و المستفاد منها بلحاظ التعبير بالخروج لزوم
كون الكفر مسبوقا بالايمان و هذا يقتضي كون الكافر الأصليّ خارجا عن تحت التعريف
لانّه غير مسبوق بالإسلام و لا يصدق في حقّه انّه خرج عن الإسلام.
و لعلّه لرفع هذا الإجمال أو الإيهام و الاشكال فسّر السيّد صاحب
المسالك قدّس سرّه العبارة بقوله: المراد بمن خرج عن الإسلام من بائنة كاليهود و
النصارى و بمن انتحله و جحد ما يعلم من الدين ضرورة من انتمى اليه و أظهر التديّن
به لكن جحد بعض ضروريّاته[1] انتهى
كلامه رفع مقامه.
و على ما بيّناه فمعنى العبارة ان الكافر قسمان.
أحدهما: من لم يكن مسلما مقرّا و داخلا في حوزة الإسلام و على هذا
فالمراد بمن خرج عن الإسلام هو غير المسلم سواء كان مسبوقا بالإسلام أم لم يكن
كذلك و لم يعهد منه الإسلام أصلا.
ثانيهما: من كان منتحلا و مع ذلك كان منكرا للضروريّ.
و لعلّ هذا المعنى و التفسير أقرب ممّا افاده سيّد المدارك و كيف كان
يصرف النظر عن ظاهر لفظ الخروج، و قد تحقّق ان الحكم بالكفر دائر مدار أحد الأمرين
أحدهما تحقّق نفس الكفر سواء كان مسبوقا بالإسلام أم لا و الآخر الانتحال إلى
الإسلام مع إنكار الضروري.
كلمة اخرى حول الكفر
لا يخفى انّ للكفر- في الآيات و الروايات و كلمات العلماء- إطلاقات
مختلفة: