نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 183
ففي الجمل السابقة تعريض ببني أميّة و مدح لبني هاشم و عبد المطّلب، إذ أنّهم تحمّلوا إتعاب الدعوة و كانوا معه في شعب أبي طالب و دافعوا عنه بكلّ ما أوتوا من قوّة، و لم يكونوا كغيرهم حيث دخلوا الإسلام مكرهين! و كان هذا التمييز الشرعيّ لا يرضي الأمويين، بل تراهم يشعرون بالهوان و الضعة أمام الهاشميين، لما يعرفونه من فضل بني هاشم المنافسين لهم! و من هنا سعوا- عند ما وصلوا إلى الحكم- إلى تغيير بعض تلك المفاهيم التي طرحها رسول اللّٰه، و تأسيس أخرى مكانها، إذ المطلوب إضفاء الشرعيّة على ممارساتهم تلك و الوقوف أمام عليّ. و لذلك أقدم الأمويون على بعض الخطوات لتنفيذ مخطّطهم المرسوم:
خطوات أمويّة
1- التشكيك في الأحاديث النبويّة الواردة في حقّ عليّ، و وضع أحاديث مشابهة في حقّ بعض الصحابة!! فقد جاء في كتاب معاوية إلى عماله:
(.. أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبّيه و أهل بيته و الذين يروون فضائله و مناقبه فادنوا مجالسهم و قرّبوهم و أكرموهم، و اكتبوا إليّ بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم و اسمه و اسم أبيه و عشيرته) [1].
و لمّا فشا ذلك، و كثر الحديث في عثمان. كتب إليهم:
فإذا جاءكم كتابي هذا. فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأوّلين، و لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا و تأتوني بمناقض له في الصحابة، فإنّ هذا أحبّ إليّ، و أقرّ لعيني، و أدحض لحجّة أبي تراب و شيعته، و أشدّ عليهم من مناقب عثمان و فضله [2].