نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 389
قال: يعني أن تخافوا تلف النفس أو بعض الأعضاء فتتّقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها، و هذا هو ظاهر اللفظ، و عليه الجمهور من أهل العلم، كما جاء عن قتادة في قوله تعالى لٰا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكٰافِرِينَ أَوْلِيٰاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ.
قال: لا يحلّ لمؤمن أن يتّخذ كافرا وليّا في دينه، و قوله تعالى إِلّٰا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقٰاةً يقتضي جواز إظهار الكفر عند التقيّة [1].
و أخرج البخاريّ في صحيحه عن قتيبة بن سعيد عن سفيان عن ابن المكندر، حدّثه عن عروة بن الزبير أنّ عائشة أخبرته: أنّه استأذن على النبيّ (ص) رجل، فقال: «ائذنوا له فبئس ابن العشيرة» أو «بئس أخو العشيرة» فلمّا دخل ألان له الكلام، فقلت: يا رسول اللّٰه قلت ما قلت ثمّ ألنت له في القول؟
فقال النبيّ (ص): «اي عائشة، إنّ شرّ الناس منزلة عند اللّٰه من تركه أو ودّعه الناس اتّقاء فحشه» [2].
فعليه أنّ مشروعيّة التقيّة ثابتة في التاريخ، و قد عمل بها الرسول (ص) مع المشركين. و انّ قضيّة عمّار مشهورة قد أنزل اللّٰه فيها آية، و قد مرّ عليك خبر مؤمن آل فرعون، و نحن على اطمئنان بأنّ المسلم الذي لا يقرّ بالتقيّة سيمارسها حتما لو نزل به الظلم و الإرهاب و عاش ظروف الشيعة، و انّ التقيّة حقيقة فطريّة يتمسك بها الإنسان في المهمّات و الملمّات.
المهديّ العبّاسيّ و الوضوء
تولى المهديّ العبّاسيّ الخلافة عام 158 بعد ما امتنع عيسى بن موسى وليّ عهده عن التنازل إلى ابنه محمّد المهديّ، فبدأ سياسته بالنظر في المظالم، و الكفّ عن القتل و إطلاق سراح السجناء السياسيين، حتّى نرى الحسن بن زيد