responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الإمامة - ط مؤسسة البعثة نویسنده : الطبري‌ الصغير، محمد بن جرير    جلد : 1  صفحه : 500

تَقُومُ فَتُقَبِّلُ جَبْهَتِي فَأُقَبِّلُ رَأْسَهَا، وَ تُقَبِّلُ‌[1] يَدِي فَأُقَبِّلُ رِجْلَهَا، وَ تَمُدُّ يَدَهَا إِلَى خُفِّي لِتَنْزِعَهُ فَأَمْنَعُهَا مِنْ ذَلِكَ، فَأُقَبِّلُ يَدَهَا إِجْلَالًا وَ إِكْرَاماً لِلْمَحَلِّ الَّذِي أَحَلَّهُ اللَّهُ (تَعَالَى) فِيهَا، فَمَكَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ مَضَى أَخِي أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا عَمَّتَاهْ، إِنَّ الْمَوْلُودَ الْكَرِيمَ عَلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ‌[2] سَيُولَدُ لَيْلَتَنَا هَذِهِ.

فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُمْتُ إِلَى الْجَارِيَةِ فَقَلَبْتُهَا ظَهْراً لِبَطْنٍ، فَلَمْ أَرَ بِهَا حَمْلًا، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، لَيْسَ بِهَا حَمْلٌ. فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً وَ قَالَ: يَا عَمَّتَاهْ، إِنَّا مَعَاشِرَ[3] الْأَوْصِيَاءِ لَيْسَ يُحْمَلُ بِنَا فِي الْبُطُونِ، وَ لَكِنَّا نُحْمَلُ فِي الْجُنُوبِ.

فَلَمَّا جَنَّ اللَّيْلُ صِرْتُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِحْرَابَهُ، فَأَخَذَتْ مِحْرَابَهَا فَلَمْ يَزَالا يُحْيِيَانِ اللَّيْلَ، وَ عَجَزْتُ عَنْ ذَلِكَ فَكُنْتُ مَرَّةً أَنَامُ وَ مَرَّةً أُصَلِّي إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ، فَسَمِعْتُهَا آخِرَ اللَّيْلِ فِي الْقُنُوتِ، لَمَّا انْفَتَلْتُ مِنَ الْوَتْرِ مُسَلِّمَةً، صَاحَتْ: يَا جَارِيَةُ، الطَّسْتَ. فَجَاءَتْ بِالطَّسْتِ فَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهَا فَوَضَعَتْ صَبِيّاً كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ، عَلَى ذِرَاعِهِ الْأَيْمَنِ مَكْتُوبٌ: جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً[4]. وَ نَاغَاهُ سَاعَةً حَتَّى اسْتَهَلَّ، وَ عَطَسَ، وَ ذَكَرَ الْأَوْصِيَاءَ قَبْلَهُ، حَتَّى بَلَغَ إِلَى نَفْسِهِ، وَ دَعَا لِأَوْلِيَائِهِ عَلَى يَدِهِ بِالْفَرَجِ.

ثُمَّ وَقَعَتْ ظُلْمَةٌ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَلَمْ أَرَهُ، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، أَيْنَ الْكَرِيمُ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ: أَخَذَهُ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْكِ. فَقُمْتُ وَ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَلَمْ أَرَهُ.

وَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً دَخَلْتُ دَارَ أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ). فَإِذَا أَنَا بِصَبِيٍّ يَدْرُجُ فِي الدَّارِ، فَلَمْ أَرَ وَجْهاً أَصْبَحَ‌[5] مِنْ وَجْهِهِ، وَ لَا لُغَةً أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ، وَ لَا نَغْمَةً أَطْيَبَ مِنْ نَغْمَتِهِ،


[1] في« ع» زيادة: يدي فاقبل رأسها و تقبل.

[2]( و رسوله) ليس في« ع، م».

[3] في« ع»: معشر.

[4] الاسراء 17: 81.

[5] في« ط»: أحسن.

نام کتاب : دلائل الإمامة - ط مؤسسة البعثة نویسنده : الطبري‌ الصغير، محمد بن جرير    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست