وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ وَ تَمَامُ الشُّكْرِ الِاعْتِرَافُ بِلِسَانِ السِّرِّ خَالِصاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْعَجْزِ عَنْ بُلُوغِ أَدْنَى شُكْرِهِ لِأَنَّ التَّوْفِيقَ فِي الشُّكْرِ نِعْمَةٌ حَادِثَةٌ يَجِبُ الشُّكْرُ عَلَيْهَا وَ هِيَ أَعْظَمُ قَدْراً وَ أَعَزُّ وُجُوداً مِنَ النِّعْمَةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا وُفِّقَ لَهُ فَيَلْزَمُكَ عَلَى كُلِّ شُكْرٍ شُكْرٌ أَعْظَمُ مِنْهُ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ مُسْتَغْرِقاً فِي نِعَمِهِ عَاجِزاً قَاصِراً عَنْ دَرْكِ غَايَةِ شُكْرِهِ فَأَنَّى يَلْحَقُ الْعَبْدُ شُكْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ مَتَى يَلْحَقُ صَنِيعُهُ بِصَنِيعِهِ وَ الْعَبْدُ ضَعِيفٌ لَا قُوَّةَ لَهُ أَبَداً إِلَّا بِاللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَ جَلَّ وَ اللَّهُ تَعَالَى غَنِيٌّ عَنْ طَاعَةِ الْعَبْدِ فَهُوَ تَعَالَى قَوِيٌّ عَلَى مَزِيدِ النِّعَمِ عَلَى الْأَبَدِ فَكُنْ لِلَّهِ عَبْداً شَاكِراً عَلَى هَذَا الْوَجْهِ تَرَى الْعَجَبَ