نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 19
الإظهار فأما هذه اللفظة فإنها قد جعلت مستعملة في الشريعة
على المعنى الذي قدمت و متى أردت حد المعنى منها قلت حقيقة النص هو القول المنبئ
عن المقول فيه على سبيل الإظهار.
فقال القاضي ما أحسن ما
قلت و لقد أصبت فيما أوضحت و كشفت فخبرني ألان إذا كان النبي ص قد نص على إمامة
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقد أظهر فرض طاعته و إذا أظهره استحال أن يكون
مخفيا فما بالنا لا نعلمه إن كان الأمر على ما ذكرت في حد النص و حقيقته.
فقال الشيخ أيده الله
أما الإظهار من النبي ص فقد وقع و لم يك خافيا في حال ظهوره و كل من حضره فقد علمه
و لم يرتب فيه و لا اشتبه عليه فأما سؤالك عن علة فقدك العلم به الآن و في هذا
الزمان فإن كنت لا تعلمه على ما أخبرت به عن نفسك فذلك لدخول الشبهة عليك في طريقه
لعدولك عن وجه النظر في الدليل المفضي بك إلى حقيقته و لو تأملت الحجة فيه بعين
الإنصاف لعلمته و لو كنت حاضرا في وقت إظهار النبي ص له لما أخللت بعلمه و لكن
العلة في ذهابك عن اليقين فيه ما وصفناه.
فقال و هل يجوز أن يظهر
النبي ص شيئا في زمانه فيخفى على من ينشأ بعد وفاته حتى لا يعلمه إلا بنظر ثاقب و
استدلال عليه.
قال له الشيخ أيده الله
تعالى نعم يجوز ذلك بل لا بد لمن غاب عن المقام في علم ما كان فيه من النظر و
الاستدلال و ليس يجوز أن يقع له به علم الاضطرار لأنه من جملة الغائبات غير أن
الاستدلال في هذا الباب يختلف في الغموض و الظهور و الصعوبة و السهولة على حسب
الأسباب المعترضات في طرقه و ربما عرا طريق ذلك من سبب فيعلم بيسير من الاستدلال
على وجه يشبه الاضطرار إلا أن
نام کتاب : الفصول المختارة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 19