responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 98

أمّا بخصوص قبول أهل يثرب الدين الاِسلامي أسرعَ من أهل مكّة الذين رفضوه خلال ثلاثة عشر عاماً، فإنّ هناك عاملين هامين كان لهما التأثير المباشر القويّ في ذلك:

1. وجود اليهود بالمدينة، وقيامهم بنشر الاَخبار عن ظهور نبي جديد ودين جديد، ممّا هيّأ أهلها لقبول هذا الدين الذي كانوا ينتظرونه، الاَمر الذي جعلهم أسرع في تقبلهم للدعوة خلال البيعة الاَُولى، حين قال بعضهم لبعض: واللّه إنّه للنبيّ الذي توعّدكم به اليهود فلا يسبقنكم إليه.

2. كما أنّالحروب الطويلة التي جرت بين أطراف أهل يثرب، والتي استمرت مائة وعشرين عاماً، قد أنهكتهم وكادت أن تذهب بما تبقّى من رمقهم، فملّوا الحياة، وفقدوا كلّأمل في تحسن الاَحوال والاَوضاع، فبحثوا عن مخلّص لما هم فيه من حالة سيئة ومشكلات مزمنة. ولهذا تمنّوا أن يضع النبي ص حداً لاَوضاعهم المتردية فقالوا: «عسى أن يجمعهم اللّه بك، فإن جمعهم اللّه بك فلا رجل أعزّ منك».

وقد أحدث كلّذلك خوفاً عجيباً في قلوب قادة قريش وسادة مكة المشركين المتغطرسين، إذ أنّ ذلك يعني أنّالمسلمين وجدوا قاعدة قوية في قلب الجزيرة العربية، تجمع كلّ طاقات المسلمين المبعثرة، و تعمل معاً في نشر دينهم وعقيدتهم، ممّا سيشكل خطراًجديداً يهدّدهم في الصميم،ولهذا بادَرتْ قريشٌ في الاتّصال بالخزرجيّين للاستفسار عمّا حدث في العقبة. فحلف لهم المشركون من أهل يثرب أنّه لم يحدث ما يوَذيهم أو يهدد مصالحهم،ولم يعلموا عنه، وهم في قولهم صادقون، إذ أنّهم لم يعلموا بما حدث في العقبة.

وحاولوا إلقاء القبض عليهم قبل خروجهم من مكّة، إلاّ أنّهم كانوا قد

نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست