هل هذه الأحاديث رحمكم
الله إلا دالة على غيبة صاحب الحق و هو الشرف الذي يشرفه الشيعة ثم على غيبة السبب[3] الذي كان
منصوبا له ع بينه و بين شيعته و هو السناد الذي كانوا يسندون إليه أمورهم فيرفعها
إلى إمامهم في حال غيبته ع و الذي هو شرفهم فصاروا عند رفعه كموات المعز و قد كان
لهم في الوسائط بلاغ و هدى و مسكة للرماق[4]
حتى أجرى الله تدبيره و أمضى مقاديره برفع الأسباب مع غيبة الإمام في هذا الزمان
الذي نحن فيه لتمحص من يمحص و هلكة من يهلك و نجاة من ينجو بالثبات على الحق و نفي
الريب و الشك و الإيقان بما ورد عن الأئمة ع من أنه لا بد من كون هذه الغمة ثم
انكشافها عند مشيئة الله لا عند مشيئة خلقه و اقتراحهم جعلنا الله و إياكم يا معشر
الشيعة المؤمنين المتمسكين بحبله المنتمين إلى أمره ممن ينجو من فتنة الغيبة التي
يهلك فيها من اختار لنفسه و لم يرض باختيار ربه و استعجل تدبير الله سبحانه و لم
يصبر كما أمر و أعاذنا الله و إياكم من الضلالة بعد الهدى إنه ولي قدير-
[1]. كذا و لعلّ الصواب« رفعه الى أبى جعفر عليه
السلام».
[2]. المهولة أي المفزعة المخوفة فانه أقل
امتناعا، و الجازر: القصاب.
[3]. أي أولا دالة على غيبة صاحب الحق ثمّ على
غيبة السبب الذي بينه و بين الشيعة يعنى غيبة السفراء.
[4]. كذا في نسخة، و في بعضها« الارماق» و في
بعضها« لارماق».