responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 161

إنّ هذه الرحلة الروحانية انتجت مصالح اجتماعية وسياسية، عزّزت مكانة المسلمين في الجزيرة العربية وساعدت على نشر الدين الاِسلامي فيها، وذلك لاَنّ:

ـ القبائل العربية المشركة تصورت أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خالف كلّ عقائد العرب وتقاليدهم الموروثة بما فيها الحج والعمرة، فأكد بذلك الصلح وتجنّب القتال في الشهر الحرام أنّه لا يعارض تلك الطقوس الدينية، بل يعتبرها فريضة مقدسة مثل والد العرب الاَكبر «إسماعيل بن إبراهيم» ويعمل على المحافظة على هذه التقاليد الدينية، ممّا قلل من مخاوفهم تجاه الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» ودعوته.

ـ و لما لم يكن يحمل أسلحة معه على أساس حرمة الاَشهر الحرم، فإنّ ذلك غيّر من نظرة هوَلاء تجاه دعوة الاِسلام حين شاهدوا الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» وهو يحرّم القتال في الشهر الحرام،ويدعو إلى رعاية هذه السنّة الدينية القديمة.

ـ وستكون مناسبة يتمكن المهاجرون فيها من زيارة وطنهم وأهاليهم وأقربائهم. أمّا إذا منعتهم قريش من الدخول فإنّ سمعتها هي تتعرض للخطر، ويتضح عدوانُها، وينكشف للجميع بطلان مواقفها، نظراً لموقفها السّيىَ تجاه جماعة مسالمة أرادت أداء مراسم العمرة فقط.

ـ و إذا نجح المسلمون في سعيهم بأداء مناسك العمرة، فإنّه سيكون أفضل إعلام لجميع مناطق العرب، إذ أنّنداء الاِسلام سينتشر في تلك البقاع والمناطق التي لم يصلها دعاة النبي ص ومبلغوه حتى هذا الوقت.

ـ و لذا فإنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أصحابه بالتهيّوَ للعمرة داعياً القبائل المجاورة التي لم تزل على كفرها وشركها إلى مرافقة المسلمين في هذه الرحلة وبلغت أعدادهم ألف وأربعمائة أو 1600 أو 1800، أحرموا في ذي الحليفة فشاع في الجزيرة العربية أنّ المسلمين متجهون صوب مكة للعمرة في شهر ذي القعدة.

نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست