responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 232

أما رأينا حول توقيت المباهلة، فإنّ الدراسة العلمية تثبت أنّ الواقعة لم تحدث في شهر ذي الحجّة عام 10هـ، أنّ الرسول ص كان قد توجه إلى مكّة لتعليم مناسك الحجّ في هذه السنة، وفي اليوم 18 من هذا الشهر ـ و هو يوم الغدير، نصب علياً (عليه السلام) في غدير خم[1] خليفة على المسلمين من بعده، ولم تكن حادثة الغدير بالاَمر الهيّن حتى يتابع النبي ص سفره فوراً إلى المدينة، إذ أنّه نصب خيمة جلس فيها الاِمام علي (عليه السلام) ليدخل عليه المهنّئون،واستمر ذلك حتى ليلة 19 من ذي الحجّة، حيث بدأت أُمّهات الموَمنين في التهنئة عند نهاية المراسيم، فلا يمكن لذلك أن يغادر الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» غدير خم في يوم 19، نظراً لوجود الكثير من الحجّاج الذين كانوا يودعون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه البقعة.

والشواهد التاريخية توَكد أنّ النظرية المذكورة في توقيت المباهلة لا تحظى بالاعتبار الكافي، فلابدّ لمعرفة زمن الحادثة التي هي من مسلمات القرآن والتفسير والحديث، تحرّي المزيد من التحقيق والدراسة والتقصّي. وأمّا سبب اختيار العلماء للوقت والزمن، فذلك لاَنّ الشيخ الطوسي اختاره استناداً إلى روايات نَقَلها في كتابه، مع وجود رجال غير ثقات ضمن سنده.

وتعتبر قصة مباهلة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع وفد نجران من أحداث التاريخ الاِسلامي الجميلة و المثيرة، وإن قصّر بعض المفسرين والموَرخين في رواية تفاصيلها وتحليلها، إلاّ أنّ عدداً من العلماء كالزمخشري في الكشاف، والاِمام الفخر الرازي في تفسيره، وابن الاَثير في الكامل، تناولوها بدقائقها.[2]


[1] تبعد عن الجحفة ميلين، والجحفة على 6 أميال من البحر الاَحمر،وتقرب من رابغ الآن، و4 أميال من مكة. أمّا بحساب المقاييس الحديثة فهي تبعد عن مكّة 220 كم. والميل عبارة عن 3 آلاف ذراع، والفرسخ يساوي 9 آلاف ذراع، و قيل إنّ الميل 4 آلاف ذراع،والفرسخ 12 ألف ذراع. و الميل ثلث الفرسخ،والفرسخ يعادل 3 أميال.
[2] الكشاف: 1|382؛ مفاتيح الغيب للرازي:2|471؛ الكامل: 2|112.
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست