نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 190
تطبّق السنّة النبويّة كما هي واقعا في مثل هذا العهد [1]؟! و كيف بأولئك الناس الذين كانوا يتحدّثون عن رسول اللّٰه، و هل بقي من الصحابة من له جرأة الإقدام و الاعتراض؟!! و ما ذا سيكون اتجاه الحكومة و موقفها في الوضوء؟
هل ستسمح للناس بممارسة وضوئهم المنقول عن رسول اللّٰه (ص) أم ستواجههم بالعنف و طرق التضليل الأخرى؟! من الواضح- كما قلنا- أنّ الحكومة الأمويّة قد اتّبعت فقه الخليفة عثمان و جعلته دستور الدولة، و أمرت الولاة و القضاة باتّباعه، و دعت إلى نشره، فلا يعقل أن تحيد عن سياستها الكليّة في الوضوء بالذات، بالرغم من وجود عليّ ابن أبي طالب- و هو من الذين لهم معه حساب خاصّ- في الجناح المقابل. و علي رأس المحافظين على سنّة النبيّ في الوضوء. هذا أوّلا.
و ثانيا: المعروف انّ الأمويين- و بعد قتل الحسين- قد ازدادوا تنكيلا بشيعة عليّ، حتّى وصل الحال بفقهاء الشيعة أن توقّفوا عن الإفتاء في مستجدّات المسائل، لصعوبة الاتصال بأئمّتهم، و تفشّي سياسة العنف في البلاد، و قد حدّ ذلك من ارتباط القيادة مع القاعدة، و عليه، نرى عمل الناس في الوضوء- بعد مقتل الحسين الشهيد- أخذ يتدرّج بالضعف أمام دعاة نهج الخليفة، حتّى انحصر ببعض التابعين و أهل بيت رسول اللّٰه، و إنّك ستقف على أسمائهم من قريب.
حال «الناس» في العهد الأمويّ
أشار الإمام عليّ بن الحسين إلى حال المؤمنين في مثل هذا العهد و كيف يرون كتاب اللّٰه منبوذا و سنّة نبيّه متروكة و حكمه مبدّلا، فقال في دعائه:
«اللّٰهمّ إنّ هذا المقام لخلفائك و أصفيائك ..»
إلى أن يقول:
«.. حتّى عاد صفوتك و خلفاؤك مغلوبين
[1] سيتّضح للقاري في الفصل الأوّل من هذه الدراسة أنّ نهج عليّ هو السنّة الشريفة.
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 190