نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 47
قصة ملك الحضر قال ابن هشام : وحدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي عن جناد - أو عن بعض علماء أهل الكوفة بالنسب - أنه يقال : إن النعمان بن المنذر من ولد ساطرون ملك الحضر . والحضر : حصن عظيم كالمدينة ، كان على شاطئ الفرات ، وهو الذي ذكر عدى بن زيد في قوله : وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة * تجبى إليه والخابور شاده مرمرا وجلله كأسا * ، فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فبان الملك * عنه فبابه مهجور قال ابن هشام : وهذه الأبيات في قصيدة له . والذي ذكره أبو داود الأيادي في قوله : وأرى الموت قد تدلى من الحضر على رب أهل الساطرون وهذه البيت في قصيدة له . ويقال : إنها لخلف الأحمر ، ويقال : لحماد الرواية . وكان كسرى سابور ذو الأكتاف غزا ساطرون ملك الحضر ، فحصره سنتين ، فأشرفت بنت ساطرون يوما فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج ، وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ، وكان جميلا ، فدست إليه : أتتزوجني إن فتحت لك باب الحضر ؟ فقال : نعم ، فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر ، وكان لا يبيت إلا سكران ، فأخذت مفاتيح باب الحضر من تحت رأسه ، فبعثت بها مع مولى لها ، ففتح الباب ، فدخل سابور فقتل ساطرون ، واستباح الحضر وخربه ، وسار بها معه وتزوجها . فبينا هي نائمة في فراشها ليلا إذ جعلت تتململ لا تنام ، فدعا لها بشمع ، ففتش فراشها ، فوجد عليه ورقة آس ، فقال لها سابور : أهذا الذي أسهرك ؟ قالت : نعم ،
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 47