أفكان قول التوراة والإنجيل، والزبور والتنزيل، بإخبارهم بأخاويف القيامة، وأهاويل يوم الطامة، أقل من مخبرك صدقا، وأنذر منه حقا؟! ولعل المخبر غير صادق، بل أكذب من بارق!! [2].
يا نفس:
لو أن طبيبا يهوديا، أو حكيما نصرانيا، أخبرك في ألذ أطعمتك بدائه، وعدم دوائه، ثم أمرك بالاحتماء، عن بعض الغذاء، لصبرت عنه وتركته، وجاهدت نفسك فيه.
أفكان قول القرآن المبين، والأنبياء والمرسلين، أقل تأثيرا من قول يهودي يخبر عن تخمين، أو نصراني ينبئ عن غير يقين؟!.
والعجب لمن [3] يحتمي عن الطعام لأذيته، كيف لا يحتمي عن الذنب لأليم عقوبته؟!
[2] في أ: في أمثالهم: أكذب من بارق، وهو: السحاب الذي يكون فيه البرق ولا ماء فيه، قال: بلوته أكذب من يلمع أو بارق يلمع في خلب، ويلمع يحتمل أن يراد به السراب لأن اسمه يلمع، ويحتمل أن يراد به البرق الذي لا مطر معه لأن اسمه يلمع أيضا، وإنما قيل للسراب يلمع لأنه يسير إلى المطر ولا مطر معه.