نام کتاب : السّقيفة امّ الفتن نویسنده : جواد جعفر الخليلي جلد : 1 صفحه : 18
والعادة في كل قبيلة
ودويلة فدولة ، وتأثير الواحدة على الأخرى ، وتبادل الآراء وانتقال الحضارات
والثقافات من الواحدة للأخرى.
وقد كانت في البدء العائلة أساس الجماعة
، حتى إذا توسعت وتكاثرت وضمت العائلة بعد توالدها عوائل أصبحت قبيلة ، فقبائل
متجاوره انضمت إلى بعضها بناء على الغريزة الإنسانية لحب الظهور والتسلط.
ولنفس السبب ظهرت الحكومات البدائية والدويلات
المتجاورة ، وبضم الكبيرة الصغيرة طبق القانون الطبيعي تشكلت الدول ثم الدول
الكبرى ، من شعوب متمايزة بحضاراتها وتمدنها ، وفيها حصل تبادل الآراء في مختلف
العلوم الفلسفية والاجتماعية والطبية والسياسية وغيرها.
وكانت ولا شك بحكم الغلبة والحروب
أكثرها حكومات استبدادية مطلقة ، تحت نفوذ سلطة مطلقة تستمد نفوذها من رئيس الدولة
وهو الملك أو قل ملك الملوك ، وإلى ذلك نرى في الشرق والغرب السلطات الثانوية
المتنفذة من الناحية الروحية والنفسية من الكهنة ورجال الدين ، أولئك الذين كانوا
على الأغلب بيدهم وتحت نفوذهم أهم العلوم الاجتماعية والنفسية والطبيعية وما وراء
الطبيعة ، وبعض السلطات التي كان لها تأثيرها على السلطات العليا نفسيا ، كما نرى
ذلك في بلاد مصر وبابل العائدة لتأثير المعابد ، وبعدها اليونان وبلاد فارس خصوصا
حينما نهض فيها العلماء والمدرسون من طبيعيين وما وراء الطبيعة ، وتوسعت الأفكار ،
ووضعت حدود وموازين لاستبداد الملوك ورجال الدين ، ونهض الرسل والأنبياء لاستنفار
الناس والاهابة بهم ، لصد المظالم وردع المفاسد.
وعند تحديد السلطات العليا في بعض الدول
، تشكلت عوض السلطات المطلقة من فرد واحد سلطات تضم عدة أشخاص يقومون بإدارة دفة
الحكومة كما نرى ذلك عند اليونان في تشكل القناصل ، وعند الرومان ، ونزع بعض
السلطات
نام کتاب : السّقيفة امّ الفتن نویسنده : جواد جعفر الخليلي جلد : 1 صفحه : 18