محمّد بن خالد و محمّد بن عبد الجبّار و إبراهيم بن هاشم و غيرهم
عنه، و في البحار عن العيّاشى مرسلا عن صفوان قال استأذنت لمحمّد بن خالد على أبى
الحسن الرضا (ع) و أخبرته انّه ليس يقول بهذا القول و انّه قال: و اللّه لا أريد
لقائه إلّا لأنتهى إلى قوله فقال: أدخله فدخل فقال له: جعلت فداك إنّه قد كان فرط
منّى شيء و أسرفت على نفسى و كان فيما يزعمون أنّه كان يعيبه فقال: و أنا أستغفر
اللّه ممّا كان منّى فأحبّ أن تقبل عذرى و تغفر لي ما كان منّى فقال: نعم أقبل إن
لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا و أصحابه و أشار بيده إلىّ و مصداق ما يقول الآخرون
يعنى المخالفين قال اللّه لنبيّه (ص): «و لو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك
فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر» ثمّ سأله عن أبيه فأخبره أنّه قد مضى و
استغفر له، فهذا الحديث مع إرساله و عدم صراحته في محمّد بن خالد البرقي و عدم
ظهور مضمونه فيه من كتب الرّجال و الأخبار قد تضمّن رجوعه عمّا كان عليه من الوقف
و غيره فلا يقتضى طعنا فيه بعد أن ظهرت توبته و قبله الرّضا (ع) و رضى عنه و
استغفر له، فان كثيرا من أعاظم الاصحاب و ثقاتهم وقفوا ثمّ رجعوا و عادوا إلى الحق
و لم يتوقف فيهم أحد»[1].
(انتهى
كلام العلامة الطباطبائى رضوان اللّه عليه) قال صاحب الروضات رحمة اللّه عليه[2]
«الشّيخ
الجليل أبو جعفر أحمد بن أبي عبد اللّه محمّد بن خالد البرقيّ منسوب إلى برقة من
أعمال قم و أصله كوفيّ قتل جدّه الثالث محمّد بن عليّ في حبس يوسف بن عمر بعد
شهادة زيد بن عليّ (ع) و كان خالد صغيرا فهرب مع أبيه عبد الرّحمن بن محمّد إليها
و توطّنوا بها، و هو من أجلّاء أصحابنا المشاهير مصرّح بتوثيقه في عبارات كثير من
أصحابنا، ذكره الشّيخ في رجال الجواد (ع) و الهادى (ع)، و ممّن يروى عنه الصفّار
صاحب بصائر الدّرجات إلّا أنّه كان يروى عن الضّعفاء و يعتمد المراسيل و لهذا
أبعده أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ و إن أعاده إليها ثانيا و اعتذر منه و مشى
في جنازته بعد موته حافيا حاسرا ليبرّئ نفسه مما قذفه به، و له تصانيف كثيرة
فصّلها الرجاليّون؛ و من أجلّها و أجمعها كتاب المحاسن
[1]- انظر أوائل رجال بحر
العلوم أو أواخر مقباس الهداية الملحق في الطبع بتنقيح المقال.