responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 234

محض الهذيان.

على أنه إذا تأمل متأمل قصة المخدج عرف أن أمره كان بعهد من رسول الله ص و ذلك أن هذا المخدج لم يكن معروفا عند أصحاب أمير المؤمنين ع و لا مشهورا و لا علموا أنه كان في الخوارج فنجا أو قتل و لا سمعوا له خبرا فأنباهم أمير المؤمنين ع بصفته قبل الوقعة و خبرهم بقتله و ماله و الدليل على ذلك أنه لو كان الرجل معروفا عند القوم و كان قتله معلوما لهم لما كان لاستدلال أمير المؤمنين بالخبر عنه على باطلهم و حقه معنى يعقل و إنما جعل خبره معجزا و برهانا له على صوابه.

فَلَمَّا انْكَشَفَ الْحَرْبُ أَمَرَ بِطَلَبِهِ فِي الْقَتْلَى فَلَمْ يُوجَدْ وَ شَكَّ النَّاسُ فِي خَبَرِهِ فَقَلِقَ ع لِذَلِكَ وَ جَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ تَارَةً يُنَاجِي رَبَّهُ فِي بَيَانِ الْأَمْرِ وَ إِزَالَةِ الْغُمَّةِ عَنِ الْخَلْقِ وَ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ أُخْرَى مُفَكِّراً فِي أَصْحَابِهِ خَائِفاً عَلَيْهِمُ الضَّلَالَ عِنْدَ اسْتِبْطَائِهِمْ وُجُودَهُ فَوَفَّقَ اللَّهُ الْكَشْفَ عَنْهُ فَرَكِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّى أَتَى جَمْعاً مِنَ الْقَتْلَى فَقَالَ اكْشِفُوا بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ فَكَشَفُوهُمْ فَوَجَدُوا رَجُلًا أَسْوَدَ بَادِناً لَهُ ثَدْيَانِ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ إِذَا مُدَّتْ جَذَبَتْ يَدَهُ وَ إِذَا أُرْسِلَتْ مَدَّتْ يَدَهُ فَكَبَّرَ ع عِنْدَ ذَلِكَ وَ زَالَ الرَّيْبُ عَنْ أَصْحَابِهِ.

فكيف يكون الخبر عما وصفناه حدسا و ترجيما بل كيف تكون هذه المنقبة الجليلة مثلبة و هذه الفضيلة العظيمة رذيله لو لا أن الله سبحانه قد أعمى قلب عمرو بن عبيد و النظام و الحاكي عنه و أصحابهما المعتقدين لفضلهما و الله نسأل توفيقا برحمته‌

نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست