ولا حلقى عين ولا لام فانه جاء على يفعل ويفعل كثيرا فان اشتهر احد الاستعمالين اتبع والا فالخيار حتى ان بعض أصحابنا خير فيهما سمعاأم لا وفى


نسخ زيادة (وكل كلمة عريتها عن الضبط) أي لم اتعرض لضبطها يقال عرى الرجل من ثيابه يعرى عريا فهو عار وفرس عرى لاسرج عليه واصل الضبط القيام بالامر ضبطته إذا قمت بأمره قياما تاما لا نقص فيه (فانها بالفتح لا ما اشتهر بخلافه اشتهارا رافعا للنزاع من البين) وهذا آخر الزيادة (وما سوى ذلك فأقيده بصريح الكلام غير مقتنع) أي غير مجتز ومكتف (بتوشيح القلام) أي الضبظ بالقلم والتقييد جعل القيد في الرجلين ثم استعملوه في تقييد الالفاظ بما يمنع الاختلاط ويزيل الالتباس قال الزمخشزى ومن المجاز قيد الكتاب وكتاب مقيد مشكول والصريح مالايفتقر الى اضمار ولا تأويل كذا في المصباح وقال ابن الكمال اسم لكلام مكشوف المراد بسبب كثيرة الاستعمال حقيقة كان أو مجازا والقناعة الرضا وعدمها عدمه والتوشيح تعليق الوشاح وهو شئ ينسج من نحو أديم أو حرير ويرصع شبه قلادة يلبسه النساء قال الزمخشري ومن المجاز توشح بثيابه وبجاده وخرج متوشحا به وظبية موشحة في جنبيها ضربان مسكيتان والقلام بكسر القاف ككتاب جمع قلم بالتحريك سمى قلما لانه يقلم أي يبرا وكل ما قطعت منه شيأ بعد شئ فقد قلمته قالوا ولا يسمى قلما الا بعد البرى وقبله قصبة قال بعضهم وليس ذا من المؤلف مبالغة في الدعوى بل بحق مناوى اه (مكتفبا) من الكفاية وهى ما فيه سد الخلة وبلوغ المراد من الشئ (بكتابة ع د ة ج م عن قولى موضع) هو بالكسر والفتح لغة مكان الوضع (وبلد) يذكر ويؤنث ويطلق على محل من الارض عامرا كان أو خلا قال تعالى الى بلد ميت أي ارض لانبات فيها ولا مرعى لكن الظاهر ان مراده هنا المعمور (وقرية) قى الضيعة وقيل كل مكان اتصلت به ابنية واتخذ قرارا قال في كفاية المحتفظ ويقع على المدن وغيرها ووقوعه عليها ليس بمراد المؤلف وان كان واقعا (والجمع ومعروف) أي معلوم عند الناس لا يشتبه ولا يلتبس يقال عرفته عرفة بالكسر وعرفانا علمته بحاسة من الحواس والمعرفة اسم فاسد وهذا لف ونشر مرتب (فتلخص) أي فسبب ذلك تلخص هذا الكتاب (وكل غث) كلام فاسد أوكل مالا يليق قال الزمخشري تقول كلامكم غث وسلاحكم رث وانكم قوم غثتة وأغث فلان في كلامه تكلم بما لاخير فيه وفلان لا يغث عليه شئ أي لا يمتنع (ان شاء الله تعال يعنه مصروف) متروك مزال مخلى سبيله مصدر صرفته وقال ابن الكمال الصرف أنفقته ولم أمسكه وصرف الله عنك السوء وحفظك من ريب الزمان وصرفه وقال ابن الكمال الصرف الدفع والرد ومنه قيل لكل خالصمن ظوائب الكدر صرف لانه صرف عن الخلط ومما نظم في بيان رموزه قوله وما فيه من مرموز حرف فخمسة
* فميم لمعروف وعين لموضع - وجيم لجمع ثم هاء لقرية
* وللبلد الدال التى أهملت فع ولم أقف على قائليهما وقفت على شرح على لديباجة لبعض أهل العصر ذكر فيه أنهما يعزيان الى المؤلف وعبارته قد نقل عن المصنف بيتان ضابطان لرموزه ثم ذكرهما (ثم انى نهيت فيه) التنبيه التفطن والاشعار وقال ابن الكمال التنبيه اعلام ما في ضمير المتكلم للمخاطب (على أشياء) جمع شئ وهو لغة عبارة عن كل موجود حسا كلاجسام أو حكما كالاقوال وقال سيبويه هو ما يصح ان يعلم به ويخبر عنه (ركب الجوهرى رحمه الله فيها) في الصحاح (خلاف الصواب) أي امتطى الخطا وأصل الركوب حقيقة في الاجسام ثم استعير للمعانى فقالوا ركبته الديون وارتكبته إذا كثر أخذه لها ويسند الفعل إليه أيضا فيقال ركبني الدين وارتكبنى وركب الشخص رأسه إذا مضى على غير قصد ومنه راكب لتعاسيف قال الزمخشري ومن المجاز ركب ذنبا وارتكبه وركبه بالمكروه وارتكبه قال ابن عبدوس النيسابوري الصحاح أحسن ما صنف في كتب اللغة والادب مع تصحيف فيه في عدة مواضع أخذها عليه المحققون وتتبعها العالمون ومن الذى ما ساء قط
* ومن له الحسنى فقط


فانه رحمه الله غلط وأصاب وأخطأ المرمى وأصاب كسائر العلماء الذين تقدموه وتأخروا عنه فانى لاأعلم في الدنيا كتابا سلم الى مؤلفه فيه ولم يتعقبه بالتتبع من يليه وذكر المجاشعى في الشجرة ان الجوهرى لما ألقى نفسه فمات بقى الكتاب مسودة غير منقح ولا مبيض فبيضه تلميذه أبو اسحق الوراق بعد موته فغلط فيه في عدة مواضع غلطا فاحشا وفى ضالة الاديب من الصحاح والتهذيب سألت الامام الميداني عن الخلل الواقع في الصحاح فقال انه قرئ عليه الى باب الضاد فحسب وبقى أكثر الكتاب على سواده ولم يقدر له تنقيحه ولاتهذيبه قال ومن زعم انه سمع من الجوهرى شيأ من الكتاب زيادة على باب الضاد فقد كذب قال ورأيت نسخة السماع وعليها خطه الى باب الضاد وهى الآن موجودة في بلادنا قال في يتيمة الدهر وتلك النسخة بيعت بمائة دينار بنيسابور ثم حملت الى جرجان وتعقب ذلك ياقوت بأن في كلام الحسن النيسابوري اللغوى ما يقتضى انه بيضه كله اه ونبهت على ذلك حال كونى (غير طاعن) أي غير قادح (فيه) يقال طعنت فيه بالقول وطعنت عليه من باب قتل ومن باب نفع لغة قدحت وعبت ومنه هو طعان في أعراض الناس وقال الراغب أصل الطعن الضرب بالرمح ونحوه ثم استعير للوقيعة وقال الزمخشري من المجاز طعن فيه وعليه وهو طعان في اعراض الناس (ولاقاصد بذلك تنديدا له) أي اظهار عيب عليه والتنديد التصريح بالعيوب كما يسجئ (وازراء) أي تحقيرا (عليه وغضا) تنقيصا (منه) يقال غض من فالن غضا وغضاضة تنقصه ولحقه من هذا غضاضة أي نقص وعيب وعليك في هذا الامر غضاضة فالاتفعله (بل اسيضاحا للصواب) أي طلبا لوضوحه أي ظهوره (واستر باحا للثواب) أي ابتعاء له منه تعالى باظهار الحق والاسترباح ابتغاء الربح والثواب الجزاء أو ما يرفع للانسان من خير عمله (وتحرزا) تحفظا يقال احترز من كذا وتحرز تحفظ وأحرزوا أنفسكم (وحذارا) أي خوفا يقال حذر الشئ إذا خافه فالشئ محذور أي مخوف قال الزمخشري ومن الكنابة رجل حذر وحذر أي متيقظ محترز وحاذر مستعد (من أن ينمى) أي ينسب (الى) يقال نميته الى أبيه نسبته وانتمى إليه انتسب قال الزمخشري ومن المجاز نميت الحديث الى فالن رفعته وأسندته ونمى إليه الحديث ونميت الحديث بلغته على جهة الافساد وفالن ينمى أحاديث الناس (التصحيف) التغيير والتبديل في الكلام قالوا والتصحيف تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى المراد من الوضع وأصله الخطأ يقال صحفه فتصحف أي غيره فتغير حتى التبس واشتبه وهو لحالة مصحف وقال الراغب التصحيف قراءة الشئ على غير ما هو لاشتباه حروفه (أو يعزى) ينسب يقال عزوته إليه وهذا الحديث يعزى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها الزمخشري (الى الغلط) الخطأ غلط في منطقه غلطا أخطأ وجه الصواب وغلطته أنا قلت له غلطت أونسبته الى الغلط (والتحريف) والتغيير العدول بالكلام الى خلاف جهة الصواب يقال حرفت الشئ عن وجهة غيرته وانحرف عن كذا مال وتحريف الكلام أن يعدل به عن وجهة ومنه يحرفون الكلم عن مواضعه وقوله لا متحرفا لقتال أي مائلا إليه (على انى لو رميت) قصدت وطلبت (للنضال) ككتاب أي للترامي بشريق المغالبة يقال ناضلته راميته فنضلته غلبته في الرمى وتناضلوا يفتخرون (ايتار القوس) شد وترها (لأنشدت) في مقام التفاخر والمباهاة ولادعاء وانشاد الشعر قراءته (بيتى الطائى) تثنية بيت وهو من الشعر ما يشتمل على أجزاء معلومة وتسمى أجزاء البيت في عمارته على نوع خاص والطائي نسبة الس طى القبيلة المشهورة (حبيب بن أوس) وهو أبو تمام وقد مرا (ولم أخش ما يلحق المزكى نفسه)


أي الذى ينسبها الى الصلاح ويدعيه لها يقال زكا الزرع يزكو إذا صلح وزكيته بالتثقيل نسبته الى الزكاء وهو الصلاح (من المعرة) المساءة والفضيحة وهذا أولى من تفسيره هنا بالاثم وان كان يقال عليه قال ابن فارس وغيره المعرة المساءة والاثم وعرة يعره لطخه به والعرة الفضيحة والقذر وقال الراغب تستعا المعرة للمضرة تشبيها بالعر الذى هو الجرب (والدمان) الدمان بفتح الدال القبح أي القباحة اللاحقة لى مما أجمع على ذمه وهو تزكية النفس فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بم اتقى قيل لبعض الحكماء مالذى لا يحسن وان حقا قال مدح الرجل نفسه وان كان محقا (لتمثلت) لأنشدت والتمثيل انشاد البيت بعد البيت (بقول أحمد بن سليمان) أبى العلاء المعرى الامام اللغوى الاصولي النحوي لشاعر أحد أذكياء العالم الواصل علم شهرته الى العيوق وسليمان اسم جده واسم أبيه عبد الله (أديب معره النعمان) بفتح النون بلد معروف من بالد الشام حيث قال وانى وان كنت الأخير زمانه
* لآت بما لم تستطعه الاوائل ولد أبو العلاء المعرى سنة 363 وأصابه الجدرى وهو ابن أربع سنين فعمى ونشأ ببلده المعرة ثم رحل الى بغداد ليقيم بها فأقام بها نحو سنتين ولم تطب له فرجع الى بلده فلزمها الى أن مات في عشر التسعين وكان غزير بن الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في الفهم بليغ الشعر جزل الكلام وشهرته تغنى عن ترجمته وفضله ينطق بسجيته وهو من بيت فضل وعلم وحكم ومن تقدمه من أهله ومن تأخر عنه من ولد أبيه ونسله ما بين عالم وقاض وشاعر مفوه ولما عاد الى لبلده لزم بيته فلم يخرج منه مطلقا وسمى نفسه رهين المحبسين وكان يلعب بالشطرنج والنرد ويدخل في كل فن ويقول أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيرى على البصر وقد طال اختلاف الناس فيه فمن قائل هو زاهد عابد متقلل يأخذ نفسه بالرياضة والصوم والخشونه والقناعة بالقليل والاعراض عن أعراض الدنيا ومن قائل هو زنديق يذهب الى رأى البراهمة ولايرى افساد الصورة ولا يؤمن بالرسل والبعث وأقام خمسا وأربعين سنة لا يأكل لحما ولا ما خرج من حيوان ومرض فقال الطبيب ان لم يأكل اللحم هلك فأتى بفروج فصاح فاستدعاه ولمسه بيده فوحده يرعد فقال استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الاسد فلم يمكن من ذبحه حتى مات وقد كثرت تصانيف الناس فيه ما بين منتصف ومكفر وله تصانيف عد بعضهم منها نحو سبعين (ولكن أقول كما قال) الامام اللغوى النحوي (أبو العباس) محمد بن يزيد الثمالى الملقب (المبرد) قال الازهرى أجمع أهل هذه الصناعة على انه لم يكن في زمنه مثله ومثل ثعلب وكان المبرد أعذب الرجلين كلاما وأحفظهما للشعر والنوادر الظريفة والاخبار الفصيحة واعلمهما بمذاهب النحاة البصريين (في) كتابه (الكامل) وهواسم طابق مسماه قال المنذرى اختلفت الى أبى العباس المبرد أشهر وأنحيت عليه أجزاء من كتابه الكامل وما بلغت من سماعها على شئ فلم يأذن لى في عرض حكاية واحدة لم يقع عليها الشرط مات في حدود المائتين (وهو القائل المحق) أي المستوجب للحكم على قوله بأنه حق يقال استحق فلان الامر استوجبه وأحق بالالف قال حقا وأظهر وادعاه فوجب له فهو محق (ليس لقدم العهد يفضل الفائل) أي ليس الشأن تفضيل الفائل وهو بالفاء أي المخطئ لقدم العهد أي لطول زمانه وكونه شيخا كبيرا كذا قرره بعض الشارحين وقال الزمخشري رجل فائل الرأى وقال الرأى وقد فال رأيه وتفيل وقد فيلت رأيه وما كنت أحب أن أرى في رأيك فيالة فيولة وتقول قد فال فال رأيك يامن رأيه الفال (ولا لحدثانه يهتضم المصيب) أي ولا يظلم المصيب لحدثانه أي لكونه شابا صغيرا وهو بكسر الحاء وسكون الدال يقال حدثان الامر لأوله وكان ذلك في حدثان أمره والاهتضام الظلم يقال هضمه هضما دفعه عن موضعه فانهضم قال الزمخشري ومن المجاز هضمه حقه نقصه وهضمه


تركه وهضمه واهتضمه وتهضمه ظلمه وتهضمت نفسي رضيت بدون النصفة ولحقه في هذا هضمه ظلم (ولكن يعطى كل ما يستحق) أي يستوجب بحيث لا يميل عن قانون العدالة المحمودة الى أحد الطرفين المذمومين (واختصصت كتاب الجوهرى) أي اخترت لنفسي المشى على طريق صحاح الجوهرى ومتابعة نصوصه وقوانينه (من بين) جميع (الكتب اللغوية) على تكثيرها فأوردت كتابي على منواله هذا ما قرره غير واحد هنا والذى يظهر ان المراد من فحواه انه خص كتاب الجوهرى بالاعتراض عليه وبيان الاوهام الواقعة فيه وان كان ما وقع فيه وقع لم قبله أو بعده أو معه أو وقع له ما هو أفحش منه فلا يعترض لغيره بل يخصه بالملام لكون كتابه مرجع الخاص والعام كما يدل على ذلك قوله (مع ما في غالبها من الاوهام) جمع وهم وهو الغلط (الواضحة) أي الظاهرة (والاغلاط الفاضحة) من فضح وهو كشف العيوب والفضيحة العيب وفضحته كشفته (لتداوله) بين الناس أي لدورانه بينهم وتنقله في أيديهم يقال تداول القوم الشئ إذا حصل في يد هذا تارة وفى يد هذا أخرى ودالت الايام تدول مثل دارت تدور ورنا ومعنى (واشتهاره) عندهم بخصوصه) أي دون بقية كتب اللغة على جمومها وكثرة وجودها ما بين مختصر ومطول (واعتماد المدرسين على نقوله) جمع نقل مصدر مقلته نقلا حولته من موضع الى موضع وانتقل تحول والمراد هنا ما ينقله عن استعمال العرب (ونصوصه) جمع نص من نص الشئ رفعه وسمى به لانه مرفوع الرتبة على غيره فكان التنبيه على ما وقع فيه من السقطات والاوهام أهم لكونه مظنة وقوع الاعلام فيه لاقتصارهم في تعويلهم واعتمادهم عليه ورجوعهم فيما يحتاجونه من اللغة في فنونهم إليه وذلك أهم من التصدى لتعقب غيره فيما كان وقع فيه من الخطا والخلل وان كان أفحش لعدم تداول الناس له وعدم اعتمادهم عليه فان هاتيك الكتب المهجورة لا يراجعها المدرسون من الفقهاء والمفسرون والمحدثون غالبا وانما يراجعها علماء اللغة والواحد منهم إذ وقف على هفوة أو كبوة أدركها ببادئ الأى لكونه فنه الذى مارسه وأفنى زمنه وأما غيرهم فلا يراجع الا لعروض حاجة إليه في فنه وهم قد اكتفوا في ذلك بالصحاح (وهذه اللغة الشريفة) قال السيد مرتضى من هنا قوله. كتابي هذاا ساقط من بعض النسخ وهو ثابت عندنا (لم تزل ترفع العقيرة) أي الصوت مطلقا أو خاصة بالغناء (غريدة) من غرد الطائر تغريدا رفع صوته وطرب به (بانها) البان شجر معروف أي لم تزل حمامة أشجارها المغردة ترفع صوتها بالغناء (وتصوغ) أي تهئ وتصلح (ذات طوقها) قال شيخنا ولا يخفى ما في حذف المشبه وذمر بعض أنواع المشبه به كالغريدة وذات الطوق من الاستعارة بالكناية والتخلية والترشيح وقد يدعى اثبات المشبه أولا حيث صرح باللغة الشريفة فتكون الاستعارة تصريحية وفيه الجناس المحرف الناقص وايراد المثل وغير ذلك (وان دارت الدوائر) أي أحاطت النوائب والحوادث وقوله (وأخنت) أي أهلكت واستولت (على نضارة) بفتح النون النعمة وحسن المنظر وقوله (تذويها) أي تجففها (حتى لالها اليوم دارس) أي قارئ ومشتغل (سوى الطلل) محركة ما شخص من آثار الدار (في المدارس) جمع مدرسة لموضع الدراسة و (الصدى) الصوت الذى يسمع من أركان السقوف والباب إذا وقع صياح في جوانبها (أعلامها) علاماتها (الدوارس) التى درست وعفت وكأن هذا مبالغة في الاعراض عن العلم وطلبه (لم يتصوح) أي لم يتشقق ولم يجف (في عصف) أي هب (تلك البوارح) أي الرياح الشديدة الحارة والمراد بها تلك الحوادث كما ان المراد بقوله (نبت تلك الاباطح) اللغة وأهلها على وجه الاستعارة التخييلية والمكنية والترشيحية (ولم تستلب) أي لم تختلس وتنتزع (الاعواد المورقة عن آخرها) أي الاغصان التى نبت عليها ورقها (وان أذوت) أي أيبست حركات (الليالى غرسا) جمع غرس أو مفرد بمعنى المغرس (ولا تتساقط عن عذبات) جمع عذبة محركة وهى الطرف وعذبة


الشجرة عصنها (أفنان) جمع فنن وهو الغصن (ثمار اللسان) أي اللغة (مااتقت) تحفظت (مصادمة) مدافعة (هوج) بالضم جمع هوجاء وهى الريح التى تقلع البيوت والاشجار (الزعازع) جمع زعزع والمراد بها الشدائد (ولا ينشأ) أي لا يبغض (الامن اهتاف به) افتعل من الهيف أي رماه (ريح الشقاء) أي الشدة والعسر واستعار للشقاء ريح الهيف لما بيهما من كمال المناسبة في الفساد (الامن اعتاض) أي استبدل الريح (السافية) التى تحمل التراب وتسفيه أي تلقيه على وجهه واذره على عينه (من الشجواء) هي البئر الواسعة الكثيرة الماء (أفادتها ميامن) أي أعطتها بركات (أنفاس المستجن) أي المستتر والمراد به المقبور (بطيبة طيبا) أي لذاذة وعطرا (فشدت) أي غنت (بها) أي اللغة حمامة (أيكية) نسبة الى الايكة وهى الغيضة لانها تأوى إليها كثيرا (رطيبا) أي رخصا ناعما وهو حال من الفنن (يتداولها) أي يتناولها (ما ثنت) أي عطفت وامالت (الشمال) ريح تهب من الشام (معاطف غصن) المراد ما يكون عليه وهو القامة والجوانب تشبيها لذلك بالمعطف كمنبر وهو الرداء (ومرت) أي درت (الجنوب) الريح اليمانية لبن (لقحة) بكسر اللام ناقة ذات لبن (مزن) بضم فسكون هو السحاب شبه الاغصان بالقدود والمزن باللقاح من الابل والجنوب بصاحب ابل يمر بها ليستخرج درها (استظلالا بدولة) أي دخولا تحت ظل دولة (على شجرة الخلد) أي على نيلها (وملك لا يبلى) أي سلطنة لا يلحقها بلاء ولا فناء (وكيف لا) تكون هذه اللغة الشريفة بهذه الاوصاف المذكورة منسوبة الى النبي صلى اله عليه وسلم باقية ببقاء شريعته (و) الحال ان (الفصاحة ارج) محركة أي طيب (بغير ثنائه لايعبق) أي لا يفوح ولا ينتشر (والسعادة صب) أي عاشق متابع (سوى تراب بابه لا يعشق) لا يخفى ما في الفقرتين من انواع المجاز (من واديك) أي من مجلسك (تأرجحت) أي توهجت (من قميص الصبح أردان) أي اكمام جعل الصبح كأنه شخص وما ينتشر عنه من اضوائه وانواره عند صدوع الفجر كأنه ثياب يلبسها وجعل الثياب قميصا له اكمام متفرقة وقيد بالصبح لان روائح الازهار والرياض تفوح غالبا مع الصبح والبيت من البسيط وفيه الاستعارة المكنية والتخييلية والترشيح وقوة الانسجام (وماأجدر) أي احق (هذا اللسان) اللغة (وهو حبيب النفس وعشق الطبع) أي محبوبه ومعشوقه أي حبه طبيعة للاذواق السليمة (وسمير) أي مسامر ومحادث (ضمير) أي خاطر وقلب (الجمع) أي الجماعات المجتمعة لمنادمة والمسامرة بأنواع الملح وذلك لما فيه من الغرائب (وقد وقف على ثنية الوداع) اشارة الى أنها قد أزمعت على الترحال ولم يبق منها الامايعد توديعا بين الرجال وفى الفقرة الاستعارة المكنية والتخييلية والترشيح (وهم قبلى مزنه) أي قصد غيثه المنسوب للقبلة أي ناحية الكعبة المشرفة (بالاقلاع) أي بالكف والارتفاع وخص القبلى لان شأنه الانصباب (بأن يعتنق) متعلق بأجدر (لدى التوديع) أي عند موادعة بعضهم بعضا (حماطة) بالفتح والمهملتين صميم (جلجلانهم) بالضم أي حبة قلبهم (وفاح) أي انتشر (من زهر) أي نور (تلك الخمائل) جمع خميلة (وان أخطأ صوب) أي قصد (الغيوث الهواطل) الغزيرة المتتابعة العظيمة القطر (ماتتولع به) نستنشقه (الارواح لا الرياح) فيه المبالغة وجناس الاشتقاق (وتزهي) أي تتكبر وتتبختر (ويطلع طلعة) يظهر ثمره (البشر لا الشجر) فانه جامد وفى الفقرة جناس الاشتقاق والتلميح لحديث ابن عمر ان من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وانها لمثل المؤمن أخبروني ماهى فوقع الناس في أشجار البوادى فقال ألا وهى النخلة (ويجلوه المنطق السحار) أي أي يظهره ويكشف عن حقيقته الكلام الذى يسحر السامعين لانه بمنزلة السحر الحلال (لا الاسحار) جمع سحر وهو الوقت الذى يكون قبل طلوع الفجر وخص لتوجه القرائح السالية فيه للمنثور من غرائب


العلوم والمنظوم (ويترفع) أي يتعلى (احتملت) من حمله واحتمله (إذا رفعه (فروع الآس) أي أغصانه (رجل جعدها) أي سرح وأصلح شعرها المتجعد (ماشطة الصبا) أي ريح الصبا التى هي لفروع شجرة الآس عند هبوبها عليه وتسريحه اياها بمنزلة الماشطة التى ترجل شعر النساء وتصلح من حالهن (ومن حسن بيانهم) هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير (ما استلب) أي اختلس (فقلق اضطرابا) أي تحرك من أجل الاضطراب أو مفعول مطلق (ولله) يوتى بها عند ارادة التفخيم والتهويل واظهار العجز عن القيام بواجب من يذكر فيضيفه المتكلم الى الله تعالى (صبابة) بضم الصاد أي بقية (من الخلفاء الحنفاء) جمع حنيف والمراد به الكامل السلام الناسك المائل الى الدين (الذين تقبلوا في أعطاف الفضل وأعجبوا بالمنطق الفصل) فيه جناس التصحيف (وتفكهوا) أي تنعموا (بثمار الادب الغض) أي الناعم الطرى (وأولعوا بأبكار المعاني) أي المعاني المبتكرة (ولع المفترع المفتض) من افتراغ البكر وافتضاضها إذا أزال بكارتها بالجماع وبين تفكهوا وتقلبوا وأعجبوا وأولعوا مقالبة وفى التقلب والتفكه والثمار والابكار مجازات (شمل القوم) أي عم أهل اللغة (اصطناعهم) معروفهم وحسن صنيعهم (وطربت) أي فرحت ونشطت وارتاحت (لكلمهم الغر) أي الواضحة البينة (أسماعهم) أي آذان الخلفاء (بل أنعش) أي رفع وأقال (الجدود) جمع جد وهو الحظ والبخت (العواثر) جمع عاثر من عثر إذا سقط وكبا وعثر جد تعس (ألطافهم) أي ملاطفتهم ورفقهم (واهتزت لاكتساء حلل الحمد أعطافهم) جمع عطف بالكسر الجانب والمراد ذاتهم وفى الفقرة الالتزام والاستعارة المكنية (راموا تخليد الذكر) أي أبقاءه على وجه الدوام (بالانعام على الاعلام) أي بالاحسان على علماء الادب واللغة وقوله (وأرادوا الخ) اشارة الى ان من دام ذكره لم ينتقص عمره وقال أخو العلم حى خالد بعد موته
* وأوصاله تحت التراب رميم - وذو الجهل ميت وهو يمشى على الثرى
* يعد من الاحياء وهو عديم وقال آخر وإذا الكريم مضى وولى عمره
* كفل الثناء له بعمر ثان (طواهم الدهر) أي افناهم وصيرهم كالثوب الذى يطوى بعد نشره (ولاعن حريمها) أي عن اعلام العلوم والحريم في الاصل ما حول نحو البيت من الحقوق والمنافع (الذى هتكته الليالى) أي شقته دوائر الليالى (مدافع) أي مارم وناصر وفى الفقرة الالتزام والمجاز العقلي أو الاستعارة المكنية وجناس الاشتقاق والمكنية في تشبيه الحريم بشئ له ستارة والترشيح في اثبات الهتك (رغم الشامتون في العلم) المراد بالزعم القول المظنون أو الكذب (حتوفهم) جمع حتف وهو الهلاك وفى الفقرة المجاز والترصيع والالتزام (فطلع صبح النجح) أي الظفر والفوز (من آفاق) أي جهات (وتباشرت ارباب) أي سرت اصحاب (تلك السلع) جمع سلعة بمعنى البضاعة (بنفاق) أي رواج (الاسواق) وعمارتها وفيه نوع من صناعة الترصيع وغيره من مجازات واستعارات (وناهض) أي قاوم (لتنفيذ) أي امضاء واجراء (مالك رق العلوم) أي المستولي عليها كاستيلاء المالك على ذى الرق فاعل ناهض وفيه استعارة وجناس اشتقاق وحسن تخلص لذكر الممدوح وهذه الفقر من قوله لم تزل ترفع غريدة بانها الى هنا كلها عبارة شرف ايوان البيان المسلوف (رد الغرار) بكسر الغين المعجمة أي النوم (الى الجفان) جمع جفن العين ويطلق على غمد السيف وفيه اشارة الى الامان والراحة التى ينشأ عنها النوم يعنى اشهار سيوف العدل كان سببا في ذلك وفيه التأكيد والايهام والمقابلة والاستعارة (مقرط) أي محلى (ممهد الدين ومؤيده) أي مسهله ومقويه في قيامه بأموره وما يصلحه وفيهما تلميح الى ألقاب جد الممدوح الملك


المؤيد ممهد الدين داود بن على كما سيأتي (مسدد الملك) أي مقويه ومنطم ما اختل منه (ومشيده) أي رافعه وفى الفقرتين الترصيع والالتزام والمبالغة (من في وجهه مقباس نور وأى مقباس) أي مقباس عظيم وفى ذكر النور والاحتراس. دفع الايهام لان المقباس هو شعلة نار (بدر محيا وجهه الاسنى) أي حر وجهه الاضوأ أو الا رفع الذى هو كالبدر (لنا مغن) أي كاف (والنبراس) بالكسر المصباح وفيه المبالغة (من اسره) بالضم أي رهط وفى قوله (وجلت فاعتلت) أي ارتفعت (عن ان يقاس علاؤها بقياس) جناس الاشتقاق ومراعاة النظير (رووا الخلافة كابرا عن كابر) أي أسندوها معنعنة من غير انقطاع كما ينقل الحديث ويحمل عن أصحابه (فروى على) أراد به الامير شمس الدين عليا أول من ملك من هذا البيت (عن رسول) أي أخذ الخلافة عن والده رسول ويقال ان اسمه محمد بن هرون وهو أول من عهد إليه بالنيابة الخليفة المستعصم بالله العباسي أبو محمد عبد الله (مثل ما يرويه) الملك المظفر المؤيد ممهد الدين (داود) بن يوسف (صحيحا عن) جده الملك المنصور (عمر) وذلك لانه لم يل الخلافة بعد والده وانما وليها بعد أخيه الملك الاشرف وغيره (وروى على عنه) أي عن والده داود (رواه عباس) صاحب بيد وتعز (كذلك عن) والده (على) السابق ذكره (ورواه) الممدوح الملك الاشرف (اسمعيل عن) والده (عباس) ألف المؤلف عدة تآليف باسمه وكان قد تزوج بابنته وهو الذي ولاه قضاء الاقضية باليمن (على رياض المنى) جمع منية ما يتمناه الانسان (وتقبل) أي تقيم وققد يقيد بطول النهار كالبيتوتة بطول الليل (وتشتمل على مناكب الآفاق أردية عواطفه) جمع عاطفة وهى الخصلة التى تحمل الانسان على الشفقة (عوارفه) جمع عارفه وهى المعروف والعطية وفى الفقرتين استعارة مكنية وتخييلية وترشيح والترصيع والجناس اللاحق (وتشمل رأفته) الى قوله والاسداد) يعنى ان هذا الممدوح لعلو همته وكمال رأفته يحول بين متعلقاته وبين المحن والبلايا والاضداد والاعداد بأنواع الموانع والحجب التى تحفي هم من الآفات وفيه الترصيع والالتزام (ولم يسع البليغ سوى سكوت الخ) يعنى ان البليغ غرق في تيار بحر عطاياه المتلاطمه الامواج فلا يسعه الا السكوت كلاحوت الذى امتلأ فوه بالماء فلا يستطيع كلام (ولم ترتم جواري الزهر الخ) يعنى ان الجوارى الكنس الزاهره لم ترتم في البحر العي يم أي في وسطه مقالبة للافق الاطلبا منها أن تكون مشابة للفرائد التى ينظمها في قلائد عطاياه وفيه الترصيع والالتزام والمبلغة وغيرها (بحر على عذوبة مائه) أي هو بحر أي كالبحر وفيه احتراس لانهم قرروا ان الجواهر انما تستخرج من البحر الملح (وتزهي) مجهولا أي تفخر وأراد (بالجوارى المنشأت) القصادئد والامداح بدليل قوله (من بنات الخاطر) لانها تتولد من الخواطر (زواخره) أي مواد عطاياه التى هي كالبحر (أودية جوده) أي جوده الجارى كالاودية (ولم يرض للمجتدى) أي السائل (نهرا) أي معنا وزجرا (وطامى عباب الكرم يجارى نداه) يعنى ان الكرم الكثير الذى هو كالسيل المرتفع بجارى عطاءه (الرافدين) هما دجلة والفرات (وبهرا) أي ويقال لهما بهرالكما أي تعسا كيف تقدران على المجاراة (خضم) أي هو سيد حمول كثير العطاء (لا يبلغ كنهه المتعمق) أي لا يصل الى حقيقة المتنطع والمتكلف (عوض) من الظروف المستعملة خلاف قط أي لا يصل الى ادراك حقيقته أبدا (الجداول) الانهار الصغيرة (ثمادها) جمع ثمد بالتحريك أي قليلها (وتغترف من جمته) أي من معظمه (مجلسه العالي) أي ذاته كقولهم الجناب العالي والمقام الرفيع (كحامل القطر الدأماء) من أسماء البحر أي فلا صنيعة ولا منه لمن يحمل القطر الى البحر وفيه تلميح الى قول الشاعر


كالبحر بمطره السحاب وماله
* فضل عليه لانه من مائه (الى خضارة) علم للبحر منع الصرف للعملية والتأنيث (أقل ما يكون من أنداء الماء) جمع ندى وهو الطل الذى يكون على أطراف أوراق الشجر صباحا وهو مبالغة في حقارة هذه الهداية وان عظمت بالنسبة الى المهدى اله وفى القوافى المبالغة والالتزام (وها أنا أقول) قال المحشى المعروف بين أهل العربية ان ها الموضوعة للتنبيه لا تدخل على ضمير الرفع المنفصل الواقع مبتدأ الا إذا أخبر عنه باسم اشارة نحو ها أنتم أولا فأما إذا كان الخبر غير اشارة فلا وقد ارتكبه المصنف غافلا عما نص عليه في آخر كتابه لما تكلم عليها (فالزيد) ما يعلو البحر وغيره من الرغوة (وان ذهب جفاء) باطلا (يركب غارب البحر) أي ثجبه (اعتلاء) مفعول مطلق أو حال من الفاعل أي حالة كونه معتليا (رخاء) بالضم وهى الريح اللينه الطيبة وفيه الجناس اللاحق في اعتناء واعتلاء والالتزام في جفاء وانكفاء واستعارة الركوب والغارب للفلك وهبوب الرياح للعناية والتلميح للقتباس في ذهب جفاء (من أصل الجبال) هي المعروفة اليوم بعراق العجم وهى مابين أصفهان الى زنجان وقزوين وهمدان والدينور وقرميسين والرى وما بين ذلك من البلاد والكور (الى عمان) كورة على ساحل اليمن تشتمل على بلدان (وأرى البحر) الجملة حالية (يذهب ماء وجهه) الى يضمحل (كاسمه رجفا) أي باعتبار وصفه وقد أطلقت العرب هذا اللفظ عليه فصار علما عليه وهو حال من فاعل يضطرب (أوأونفذ) أي البحر الى يدى الممدوح المشبهتين بالبحرين موضع بين البصرة وعمان مشهور بوجدان الجواهر فيه وقد أبدع غاية الابداع بقوله أعنى يديه الخ (لا زالت حضرتة) أطلقوها على كل كبير يحضر عند الناس فقالوا الحضرة العالية تأمر بكذا والجملة دعائية كما لا يخفى (ويرحم الله عبدا قال آمينا) شطر لمجنون بنى عامر واسمه قيس بن معاذ المعروف بالملوح وأوله
* يا رب لا تسلبني حبها أبدا
* قال مرتضى وهذا آخر الزيادة التى أهملها البدر القرافى وابن الشحنة لعدم ثبوتها عندهما في أصولهما وهى ثابتة عندنا ومثله في نسخة ميرزا على والشرف الاحمر وغيرهما اه (وأنت) أيها الناظر في هذا الكتاب (إذا تأملت) أي تبينت ودققت النظر في (صنيعى هذا وجدته بحمد الله تعالى صريح) أي خالص يقال صرح الشئ بالضم صراحة وصروحه خلص من متعلقات غيره فهو صريح وعربى صريح خالص النسب وكل خالص صريح فالمراد هنا خلاصة (ألفى مصنف من الكتب الفاخرة) أي هو زبد وخلاصة ألفين من كتب اللغة العالية المقدار الممتدحة بالافادة والاجادة والجمع (ونتيج) بنون ومثناة فوقية فتحتية فجيم (ألفى قلمس) بقاف ولام مفتوحتين وميم مشددة فسين مهملة البحر الكثير الماء والرجل الخير المعطاء والسيد العظيم والرجل الداهية المنكر البعيد الغور كما سيجئ في الكتاب (من العيالم) جمع عليم وهو ايضا البحر (الزاخرة) أي الممتدة المرتفعة يقال زاخر الوادي امتد جدا وارتفع وبحر زاخر مرتفع وفى نسخ بدل نتيج سنيج كفعيل بسين مهملة فنون فمثناة تحتية فحاء مهملة وهو بمعنى مسنوح أي مستفحص مستخرج وقصد المبالغة في وصف كتابه بالتفرد بالجامعة وانه خلاصة الفى كتاب من كتب اللغة ونتيجة الفى بحر من البحار الزاخرة الممتلئة الطامية المرتفعة الممتدة جدا وهذا لفرلط في الدعوى وانت إذا تأملت وحررت وأنصفت وجدت ما زاد على المحكم والعباب شيئا قليلا جدا ربما لا بللغ عشر الكتاب كما ستراه موضحا في هذا التعليق وان فسح الله الاجل افردته بمجموع على ان المصنف لم يستوعب ما في كتاب واحد وهو كتاب البارع لابي على القالى جمع فيه كتب اللغة بأسرها ورتبه على حروف المعجم قال الزبيدى لا نعلم احد الف مثله وقال ابن طرخان كتاب البارع للقالى يحتوى على مائة مجلد لم يصنف مثله في الاحاطة والاستيعاب (والله) أي لاغيره كما يؤذن به تقديم المعمول (أسأل أن يثيبني به) أي تأليفه - جميل الذكر في الدنيا) بثناء الناس عليه واقبالهم بالافئدة إليه


(وجزيل الاجر) أي واسعه عظيمه (في الآخرة) يقال جزل الحطب بالضم جزله عظيم وغلظ فهو جزل ثم استعير في العطاء فقيل أجزل في العطاء إذا أوسعه والدنيا فعلى من الدنو وهو الانزال رتبة في مقابلة عليا وهى الاخرى الملازمة للعو ففى الدنيا نزول قدر وتعجيل وفى الاخرى علو قدر وتأخير فتقابلتا ففى عبارته نوع من البديع وفى دالها لغات الضم وهو الاشهر والكسر وهى كما قال الزين العراقى مقصورة اتفاقا بين أهل اللغة والعربية وحكاية بعض شراح البخاري لغة غريبة بالتنوين غلط وهل هي ما على الارض والجو أوكل المخلوقات من الجواهر والاعراض قولان (ضارعا) مبتهلا خاضعا يقال ضرع يضرع ضراعة ذل وخضع فهو ضارع وتضرع الى الله ابتهل قال الزمخشري ضرع له واليه استكان وخشع (الى من ينظر) أي يتأمل (من عالم) بيان لمن في قوله من ينظر (في عملي) هذا وأخرج به الجاهل اذلا التفات إليه ولا معول عليه (أن يستر) يغطى (عثارى) بالكسر مصدر عثر يعثر كبا والعثر السقوط ويستعار في النطق والفعل فيراد به الخطأ كما هنا قال الزمخشري ومن المجاز عثر في كلامه وتعثر وأقال الله عثرتك وعثر على كذا اطلع عليه وأعثره أي أطلعه وأعثره على أصحابه دله عليهم ويقال للمتورط وقع في عاثور وفلان يبغى صاحبه العواثر وأعثر به عند السلطان قدح فيه (وزللي) زلقاتى وهفوات قلمى يقال زل في منطقه أو فعله يزل أخطأ وزل في قوله ورأيه واستزله وأزله الشيطان عن الحق (وأن يسدد بسداد فضله خللى) أي وان يصلح خللى بصواب قوله وعمله يقال سدد الامر مرقومه واستد ساعده وتسدد على الرمى استقام وصار سديدا قويا قويما والسداد بافتح الصواب من القول والفعل وقلت له سددا وسدادا من القول صوابا واللهم سددني والخلل اضطراب الشئ وعدم انتظامه (ويصلح ما طغى به القلم) أي ما جاوز به حد الصواب الى الخطا والخلل لنحو ذهول أو غفلة واشتباه شئ بآخر والتباس قضية بأخرى والطغيان مجاوزة الحد وكل شئ جاوز المقدار اللائق فقد طغى قال الزمخشري ومن المجاز طغى السيل والبحر والقلم وتطاغى الموج وطغى به الدم وقال بعضهم هذا من قبيل الاستعارة على حد قوله تعالى انا لما طغى الماء حملناكم (وزاغ) مال (عنه البصر) يقال زاغت الشمس مالت وزاغ البصر وتزايغت أسنانه تمايلت وهو كما في الاساس من المجاز (وقصر عنه الفهم) هو من باب قعد فالصاد مفتوحة وقد غلط من ضمها في قولهم قصرت الهمم عن كذا بمعنى عجزت أي عجز عنه فلم ينله والفهم تصور المعنى من لفظ المخاطب والتفهيم ايصال المعنى الى فهم السامع بواسطة اللفظ (وغفل) أي سها (عنه الخاطر) وهو ما يتحرك في القلب والغفلة كما قال الراغب سهو يعترى الانسان من قلة التحفظ ومراده بسؤاله اصلاح ذلك ان يلتمس له الناظر تأويلا صحيح أ. محملا رجيحا فينزله عليه لاأنه يصلحه بالفعل ثم اعتذر عن وقوع الخلل فيه بقوله (فان الانسان) الحيوان الناطق (محل النسيان) أي هو مظنه لعروضه له كثيرا فلا يستنكر ما فرط منه من هفوة أو هفوات أو سقطة أو سقطات والنسيان الغفلة عن معلوم وفرقوا بين الناسي والساهى بان الناسي إذا ذكر تذكر والساهى بخلافه (وان أول ناس) من الناس (أول الناس) آدم عليه السلام قيل كان الاولى عدم الختام به إذ لا يليق اطلاق النسيان على الانبياء والله يقول لنبيه ما شاء (وعلى الله) لا غيره (التكلان) الاعتماد يقال توكل على الله اعتمد عليه ووثق به واتكل عليه كذلك والاسم التكلان
* ونختم بترجمة المؤلف فنقول هو محمد بن يعقوب بن محمد بن ابراهيم بن عمر الشيرازي الامام الهمام قاضى القضاة مجد الدين أبو ظاهر الفيروز آبادي ابن شيخ الاسلام سراج الدين يعقوب كان يرفع نسبه الى أحد أركان مذهب الشافعي ورفعائه صاحب التنبيه والمهذب ويذكر بعد عمر أبا بكر ابن أحمد بن أحمد بن فضل الله بن الشيخ أبى اسحاق الشيرازي قال الحافظ ابن حجر ثم ارتقى المجد درجة فادعى بعد ولايته قضاء اليمن بمدة مديدة انه من ذرية أبى بكر الصديق وزاد الى ان رأيت بخطه لبعض نوابه


بسم الله الرحمن الرحيم هذه تقييدات على ديباجة القاموس جمعها كاتبها الفقير نصر الهورينى من شرحي العلامة المناوى والسد مرتضى ورأيت عليها نحو خمسة كراريس صغار للقرافى سماها القول المأنوس بشرح مغلق القاموس وأما شرح عيسى بن عبد الرحيم الكجراتى قاضى كجرات فلم أسمع به الا من شرح مرتضى وأما ابن الطيب فقد بلغت كتابته عليها أربعة عشر كراسا من ضمن الحاشية على القاموس البالغة ثلاثة مجلدات كل مجلد ستون كراسا ثم رأيت شرح الكجراتى على الخطبة في خزانة السادات وهو على الخطبة فقط نحو خمسة كراريس صغرا قال العلامة المناوى في شرحه على القاموس بعد ما تكلم على البسملة والحمد بما قاله مانصه والكلام في التسمية والتحميد طويل الذيول متسع جدا مفرد بالرسائل قد قررنا مقاصده بأوجز عبارة في شرحي البهجة والجامع بما فيه غتية وبلاغ قال بعض أعاظم المحققين والتحقيق ان تسمية هذه الكلمات الجامعة بالتسمية تسمية بالجزء الاشرف كتسمية الحكمة الباحثة عن الموجود من حيث هو بالالهي مع أن الالهى حقيقة فيما يبحث عن الربوبية ومباحث الامكان والامتناع والقدم والحدوث والوحدة والكثرة وغيرها على منهاج التغليب ولو سلم أن البسملة حقيقية عبارة عن المجموع لكن القصد منا التيمن بالاسم فحسب لاأداء الحمد بقرينة المقابلة ولا يقدح اكتفاء بعض الجلة الاكابر كالمزني والبخاري بالبسمل لما أن الحمد في أوائل الكتب كشكر لكونه في مقابلة النعمة الواصلة الحاصلة فيمكن أي يكتفى بالقول والاعتقاد ولا تعمل بالاركن هذا وقد أفصح بهذ الكلام الحميد المجد عن اختصاص جنس الحمد بذاته متصفا بالجلال والجمال والكمال ردا على الفلاسفة وبعض تابعيهم من أهل لاعتزال وايدانا بأن جميع المحامد راجعة إليه بوسط أو بغيره فلا تأثير لقدرة العبد بناء على مسألة خلق الأفعلا ولا يلزم علينا سلب الاختيار عن العبد لحمل ذلك على التأثير التام بمعنى ان لقدرة العبد دخلا في الجملة لكن الاقدار منه تعالى والكلام في التسمية والتحميد الى آخر ما سبق ذكره ولما كان دأب البلغاء الاعتناء والاهتمام بالابتداء ببراعة الاستهلال وهى كون المطلع مناسبا للمقصود وجاريا على البلاغة العظمى أتى في غرة كلامه بما يفهم أن كتابه في علم اللغة فقال (منطق البلغاء) أي مانح الفصحاء ملكة يقتدرون بها على النطق (باللغى) جمع لغة من لغ بالشئ لهج به ولغوت بكذا لفظت وتكلمت به حذفت اللام وعوض عنها الهاء وأصلها لغوة بالضم كغرفة واللغة في تعارف حملة الشريعة عباره عم حفظ من كلام العرب الخلص ونقل عنهم من الالفاظ الدالة على المعاني وأما تفسيرها هنا بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم فغير مراد لان المطلوب هنا تعريف اللغة الواقعة في كلام الؤلف وهى لغة العرب البلغاء لا مطلق اللغة وهذا تفسير لمطلق اللغة وليس الكلام فيه اه ثم قال والبلغاء جمع بليغ وهو الفصيح الطلق اللسان والبلاغة في المتكلم ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ وفى الكلام مطابقة لمقتضى الحال والمراد بالحال الامر الداعي الى التكلم على وجه مخصوص مع فصاحة الكلم وقال الراغب البلاغة تقال على وجهين أحدهما أن يكون بذاته بليغا وذلك يجمع ثلاثة أوصاف صوابا فيموضع لغته وطبقا للمعنى المقصود به وصدقا في نفسه باخترام وصف منها يكون ناقصا في البلاغة وثانيهما أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له وهو أن يقصد القائل به أمر اما فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له والنطق في التعارف لاصوات المقطعة التى يظهرها اللسان وتعيها الآذان ولا يكاد يقال الاللانسان ولايقال لغيره الا تبعا كالناطق والصامت فيراد بالناطق ما له صوت وبالصامت خلافه ولايقال للحيوان ناطق لا مقيد وا تشبيها والمنطقيون يسمون القوة التى بها النطق نطقا واياها عنوا حتى حدوا الانسان بأنه


نام کتاب : القاموس المحيط نویسنده : الفيروز آبادي، مجد الدين    جلد : 1  صفحه : 1
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست