تقدم في أول الجزء الاول [١] ان لليقين معنيين
: اليقين بالمعنى الاعم وهو مطلق الاعتقاد الجازم ، واليقين بالمعنى الاخص وهو
الاعتقاد المطابق للواقع الذي لا يحتمل النقيض لا عن تقليد. والمقصود باليقين هنا [٢] هو هذا المعنى
الاخير ، فلا يشمل الجهل المركب ولا الظن ولا التقليد وان كان معه جزم.
توضيح ذلك ان اليقين بالمعنى الاخص يتقوم من عنصرين
[٣] :
(الاول) أن ينضم الى
الاعتقاد بمضمون القضية اعتقاد ثان ـ اما بالفعل او بالقوة القريبة من الفعل ـ أن
ذلك المعتقد به لا يمكن نقضه. وهذا الاعتقاد الثاني هو المقوم لكون الاعتقاد
جازماً أي اليقين بالمعنى الاعم.
و (الثاني) أن يكون هذا
الاعتقاد الثاني لايمكن زواله. وانما يكون كذلك اذا كان مسببا عن علته الخاصة
الموجبة له فلا يمكن انفكاكه عنها.
الأول : اليقين بالمعنى الأعم ، وهو الاعتقاد الجازم.
الثاني : كونه مطابقا للواقع ، لا جهلا مركبا
الثالث : ثباته وعدم إمكان زواله بأن لا يكون عن تقليد.
وإنما ذهب المصنف إلى تقويه من عنصرين ، من جهة أن
اليقين بالمعنى الأعم عنده هو ما كان مطابقا للواقع ، وأن الجهل المركب ليس عنده من
العلم. وقد مر ما فيه.
نام کتاب : المنطق - ط جماعة المدرسين نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 327