الوله [1] بالدنيا أعظم فتنة، واطراح الكلف أشرف قنية، فمن أخلص فيها توبته، أسقط حوبته، والعمل فيها بطاعة الله أربح، والرجاء لرحمته أنجح، والاشتغال بتهذيب النفس أصلح، والاتكال على القضاء أروح.
شعر:
عجبت لشئ لا يساوي جميعه * * * جناح بعوض عند من أنت عبده
شغلت بجزء منه عنه فما الذي * * * يكون إذا حاسبك عذرك [2] عنده
يا نفس:
الحازم من ترك الدنيا للآخرة، والرابح من باع العاجلة بالآجلة يوم الساهرة، والزاهد أن لا يطلب المفقود، حتى يعدم الموجود، واجتناب السيئات، أولى من اكتساب الحسنات، واشتغالك بمعايبك [3] يكفيك العار، واشتغالك بإصلاح معادك ينجيك من عذاب النار، والطاعة لله أقوى سبب، والمودة في الله أقرب نسب.
[1] قال الطريحي في المجمع 6: 367 وله: والوله بالتحريك: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد.