نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 62
ع بما كشفناه ثبت أن الفضل الذي حصل به لأمير المؤمنين ع يرجح
على كل فضيلة حصلت لأحد من الصحابة و أهل البيت ع و بطل قول من رام المفاضلة بينه
و بين أبي بكر من العامة و المعتزلة الناصبة له ع إذ قد حصل له ع فضل يزيد على
الفضل الحاصل للأنبياء.
و لعل قائلا يقول عند
سماع هذا كيف يسوغ لكم ما ادعيتموه في هذه المحنة و تعظيمها على محنة إسماعيل ع و
ذلك نبي و هذا عندكم وصي نبي و ليس يجوز أن يكون من ليس بنبي أفضل من أحد الأنبياء
ع.
فإنه يقال لهم ليس في
تفضيلنا هذه المحنة على محنة إسماعيل ع تفضيل لأمير المؤمنين ع على أحد الأنبياء ع
و ذلك أن عليا ع و إن حصل له فضل لم يحزه نبي فيما مضى فإن الذي حازته الأنبياء من
الفضل الذي لم يحصل منه شيء لأمير المؤمنين ع يوجب فضلهم عليه و يمنع من المساواة
بينه و بينهم أو تفضيله عليهم كما بيناه و بعد فإن الحجة إذا قامت على فضل أمير
المؤمنين ع على نبي من الأنبياء و لاح على ذلك البرهان وجب علينا القول به و ترك
الخلاف فيه و لم يوحشنا منه خلاف العامة الجهلاء.
و ليس في تفضيل سيد
الوصيين و إمام المتقين و أخي رسول رب العالمين سيد المرسلين و نفسه بحكم التنزيل
و ناصره في الدين و أبي ذريته الأئمة الراشدين الميامين على بعض الأنبياء
المتقدمين أمر يحيله العقل و لا يمنع منه السنة و لا يرده القياس و لا يبطله
الإجماع إذ عليه جمهور شيعته و قد نقلوا ذلك عن الأئمة من ذريته ع و إذا لم يكن
فيه إلا خلاف الناصبة و المستضعفين ممن يتولاه لم يمنع من القول به.
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 62