نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 95
ينذر فيها ناذر لمنعم ، تكون ميراثا وعقدا محكم ، ليست كبعض ما قد تعلم ، وهي بين الفرث والدم . قال ابن هشام : هذا الكلام والكلام الذي قبله في حديث على [ رضوان الله عليه ] في حفر زمزم من قوله : " لا تنزف أبدا ولا تذم " إلى قوله " عند قرية النمل " عندنا سجع ، وليس شعرا . قال ابن إسحاق : فزعموا أنه حين قل له ذلك قال : وأين هي ؟ قيل له : عند قرية النمل ، حيث ينقر الغراب غدا . والله أعلم أي ذلك كان . فغدا عبد المطلب ومعه ابنه الحارث ، وليس له يومئذ ولد غيره ، فوجد قرية النمل ، ووجد الغراب ينقر عندها بين الوثنين : إساف ونائلة ، اللذين كانت قريش تنحر عندهما ذبائحها ، فجاء بالمعول وقام ليحفر حيث أمر ، فقامت إليه قريش رأوا جده فقالوا : والله لا نتركك تحفر بين وثنينا هذين اللذين ننحر عندهما ، فقال عبد المطلب لابنه الحارث : ذد عنى حتى أحفر ، فوالله لأمضين لما أمرت به ، فلما عرفوا أنه غير نازع ، خلوا بينه وبين الحفر وكفوا عنه ، فلم يحفر إلا يسيرا حتى بدا له الطي ، فكبر وعرف أنه قد صدق . فلما تمادى به الحفر وجد فيها غزالين من ذهب ، وهما الغزالان اللذان دفنت جرهم فيها حين خرجت من مكة ، ووجد فيها أسيافا قلعية وأدراعا ، فقالت له قريش : يا عبد المطلب لنا معك في هذا شرك وحق ، قال : لا ، ولكن هلم إلى أمر نصف بيني وبينكم : نضرب عليها بالقداح ، قالوا : كيف تصنع ؟ قال : أجعل للكعبة قدحين ، ولى قدحين ، ولكم قدحين ، فمن خرج له قدحاه على شئ كان له ، ومن تخلف قدحاه فلا شئ له ، قالوا : أنصفت ، فجعل قدحين أصفرين للكعبة ، وقدحين أسودين لعبد المطلب ، وقدحين أبيضين لقريش ، ثم أعطوا [ القداح ] صاحب القداح الذي يضرب بها عند هبل - وهبل : صنم في جوف الكعبة ، وهو أعظم أصنامهم - وهو الذي يعنى أبو سفيان ابن حرب يوم أحد
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 95