ثم انّك قد علمت انّه يدخل في ضابط الكافر من أنكر ضروريّا من
ضروريّات الدين و ان كان بحسب الظاهر مسلما مقرّا بالشهادتين و قد صرّح العلماء
رضوان اللّه عليهم أجمعين بذلك كما قال المحقّق في عبارته المتقدّمة: و ضابطه من
خرج عن الإسلام أو من انتحله و جحد ما يعلم من الدين ضرورة إلخ و مثله ايضا كلمات
الآخرين و لا خلاف في ذلك ظاهرا بل هو من المسلّمات.
و انّما المهمّ هو انّ إنكار الضروري بنفسه و من حيث هو سبب مستقلّ
للكفر تعبّدا [1] أو لأنّه كاشف عن إنكار النبوّة و راجع الى تكذيب النبي صلّى
اللّه
______________________________
[1]. أقول: قال المحقّق الهمداني في طهارته ص 566: انّ القول
بالسببيّة صريح بعض و ظاهر آخرين بل ربّما استظهر من المشهور انتهى و لكنّه رحمه
اللّه خالف هذا الرأي و قال في ص 567: انّه لا دليل على سببيّة الإنكار من حيث هو
الكفر.
و قال في مفتاح الكرامة ج 1 ص 143: و هنا كلام في انّ جحود الضروري
كفر في نفسه أو