نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 251
ابسط يدك أبايعك فإن سلموا الحق لأهله لم تضرك البيعة و إن
ادعوا الشورى و الاختيار و أنكروا حقك كان لك من البيعة و الاختيار و العقد مثل ما
لهم فلم يمكنهم الاستبداد بالأمر دونك فأبى أمير المؤمنين ع ذلك.
و كره أن يتوصل إلى حقه
بباطل لا يوصل إليه و برهان أمره يقهر القلوب بظهور النص عليه.
و لأنه كره أن يبسط يده
للبيعة فيلزمه بعد ذلك تجريد السيف على دافعية الأمر فلا يستقيم له مع الاختيار و
عقد القوم له أن يلزم التقية و قد تقدمت الوصية له من النبي ص بالكف عن الحرب
مخافة بطلان الدين و درس الإسلام.
فإن قال بعضهم في هذا
الجواب قد وصل إلى حقه كما زعمتم بعد عثمان بالاختيار و دخل في الشورى فكيف استجاز
التوصل إلى الحق بالباطل على ما فهمناه عنكم من الجواب.
قيل له يقول القوم إنما
ساغ له ذلك في الشورى و بعد عثمان لخفاء النص عليه في تلك الأحوال و اندراس أمره
بمرور الزمان على دفعه عن حقه فلم يجد إذ ذاك من ظهور فرض طاعته ما كان عند وفاة
رسول الله ص فاضطر إلى التوصل إلى حقه من حيث جعلوه طريقا إلى التأمير على الناس.
على أن القوم جمعوا بين
علتين إحداهما ما ذكرناه و الأخرى ما اردفناه المذكور من وجوب الجهاد عليه بعد
قبول البيعة و لم يكن في الأول يجوز له ذلك للوصية المتقدمة من النبي ص في الكف عن
السيف و لما رآه في ذلك من الاستصلاح و كانت الحال بعد عمر و بعد عثمان على خلاف
ما ذكرناه و هذا يبطل ما تعلقتم به.
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 251