هو العلم بوجود واجب الوجود لذاته، لأنه أوجد جميع الممكنات بعد أن لم تكن موجودة، و بأنه قادر مختار، لأن الممكنات محدثه، لملازمتها الحوادث كالحركة و السكون. و بأنه عالم، لأنه فعل الأفعال المحكمة المتقنة.
و بأنه حي، لأنه قادر عالم. و بأنه مريد للطاعات و كاره للمعاصي، لأنه آمر و ناه.
و بأنه متكلم، بمعنى أنه خلق الكلام من جسم جامد، لأن ذلك ممكن، و هو سبحانه قادر على الممكنات، و لقوله تعالى «وَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً»[2]، و بأنه صادق في خبره، لان الكذب قبيح. و بأنه سبحانه ليس بجسم و لا عرض و لا جوهر و لا مركب، لان ذلك من صفات الحادثات. و بأنه لا يرى بحاسة البصر و الا لكان جسما، و لقوله تعالى «لٰا تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ»[3]. و بأنه واحد لا شريك له، لقوله تعالى «لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا»[4]، و ليس في جهة و لا محلا للحوادث، و الا لكان ممكنا.
فصل و العدل:
هو العلم بكونه لا يفعل القبيح، و لا يرضى به، و لا يأمر بالقبائح