و هم فرقة قائلون بانعزال اللّه تعالى عن الأفعال و إرجاع الأمور إلى
العباد و انّه سبحانه فوّض الأفعال إلى المخلوقين [1] هذا.
و الحقّ انّ التفويض على أقسام:
منها القول بأنّ اللّه لمّا خلق العباد أعطاهم قدرة أغناهم بها عنه
فهم بعد ذلك مستقلّون في الأمور قائمون على وفق مشيّتهم و إرادتهم و قدرتهم و لا
يحتاجون اليه و الى حوله و قوّته و هو بمعزل عن الأمور لتفويض الأمر إليهم و
______________________________
[1]. قال الشيخ الصدوق في رسالة الاعتقادات: اعتقادنا في الغلاة و
المفوّضة انّهم كفّار باللّه جلّ اسمه و انّهم شرّ من اليهود و النصارى و المجوس و
القدريّة و الحرورية و من جميع أهل البدع و الأهواء المضلّة.
و في المكاسب للشّيخ الأنصاري ص 27:. انّ الضروري عدم نسبة تلك
الأفعال إلى فاعل مختار باختيار مستقلّ مغاير لاختيار اللّه كما هو ظاهر قول
المفوّضة.