responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاسبة النفس نویسنده : الكفعمي العاملي، الشيخ ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 88

يغني به جيرانه، ويطفي به نيرانه، لا يمسكه في يده، ولا يتركه لغده، ولا يدخره لولده، إنما هو الزاد يقدمه لمسراه، ويتصدقه بيمناه ويسراه، فتعسا للبخلاء بما تحوي جيوبهم (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى به جباههم وجنوبهم) [1] إلا أخبرك عنهم، ألا أقول لك من هم؟ هم: الجماعون الطماعون (الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون) [2].

يا نفس:

ليس الشريف من تطاول وكاثر، إنما الشريف من تطول وآثر، وليس البر إبانة الحروف بالإمالة والإشباع، لكن البر إعانة الملهوف بالإنالة والإشباع، وليس الصوم صوم جماعة الطغام [3] عن الجماع والطعام، إنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام وكف الكف عن أخذ الحطام، فوا لك لمن [ تدخرين ] أموالك؟ فأنفقي الفك قبل أن يقسم خلفك، وكفي يدك السفلى، واجعلي على باب اليمنى قفلا، فإنك لن تبيتي حتى تملأي زقك [4]، ولن تموتي حتى تستكملي رزقك، وعلام تطلبين الرزق وهو طالبك، وتستبطئين نزوله وهو مصاحبك، وتستقبلين قادمه وهو في بلدك، وتنشدين ضالته وهو في يدك؟ وعلام تهتمين لرزقك، وقد هيئ لك قبل خلقك، وتطلبين رزقا يعدو في قفاك، ولو قعدت لأتاك ما كفاك؟ إن ساعد القضاء فالسيارة كالقاطن، والسائمة كالداجن، وإن لم


[1] التوبة 9: 35.

[2] الماعون 107: 6 و 7.

[3] هم: ضعاف الأحلام ومن لا معرفة لهم، أو: أرذال الناس وأوغادهم. اللسان 12: 368 طغم.

[4] وهو: كل وعاء اتخذ لشراب ونحوه. اللسان 10: 143 زقق.

نام کتاب : محاسبة النفس نویسنده : الكفعمي العاملي، الشيخ ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست