[2].- تقدّمت قبل قليل مصادر هذا الحديث، و هو
مشهور بل متواتر.
[3].- قال الحافظ عبد الرزّاق الصّنعاني في مصنّفه
ج 10 ص 157: الحديث: 18678:
أخبرنا عبد الرزّاق عن عكرمة بن
عمّار، قال: حدّثنا أبو زميل الحنفي قال: حدّثنا عبد اللّه بن عبّاس رضى اللّه عنه
قال:
لمّا إعتزلت الحروراء فكانوا في
دار على حدتهم، فقلت لعليّ: يا أمير المؤمنين أبرد عن الصّلاة لعلّي آتي هاؤلاء
القوم فأكلّمهم، قال: إنّي أتخوّفهم عليك، قلت: كلّا إن شاء. اللّه تعالى، قال:
فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانيّة، قال: ثمّ دخلت عليهم و هم قائلون في
نحر الظّهيرة، قال: فدخلت على قوم لم أر قوما قطّ أشدّ اجتهادا منهم، أيديهم
كأنّها ثفن الابل، و وجوجههم معلّمة من آثار السّجود، قال: فدخلت، فقالوا: مرحبا
بك يا ابن عبّاس! ما جاء بك؟ قلت: جئت أحدّثكم عن أصحاب رسول اللّه( صلّى اللّه
عليه و سلّم) عليهم نزل الوحي، و هم أعلم بتأويله، فقال بعضهم: لا تحدّثوه، و قال
بعضهم و اللّه لنحدّثنّه، قال: قلت: أخبروني ما تنقمون على ابن عمّ رسول اللّه(
صلّى اللّه عليه و سلّم) و ختنه، و أوّل من آمن به؟
و أصحاب رسول اللّه معه؟ قالوا:
ننقم عليه ثلاثا، قال: قلت: و ما هنّ؟ قالوا: أوّلهنّ أنّه حكّم الرّجال في دين
اللّه، و قد قال اللّه: إن الحكم إلّا للّه، قال: قلت: و ما ذا؟ قالوا: و قاتل و
لم يسب، و لم يغنم، لئن كانوا كفّارا لقد حلّت له أموالهم، و لئن كانوا مؤمنين لقد
حرمت عليه دمائهم، قال: قلت: و ما ذا؟ قالوا محا نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم
يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين؛[ قال إبن عبّاس]: قلت: أرأيتم إن قرأت
عليكم من كتاب اللّه المحكم، و حدّثتكم من سنّة نبيّه( صلّى اللّه عليه و سلّم) ما
لا تنكرون، أترجعون؟ قالوا: نعم، قال: قلت: أمّا قولكم: حكّم الرّجال في دين
اللّه، فإنّ اللّه تعالى يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا
الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ- الى قوله: يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ
مِنْكُمْ سورة المائدة: 95، و قال في المرأة و زوجها: وَ
إِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً
مِنْ أَهْلِها سورة النّساء، الآية 35، أنشدكم اللّه أحكم الرّجال في حقن دمائهم
و أنفسهم، و إصلاح ذات بينهم أحقّ أم في إرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: ألّلهمّ بل
في حقن دمائهم، و إصلاح ذات بينهم، قال: