و: .. ما من أحد يتوضّأ فيحسن الوضوء، ثمّ يقول .. [2]، و: .. إنّه (ص) أبصر رجلا و قد .. [3] إلخ، و انّ تحديثه بهذه كان قبل تحديث عثمان! فإن كان الأمر كذلك. فما الداعي لتلك الأيمان المغلّظة من الخليفة الثالث إذن؟! و علام يدلّل إشهاده و نقله؟!
إسباغ الوضوء:
أمّا فيما يخصّ «الإسباغ»، فقد وردت نصوص في صحيح مسلم بأربعة طرق، و كذا في موطّإ مالك، عن أبي عبد اللّٰه سالم، قال: دخلت على عائشة- زوج النبيّ- يوم توفي سعد بن أبي وقّاص. فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر، فتوضّأ عندها، فقالت: يا عبد الرحمن، أسبغ الوضوء. فإنّي سمعت رسول اللّٰه يقول: «ويل للأعقاب من النار» [4].
فعائشة أرادت أن تستفيد من جملة أسبغ الوضوء- في مخاطبتها لأخيها- لتدلّل على لزوم الغسل، و كذا الحال في نقلها لقوله (ص) «ويل للأعقاب».
و هنا نتساءل. إلى أيّ مدى يدلّ هذان على المقصود؟ و لما ذا نراهم يستندون في لزوم الغسل، و تثليث الغسلات على معان مثل أسبغوا و أحسنوا، أو ويل للأعقاب، و تكون غالب أحاديث باب غسل الرجلين في الصحاح و المسانيد و ما يستدلّ به فيها هو قوله: (ويل للأعقاب) و ليس فيها نقل صفة وضوئه (ص)؟! هذا و قد وردت روايات كثيرة في كتب الصحاح عن «إسباغ الوضوء»، نقلت عن: