كل ذلك رعاية لمصلحة الاسلام العامة، ورعاية أن لا يرى في الاسلام ثلماً أو هدماً، حتى عرف ذلك منه، وكان الخليفة عمر بن الخطاب يقول ويكرّر القول: (لا كنت لمعضلة ليس لها أبو الحسن)[1]أو (لولا علي لهلك عمر)[2].
ولا يُنسى موقف الحسن بن علي (عليه السلام) من الصلح مع معاوية[3] بعد أن رأى أنّ الاصرار على الحرب سيديل من ثقل الله الاَكبر،
[2] المناقب للخوارزمي: 80 ح65، تذكرة الخواص: 137، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1|18 و141 و12|179 و223، كفاية الطالب: 219، ذخائر العقبى: 82، الرياض النضرة: 3|161.
[3] يمكن النظر إلى الصلح الذي وقع بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية من نواحٍ عدّة، منها:
أولاً: كسر الطوق المعنوي الذي حاول معاوية أن يوهم به عامة المسلمين من إلحاحه المستمر لطلب الصلح واغترار الناس به، وقد أبان الامام الحسن (عليه السلام) ابتداءاً اعتذاره عن ذلك بأنّ معاوية لا يفي بشرط، ولا هو بمأمون على الدين ولا على الامّة.
ثانياً: لو حاول الامام الحسن (عليه السلام) الاصرار على موقفه من قتال معاوية لكانت في ذلك مغامرة مواجهة قوّة لا قبل بها، ولا نكشف الامر عن التضحية بنفسه وكافة الهاشميين وأوليائهم، ولعذله العاذلون وقالوا فيه.
ثالثا: اتّضح الاَمر ـ بعد ذلك ـ بفضيحة معاوية الذي لم يلتزم ببنود الصلح قيد أنملة، ثم انكشف بعد ذلك الغطاء في دور أبيّ الضيم الامام الحسين (عليه السلام) وما قدّمه من تضحيات تقف متممة لدور الامام الحسن (عليه السلام) في مواجهة الظالمين، ورد موجة