و قد ادعوا أن في هذا
دليلا على أن رسول الله ص لم ينص على أمير المؤمنين ع.
و قولهم إنه لو كان نص
عليه لم يدعه العباس إلى البيعة لأن المنصوص عليه لا يفتقر في إمامته و كمالها إلى
البيعة فلما دعاه العباس إلى عقد إمامته من حيث تنعقد الإمامة التي تكون بالاختيار
دل على بطلان النص و هذا الكلام مع وهنه فقد حار قوم من الشيعة عن فهم الغرض فيه و
عدلوا عن نقضه من وجهه و قد كنت قلت لمناظر اعتمد عليه في حجاجه في الإمامة و رام
به مناقضتي في مجلس من مجالس النظر أقوالا أنا أورد مختصرا منها و أعتمد على بعضها
إذ كان شرح ذلك يطول.
و هو أن يقال لهم إن كان
دعاء العباس أمير المؤمنين ع إلى البيعة يدل على ما زعمتم من بطلان النص و ثبوت
الإمامة من جهة الاختيار فيجب أن يكون دعاء النبي ص الأنصار إلى بيعته في ليلة
العقبة و دعاؤه المسلمين من المهاجرين و الأنصار تحت شجرة الرضوان دليلا على أن
نبوته ص إنما ثبتت له من جهة الاختيار فإنه لو كان ثابت الطاعة من قبل الله عز و
جل و إرساله له و كان المعجز دليل نبوته لاستغنى عن البيعة له تارة بعد أخرى فإن
قلتم ذلك خرجتم عن الملة و إن أثبتموه نقضتم العلة عليكم.
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 249