responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 100

القوى والعناصر الاِسلامية وتمركزها في المدينة، فاتّخذوا قراراً قاطعاً وحاسماً وخطيراً، وهو القضاء على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والتخلص منه بقتله، بواسطة اشتراك جميع القبائل في هذا العمل الاِجرامي حيث قال المقترح: فتختاروا من كلّ قبيلة رجلاً قوياً ثمّتسلحوه حساماً عضباً،وليهجموا عليه بالليل ويقطّعوه إرباً إرباً، فيتفرّق دمه في قبائل قريش جميعها، فلا يستطيع بنو هاشم و بنو المطلب مناهضة قبائل قريش كلّها في صاحبهم، فيرضون حينئذٍ بالدية منهم. فاستحسن الجميع هذا الرأي واتّفقوا عليه، ثمّ اختاروا القَتَلَة، على أن يوَدّوا مهمتهم بالليل أثناء الظلام.[1]

إلاّ أن جبرائيل (عليه السلام) نزل على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبلغه بموَامرة المشركين فقرأ عليه قول اللّه تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيثبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يخرجُوكَ وَيمكرونَ وَيَمْكرُ اللّهُ واللّهُ خيْر الماكِرين) .[2]

ثمّ إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرر أن ينام شخص في فراشه ليتصوّر المشركون أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) موجود في منزله لم يبرحه، فيرتكز عملهم على محاصرة البيت دون الاهتمام بمراقبة الطرقات في نواحي مكة. فنام الاِمام علي (عليه السلام) في فراش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحاصر المنزل أربعون فرداً من قريش، وخرج النبي ص من الباب دون أن يشعر به أفراد قريش المكلّفون بقتله، حينما قرأ (صلى الله عليه وآله وسلم) سورة «يس» إلى قوله: (فَهُمْ لا يُبْصِرُون) . وخروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصورة والكيفية، فسّره البعض بأنّ القوم المحاصرين كانوا نياماً لحظة خروجه، إلاّ أنّ آخرين يرون إنّه خرج من البيت عن طريق الاِعجاز والكرامة دون أن يروه ويحسّوا به.

وقبيل طلوع الفجر عند ساعة الصفر، هجم المتآمرون على فراش النبي


[1] طبقات ابن سعد: 1|227؛ السيرة النبوية:1|480.
[2] الاَنفال:30. ليثبتوك: ليسجنوك.
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست