قطع الاَنوف وجدع الآذان وسمل العيون وقطع الاَصابع والاَرجل والمذاكير،
نكاية بالمسلمين وإطفاءً للحقد الدفين. وقد بقرت هند صدر حمزة وأخرجت
كبده ولاكته بين أسنانها، دون أن تستطيع أكله فعُرفت بآكلة الاَكباد، كما عرف
أبناوَها فيما بعد ببني آكلة الاَكباد.
وقال الرسولص عندما شاهد عمّه حمزة: «ما وَقفتُ موقفاً قط أغيظ إليّ من
هذا».
وهكذا غادر كفّار قريش أرض المعركة إلى مكة، أمّا المسلمون، فبعد أن
صلّى بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر والعصر، دفنوا الشهداء واحداً
واحداً أو اثنين اثنين، عند جبل أُحد.[1]
أمّا الشهداء فكانوا ما بين 70 أو 81 مسلماً على روايات مختلفة، ولم
يتجاوز عدد قتلى قريش 22 فرداً، وأمّا النبي ص فقد عالجته السيدة فاطمة «عليها
السلام» والاِمام علي ص حينما رجع إلى المدينة.
غزوة حمراء الاَسد
إلاّ أنّ الوضع لم يستقر، بل أنّ الاَحداث استمرت إلى يوم الجمعة حيث
غزوة «حمراء الاَسد».[2] ذلك أنّ اليهود والمنافقين أتباع «عبد اللّه بن أُبي» استغلوا
الوضع الخطير الذي أصبح فيه المسلمون، وكانوا قد سرّوا لما أصابهم، ووجدوا
البيوت حزينة يسمع منها أنين الجرحى والبكاء على الموتى والشهداء. ولما كان
[1] السيرة النبوية:2|98؛ بحار الاَنوار:20|131. [2] تبعد عن المدينة ثمانية أميال.