نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 41
خروج سيف بن ذي يزن وملك وهرز علي اليمن فلما طال البلاء على أهل اليمن ، خرج سيف بن ذي يزن الحميري ، وكان يكنى بأبي مرة ، حتى قدم على قيصر ملك الروم فشكا إليه ما هم فيه ، وسأله أن يخرجهم عنه ويليهم هو ، ويبعث إليهم من شاء من الروم ، فيكون له ملك اليمن ، فلم يشكه [ ولم يجد عنده شيئا مما يريد ] . فخرج حتى أتى النعمان بن المنذر - وهو عامل كسرى على الحيرة وما يليها من أرض العراق - فشكا إليه أمر الحبشة ، فقال له النعمان : إن لي على كسرى وفادة في كل عام ، فأقم حتى يكون ذلك ، ففعل ، ثم خرج معه فأدخله على كسرى ، وكان كسرى يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه تاجه ، وكان تاجه مثل القنقل العظيم - فيما يزعمون - يضرب فيه الياقوت واللؤلؤ والزبرجد بالذهب والفضة ، معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يستر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ثم يدخل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك إلا برك هيبة له ، فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك . قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة أن سيفا لما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك : إن هذا الأحمق يدخل على من هذا الباب الطويل ، ثم يطأطئ رأسه ! فقيل ذلك لسيف ، فقال : إنما فعلت هذا لهمي ، لأنه يضيق عنه كل شئ . قال ابن إسحاق : ثم قال له : أيها الملك ، غلبتنا على بلادنا الأغربة ، فقال كسرى : أي الأغربة : الحبشة ، أم السند ؟ فقال : بل الحبشة ، فجئتك لتنصرني ، ويكون ملك بلادي لك ، قال : بعدت بلادك مع قلة خيرها فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لي بذلك ، ثم أجازه بعشرة آلاف درهم واف ، وكساه كسوة حسنة فلما قبض ذلك [ منه ] سيف خرج
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 41