ما لي سوى فقري إليك وسيلة * * * بالافتقار إليك فقري أدفع [1]
ما لي سوى فزعي لبابك حيلة * * * فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه * * * إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لمجدك [2] أن يقنط عاصيا * * * الفضل أجزل [3] والمواهب أوسع
يا نفس:
إن تخاذلت عن الاستعانة بمولاك، وتقاعدت عن الاستقامة في طلب هداك، يوشك أن ينتهز بك الملعون الفرصة، فتعلق بك مخاليبه [4] فتكون عليك غصة، ثم لا تقدرين من حبائله [5] على الخلاص، وليس لك من مصائده مناص [6]، ثم بعد ذلك تلحقين، بالأشقياء والمعذبين.
فعليك بكثرة الاستغاثة والصراخ، قبل أن يعلق بك الفخاخ [2]. ولازمي قرع الباب، عسى أن يرفع لك الحجاب، وقولي بلسان الخجل والانسكار، في مناجاة الملك الجبار، ما كان يقوله سيد العباد، في بسط الرجاء إلى الملك الجواد:
إلهي وعزتك وجلالك، لو قرنتني بالأصفاد، ومنعتني سيبك [8] من بين الأشهاد، ودللت على فضائحي عيون العباد، وأمرت بي إلى النار، وحلت بيني