سلّم غيره عليه، الّا انّه لو سلّم يجب ردّ
سلامه عليه.
و على ذلك فلا بعد أصلا في كون الصبيّ المتميّز المقرّ بالشهادتين و
سائر اللوازم محكوما عليه بالإسلام و الطهارة، و خارجا بذلك عن تبعيّة والديه في
الكفر.
امّا طفل المسلم و الصبيّ المتولّد منه فلو قال بالرّدة فيمكن التمسك
هناك بعمد الصبي خطأ، و القول بعدم ترتّب الأثر عليه، و انّه باق على تبعيّة
المسلم فتكون ردّته نظير ردّة من قال بها بمجرّد لقلقة اللّسان فهي غير مؤثرّة،
كما انّه لو قتل أحدا لا يقتل به و على الجملة فالآثار الوضعيّة مترتّبة ما لم تكن
خلاف الامتنان.
تنبيه:
ثمّ انّه لا يتوهّم ممّا ذكرنا مثالا- من تعلّم أولاد الكفّار في
مدارس المسلمين و معاهدهم العلميّة- عدم جواز ذلك، فإنّه جائز قطعا و بلا اشكال، و
كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ينهى [1] عن ان يكون لأهل الكتاب مدارس
مستقلّة في البلاد الإسلاميّة، و يمنع عن تأسيسها فيها لأنفسهم، و كان أولاد أهل
الكتاب يتعلّمون و يدرسون في مدارس المسلمين مع أطفالهم.
و كان هذا لأجل نكتة شريفة اجتماعيّة و هي انّهم إذا كانوا في مدارس
المسلمين- مع انّ مناهجها التعليميّة و برامجها و نظاماتها بيد المسلمين و تحت
مديريّتهم و انّ هذه الأطفال يعاشرون المسلمين و أطفالهم- فمن الممكن جدّا ان
يتسرّب إليهم شيء من سيرتهم الحسنة أو قبس من أقوالهم القيّمة المضيئة و يهتدوا
الى اللّه و يتوجّهون إلى الإسلام في ظلال معاشرتهم هذه، و ببركة
______________________________
[1]. كلّما تفحّصت لم أعثر على مصدر هذا المطلب.