علم المنطق إنما يحتاج إليه لتحصيل العلوم النظرية
، لأنه هو مجموعة قوانين الفكر والبحث.
أما الضروريات فهي حاصلة بنفسها ، بل هي رأس المال
الأصلي لكاسب العلوم يكتسب به ليربح المعلومات النظرية المفقودة عنده. فإذا اكتسب مقداراً
من النظريات زاد رأس ماله بزيادة معلوماته ، فيستطيع أن يكتسب معلومات أكثر ، لأنّ
ربح التاجر عادة يزيد كلما زادت ثروته المالية. وهكذا طالب العلم كلما اكتسب تزيد ثروته
العلمية وتتسع تجارته ، فيتضاعف ربحه. بل تاجر العلم مضمون الربح بالاكتساب لا كتاجر
المال.
وعلم المنطق يبحث عن كيفية تأليف المعلومات المخزونة
عنده ، ليتوصل بها إلى الربح بتحصيل المجهولات وإضافتها إلى ما عنده من معلومات : فيبحث
تارة عن المعلوم التصوري ويسمى (المعرِّف)
، للتوصل به إلى العلم بالمجهول التصوري ، ويبحث أخرى
عن المعلوم التصديقي ويسمى (الحجة)
ليتوصل به إلى العلم بالمجهول التصديقي.
والبحث عن الحجة بنحوين : تارة من ناحية هيئة تأليفها
، وأخرى من