responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 379

و عليه فإنّ ابن شبرمة و ابن أبي ليلى و أضرابهما كانوا فقهاء الدولة منذ أواخر العهد الأمويّ و حتّى زمن أبي العبّاس السفّاح و شطرا من خلافة المنصور، و انّ المنصور بتقريبه مالكا و إعطائه المكانة العليا، و توحيد الحديث و الفقه على يده قد قلّل من نفوذ الآخرين! و منذ أواخر عهد المنصور و حتّى أواخر عهد الرشيد تمكّنت الحكومة من السيطرة على الاتّجاهين: اتّجاه الرأي و اتّجاه الأثر، و ذلك بتقريبهم أبا يوسف و محمّد ابن الحسن الشيبانيّ في بغداد و تقليدهم منصب القضاء، و وجود مالك في المدينة من قبل في ركابهم.

رأي آخر

و بعد هذا العرض السريع الذي بيّنا فيه بعض الرؤى- نحاول أن نطرح رؤية أخرى هي في سبب تسمية المذهب الشيعيّ الاثني عشريّ بمذهب جعفر بن محمّد الصادق.

ذلك أنّ ما قيل بأنّ الإمام عاش بين فترة الشيخوخة الأمويّة و الطفولة العبّاسيّة، و انّ هذه الفترة كانت مواتية لنشر المذاهب، لم تكن السبب الوحيد في ذلك بل هناك أمور أخر، منها: دور الحكّام في الأحكام الشرعيّة و احتواؤهم للفقهاء و المحدّثين و القرّاء و سواهم.

فإنّ الصادق لمّا رأى دورهم في تدوين الحديث ثمّ تأصيل المذاهب و تقريب المحدّثين و القرّاء و الشعراء، و الاهتمام بالحركة العلميّة، كان واضحا لديه أنّ هذه المبادرة الحكوميّة هي ثورة ثقافيّة ضدّ الأصول العقائديّة و الفقهيّة و التاريخيّة للمسلمين، فالإمام أبو حنيفة يبثّ أفكاره في الكوفة مركز العلويين، و بين أفكاره و ما يطرحه من رؤى ما يخالف الصريح من كلام الرسول. و الإمام مالك يسيطر على مركز الدعوة الإسلاميّة و يفتي الناس بالمدينة. و الليث بن سعد يفتي الناس بمصر. و قيل إنّ أهل مصر كانوا ينتقصون من عثمان، فنشأ فيهم الليث فحدّثهم بفضائل عثمان. و الأوزاعيّ يفتي الناس بالشام و قد عرف انحرافه عن أهل البيت، فكان في كلّ مصر فقه خاصّ و اعتقاد خاصّ يبتعد في غالبه عن‌

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست