responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 80

فهل يا أبا القاسم أصلحك الله تعرف أحدا من خصومك في الإرجاء و الشفاعة يذهب إلى جواز الشفاعة لعباد الأصنام المشركين بالله عز و جل و الكفار برسله ع حتى استحسنت استدلال شيخك بهذه الآية على المشبهة كما زعمت و المجبرة و من ذهب مذهبهم من العامة فإن ادعيت علم ذلك تجاهلت و إن زعمت أنه إذا بطلت الشفاعة للكفار فقد بطلت للفساق أتيت بقياس طريف من القياس الذي حكي عن أبي حنيفة أنه قال فيه البول في المسجد أحيانا أحسن من بعض [نقض‌] القياس.

و كيف تزعم ذلك و أنت إنما حكيت مجرد القول في الآية و لم تذكر وجه الاستدلال منها و إن ما توهمت أن الحجة في ظاهرها غفلة عظيمة حصلت منك على أنه إنما يصح القياس على العلل و المعاني دون الصور و الألفاظ و الكفار إنما بطل قول من ادعى الشفاعة لهم إن لو ادعاها مدع بصريح القرآن لا غير فيجب أن لا تبطل الشفاعة لفساق أهل الملة إلا بنص القرآن أيضا أو قول من الرسول ص يجري مجرى القرآن في الحجة و إذا عدم ذلك بطل القياس فيه مع أنا قد بينا أنك لم تقصد القياس و إنما تعلقت بظاهر القرآن و كشفنا عن غفلتك في المتعلق به فليتأمل ذلك أصحابك و ليستحيوا لك منه.

عَلَى أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنِ الْبَاقِرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذِهِ الْآيَاتِ دَلَالَةٌ عَلَى وُجُودِ الشَّفَاعَةِ قَالَ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ النَّارِ لَوْ لَمْ يَرَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعِينَ يَشْفَعُونَ لِبَعْضِ مَنِ اسْتَحَقَّ الْعِقَابَ فَيُشَفَّعُونَ وَ يَخْرُجُونَ بِشَفَاعَتِهِمْ مِنَ النَّارِ أَوْ يُعْفَوْنَ مِنْهَا بَعْدَ الِاسْتِحْقَاقِ لَمَّا تَعَاظَمَتْ حَسَرَاتُهُمْ وَ لَا صَدَرَ عَنْهُمْ هَذَا الْمَقَالُ لَكِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوْا شَافِعاً يَشْفَعُ فَيُشَفَّعُ وَ صَدِيقاً حَمِيماً يَشْفَعُ لِصَدِيقِهِ فَيُشَفَّعُ عَظُمَتْ حَسَرَاتُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالُوا فَما لَنا مِنْ‌

نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست