فلما توفي رسول الله و
رجع بنو تميم إلى المدينة و معهم مالك بن نويرة فخرج لينظر من قام مقام رسول الله
ص فدخل يوم الجمعة و أبو بكر على المنبر يخطب بالناس فنظر إليه و قال أخو تيم
قالوا نعم قال فما فعل وصي رسول الله ص الذي أمرني بموالاته قالوا يا أعرابي الأمر
يحدث بعده الأمر قال بالله ما حدث شيء و إنكم قد خنتم الله و رسوله ثم تقدم إلى
أبي بكر و قال من أرقاك هذا المنبر و وصي رسول الله ص جالس فقال أبو بكر أخرجوا
الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله ص فقام إليه قنفذ بن عمير و خالد بن
الوليد فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه فركب راحلته و أنشأ يقول
أطعنا رسول الله ما كان بيننا
فيا قوم ما شأني و شأن أبي بكر
إذا مات بكر قام عمرو مقامه
فتلك و بيت الله قاصمة الظهر
يدب و يغشاه العشار كأنما
يجاهد جما أو يقوم على قبر
فلو قام فينا من قريش عصابة
أقمنا و لكن القيام على جمر.
قال فلما استتم الأمر
لأبي بكر وجه خالد بن الوليد و قال له قد علمت ما قاله مالك على رءوس الأشهاد و
لست آمن أن يفتق علينا فتقا لا يلتئم فاقتله فحين أتاه خالد ركب جواده و كان فارسا
يعد بألف فخاف خالد منه فآمنه و أعطاه المواثيق ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه فقتله
و أعرس بامرأته في ليلته و جعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه و بات ينزو
عليها نزو الحمار و الحديث طويل.