كما ينظر المريض إلى لذيذ الطعام، فلا يلتذ من شدة الأسقام، كذلك صاحب الدنيا لا يجد لذة العبادة وحلاوتها، مع ما يجد من محبة الدنيا وغضارتها [1].
واعلمي: أن الدابة إذا لم تركب وتمتهن [2]، نفرت واستصعبت، كذلك القلوب إذا لم ترتق بذكر الموت قست واستغلظت، وأن الزق [3] إذا لم ينخرق شك أن يكون وعاء للعسل، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات يوشك أن تكون أوعية للحكمة وصالح العمل.
يا نفس:
في الحديث: من قال: سبحان الله غرس الله له بها في الجنة عشر شجرات، فيها ما شاء من أنواع الفواكه والطيبات، وهي ذوات أفنان [4]، تحمل من سائر الألوان، فيرى ثمرها إن أراد رطبا، وإذا قضى منه أربا [5] تحول عنبا فإذا قضى منه أملا، انقلب عسلا وتيجانا وحللا، وكذلك تتقلب لوزا،