في دلالتها أو معارض يعارضها و بلا فرق بين
أقسام الكفار بل ليس هنا إيضاح أبلغ من هذا الإيضاح.
الاستدلال بآية الرجس
و من الآيات الّتي قد يستدلّ بها لإثبات نجاسة الكفّار قوله تعالى:
كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا
يُؤْمِنُونَ. [1] فنقول في تقريب الاستدلال بها: انّ مفادها: انّ كلّ من لا يؤمن
باللّه- سواء كان مشركا اصطلاحيا أو كان منكرا للّه تعالى أو غيرهما من أصناف الكفّار
فقد كتب اللّه و جعل عليه الرّجس. و الرجس هو النجاسة. [2] و لكنّ الإنصاف انّ هذه
الآية ليست كالسابقة في- نهوضها لإثبات ما
______________________________
[1]. سورة الانعام الآية 125. أقول: و قد استدلّ بها العلّامة أعلى
اللّه مقامه في التذكرة ج 1 ص 8 و في نهاية الأحكام ج 1 ص 273 و الشهيد في الدروس
ص 13 و في الذكرى ص 13 على نجاسة الكافر مطلقا و المحقّق في المعتبر ص 24 على
نجاسة من عدا اليهود و النصارى من الكفار، و ابن إدريس على نجاسة كلّ من لم يعتقد
الحقّ الّا المستضعف، على ما حكاه العلامّة.
[2]. قال السيّد أبو المكارم بن زهرة في الغنية: معنى الرجز و
الرّجس و النجس واحد بدلالة قوله تعالى وَ الرُّجْزَ
فَاهْجُرْ- فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ انتهى.
و قال الشيخ في التهذيب الطبع الجديد ج 1 ص 278: انّ الرجس هو
النجس بلا خلاف.
و في مجمع البحرين بعد نقل هذا: و ظاهره انّه لا خلاف بين علمائنا
في أنّه في الآية بمعنى النجس انتهى.
و قال في المختلف ص 58 في ضمن البحث عن نجاسة الخمر و التعرض لآية إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ
الْأَزْلامُ رِجْسٌ إلخ-: ان الرجس هو النجس.
و قال الشيخ البهائي قدّس سرّه في الحبل المتين ص 102 في ذيل آية
الخمر: و الرجس و ان كان يطلق على غير النجس أيضا الّا انّ الشيخ في التهذيب نقل
الإجماع على انّه هنا بمعنى النجس.
و حينئذ فامّا ان يكون خبر بقية المتعاطفات في الآية محذوفا أو
يكون رجس هو الخبر عن الكلام من قبيل عموم المشترك أو عموم المجاز و مثله غير عزيز
في الكلام انتهى كلامه.