كم من غافل يبيت على فراش الأمن وسنان [1]، والموت يحرق عليه الأسنان، يا ويله يركض بالنهار خيله، ويطوي على الغفلة ليله، وهو كالقطرب [2] في المطاف والمطار، جيفة بالليل بطال بالنهار، يعيش ساخطا [3]، ويموت قانطا، ذلك دأبه وديدنه، حتى يفترق روحه وبدنه، وسيفجأه من ألد [4] ما لا يود، يوم تبيض وجوه وتسود.
وفي الحديث: لا يلفين أحدكم قطرب نهار جيفة ليل، يعني: لا ينام أحدكم الليل كله ثم يكون بالنهار كأنه قطرب، لكثرة طوفانه وجولانه في أمر دنياه، فإذا أمسى يكون كالا تعبا فينام ليله كله حتى يصبح كالجيفة لا يتحرك.
وقيل: القطرب صغار الكلاب.
وقيل: ذكر الفيلان.
وقيل: حيوان بأرض الصعيد يظهر للمنفرد من الناس، فربما صده عن نفسه إذا كان شجاعا، وإلا لم ينته عنه حتى ينكحه، فإذا رأوه الناس قالوا: إما منكوح وإما مروع، فإن كان منكوحا يئسوا منه وإن كان مروعا عالجوه.