نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 347
الأهداف التي ترسمها الحكومة في الشريعة.
النفس الزكيّة و المنصور
إنّ استفادة الحكّام من الشريعة لمصلحة الحكم و النظام لم تكن وليدة ساعتها، بل هي خطّة، رسمت أصولها و بذرت نواتها في أواخر عهد الشيخين، و أثمرت في العهد الأمويّ، و أينعت في العهد العبّاسيّ، و من يقرأ رسالة محمّد (ذي النفس الزكيّة) إلى المنصور يؤمن بأنّ النزاع بينهم كان في المفاهيم، و أنّ محمّدا كان يدّعي أنّه أحقّ بالأمر، لأنّه هو من الآل، فقد جاء في جواب محمّد (ذي النفس الزكيّة) على رسالة المنصور التي أعطاه فيها الأمان:
(فإنّ الحقّ حقّنا، و إنّما ادّعيتم هذا الأمر بنا، و خرجتم له بشيعتنا، و حظيتم بفضلنا، و إنّ أبانا عليّا كان الوصيّ، و كان الإمام، فكيف ورثتم ولايته و ولده أحياء؟).
ثمّ افتخر على المنصور بانتسابه إلى فاطمة بنت رسول اللّٰه، و إلى خديجة أمّ المؤمنين، و إلى الحسن و الحسين سبطي رسول اللّٰه (ص).
و سخر من الأمان الذي عرضه المنصور عليه، حيث عرف بأنّه ينكث العهود و المواثيق إذ المنصور كان قد أعطى البيعة لمحمّد بن عبد اللّٰه مرّتين إحداهما بمكّة في المسجد الحرام، و الأخرى عند ما خرج من بيته فقد أخذ بزمام فرسه و قال: (هذا مهديّنا أهل البيت) [1] فمحمّد أراد الإشارة إلى هذه الحقيقة، فقال:
«و أنا أولى بالأمر منك، و أوفى بالعهد، لأنّك أعطيتني من العهد و الأمان ما أعطيته رجالا قبلي، فأيّ الأمانات تعطيني، أمان ابن هبيرة؟ أم أمان عمّك عبد اللّٰه بن عليّ؟ أم أمان أبي مسلم؟».
و لمّا وصل إلى المنصور كتاب محمّد غضب غضبا شديدا، و فكّر في أن يسحب منه كلّ ما يتّكئ عليه، و يغيّر المفاهيم التي يستند عليها الطالبيّون، منها كونهم أولاد فاطمة، يجب أن تكون الخلافة فيهم، أو أنّ الرسول قد أوصى إلى