ومن كلام له عليه السلام قاله عند نكث طلحة والزبير بيعته في مسيرهما إلى مكة للاجتماع مع عائشة في التأليب عليه
أما بعد فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله للناس كافة وجعله رحمة للعالمين، فصدع بأمره [1] وبلغ رسالات ربه، فلم به الصدع ورتق به الفتق [2] وآمن به السبل وحقن به الدماء، وألف به بين ذوي الاحن والعداوة الواغرة في الصدور [3] والضغائن الراسخة في القلوب، ثم قبضه الله إليه حميدا، لم يقصر في الغاية التي إليها أدى الرسالة، ولا بلغ شيئا كان في التقصير
[1] أي أبانه وأظهره بين الناس، وفي الاحتجاج: ج 1، ص 236: " فصدع بما أمر به ".
[2] أي جمع الله به تشتت الناس وتفرقهم واستبدادهم بالاديان والاهواء وقوله: " رتق به الفتق " أي أصلح ما فسد منهم يقال: " رتق فتقهم - من باب نصر، وضرب - رتقا ": أصلح ذات بينهم، ويقال: هو الراتق الفاتق: مصلح الامر.