responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاسبة النفس نویسنده : الكفعمي العاملي، الشيخ ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 16

عليها نظام العالم، لكن أبواب الوصول إليه مفتوحة، ومناهل الظماء لديه مترعة، دخلها قوم لم يسلكوا غير طريقتهم، وشرب منها زمرة لم يشربوا من غير آنيتهم، فارجعي البصر كرتين [ ترينهم ] بين الناس مختفين، وقد أشرنا إلى بعضهم في مطاوي هذا الكتاب، ولعل الله يوفقنا لاستقصاء جماعة منهم في رسالة منفردة تحن إليها قلوب أولي الألباب، فلو شابهتهم في الأعمال والأقوال، وصرت كأحدهم في الأفعال والأحوال، كنت معهم عند تقسيم هذا النوال، لكنك تدثرت بجلباب أعدائه، وأنخت راحلتك بغير فنائه، تصبحين وتمسين ولا يجري ذكره على قلبك ولسانك، وتبتغين مرضاة رب العالمين وفضله ولا تقدميه في امامك، فاتخذته وراءك ظهريا، فكأنه (عليه السلام) صار نسيا منسيا، فصرت محرومة من خصائص لطفه، ونفحات رحمته، فابك طويلا، فقد عظم المصاب، وطال العذاب، وإلى الله المشتكى من اتصال الغفلة وسوء المآب [1].

وشيخنا الكفعمي - مؤلف هذا الكتاب - أيضا أخذ هذه الطريقة وانتهجها، لما فيها من الأثر الوضعي في القلب وتقوية الروح، فجعل كتابه مخاطبة للنفس وتنبيها لها، فالكتاب حوار بين القوة العقلائية والقوة الشهوانية، بين القلب والهوى، بين الروح الطاهرة والنفس الأمارة.

فعلى كل من يريد الوصول إلى الحق والحقيقة والجمال الروحي أن يحاسب نفسه الأمارة ويخاطبها بهذه العبارات، حتى يصرعها ويجعلها خاضعة إلى القوة العقلائية، ويجعلها مسيرة لا مسيرة، فحينئذ يشملها الخطاب الرباني:

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي) [2].


[1] دار السلام 4: 92 - 94.

[2] الفجر 89: 27 - 30.

نام کتاب : محاسبة النفس نویسنده : الكفعمي العاملي، الشيخ ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست